كان من الممكن ان ينسى المواطن الموضوع كله لولا خروج بعض النواب في الوقت الضائع والقاء محاضرات وتعليق يافطات كبيرة تتعلق بقضية قرار رفع رسوم الانشطة التجارية، فهذا يهدد الوزير بالاستجواب، وذاك يقول نحن صمام أمان للمواطن، وآخر يحاول يبتكر لغة جديدة في التعامل مع السلطة التنفيذية ويستخدم كافة الادوات البصرية والسمعية من افلام وتسجيلات للتأثير على المواطن وإقناعه بالعمل لمصلحته ولاجله.

يا سادة يا نواب لقد خذلتم المواطن بكافة الانواع والنماذج المتعددة وكانت ولا تزال قدرتكم على تفعيل آليات وادوات استجواب الوزراء معدومة حتى اصيب المواطن نتيجة للتكرار المستمر “بالضغط والسكري ولعبت في حسبته” الاضطرابات الانفعالية والصدمات النفسية، فبعد كل جولات وحصاد الفشل وضعف الاداء ومتابعة الواجبات واستعراض العضلات وأسلوب الدعاية والبطولات الوهمية هل لازلتم تعتقدون انكم قادرون على القيام بواجبكم على الوجه الاكمل وستتأثرون في القرارات على اختلاف انواعها ودرجاتها وستكونون ندا “ولو مرة على الاقل” للسلطة التنفيذية؟

ضعفكم حقيقة واقعة واستثمروا ما تبقى لكم في المجلس من ايام معدودات في أمور اخرى بعيدة عن المواطن والحديث في شؤونه، ابتعدوا عن رغباته واتجاهاته ومطالبه لانه يعيش حاليا على نبض الحياة فقط وبمعزل تماما عن شيء اسمه مجلس النواب، ومن المؤسف ايضا انه يوجد عدد لا بأس به من النواب ظهر صوتهم واشتدت روحهم في هذه الايام الاخيرة من المجلس بعد ان كانوا نيام طوال اربع سنوات في موسم الحب والراحة والنسيان وتفرغوا اليوم في التحضير للمادة الاخيرة قبل التخرج!

والله كان من الافضل لكم الصمت والبقاء لحسن الخاتمة بدل من تكرار تدريس النصوص والمحاولات الفاشلة لتركيب احجية استجواب الوزراء، فأنتم قد فشلتم في قضايا كثيرة ومهمة في حياة المواطن مثل قضايا الاسكان وزيادة الرواتب وتوظيف العاطلين وغيرها من المشكلات الفعلية بالمجتمع، فكيف بكم التصدى لمسألة معقدة وصعبة مثل قرار رفع رسوم الانشطة التجارية؟

ان بساطة التعبير المرتسمة على وجوه المواطنين تقول لكم “فكونا” وعلى الله العوض والحمدلله.