تتضمن خطابات نصر الله الربط بين الطائفية والإرهاب، أو لنقل بكل صراحة الربط بين السنة والإرهاب، وربط الحزب الأمرين بطريقة خفية ولكنها مكشوفة لنا، فهو شن هجوما كبيرا على الخليجيين متهما إياهم باللعب على وتر الطائفية وتحريك إعلامهم، وهنا ذكرنا هذا الطعم مع الأسف لأن البعض يبتلعه، فالسنة لا ينتهجون ما يسمى بالطائفية. ولأن حسن نصر الله يخشى أن توجه إليه تهمة الطائفية فإنه بادر باتهام الخليجيين بأنهم يستخدمون الطائفية رابطا ذلك بموضوع الإرهاب.

الإرهاب في نظر نصر الله هو داعش والقاعدة، وليس الحشد الشعبي وعصائب أهل الحق ولواء أبي الفضل العباس، وفيلق القدس وفيلق بدر وحزب الله العراقي وميليشيا الحوثي، وبالطبع ليس حزب الله الذي قتل من السوريين آلاف الأضعاف مما قتل من جنود الاحتلال، ولاحظنا كيف وصلت به الوقاحة بأن يقول إنه لولا حزبه ولولا هذه الأحزاب العراقية، لكانت القاعدة وداعش قد احتلت العالم العربي، وكل ذلك لإقناع أتباعه بأن العرب والخليجيين بالذات هم أهل الطائفية وأهل الإرهاب، حتى لا يفتضح أمره أمام أتباعه بأنه مجرد دمية تستخدمها إيران لتحقيق مصالحها.

الافت للنظر أن القنوات العربية الإخبارية المعروفة، بل حتى البي بي سي وروسيا اليوم وفرنسا 24، تجاهلت بث خطابه، باستثناء الثالوث الإعلامي الإيراني، المنار والعالم والميادين، حيث طبلت هذه القنوات ومجدت واستضافت عربا كانوا دمى إعلامية تريد الظهور الإعلامي، المهم أن أيام الحركات البهلوانية الإعلامية وخطاباته السابقة كرمز للمقاومة ولت، وعرف الجميع أنه كان مجرد دمية إيرانية ستذهب إلى مزبلة التاريخ.