العدد 3202
الجمعة 21 يوليو 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
تحليل خطابات نصر الله
الجمعة 21 يوليو 2017

بتحليل خطابات نصر الله الأخيرة، لابد لنا من الخروج  بنقاط نعتقد أنها مفيدة وقيمة لمن يريد أن يعرف كيف يفكر أعداؤنا تجاهنا، ويمكن إبراز هذه النقاط بشكل مختصر جدا حتى يسهل على القارئ استيعاب عقلية وفكر هذا الحزب بهذا الوقت الحرج. أولا لابد لنا أن نحدد لمن يوجه المدعو نصر الله خطاباته؟ هل لأنصاره أم الآخرين؟ والنتيجة التي توصلنا إليها هي أنه يخاطب أنصاره بالدرجة الأولى وليس غيرهم، كونهم، إلا بعض المئات المغرر بهم، لم يعودوا العرب الذين مثل عليهم دور المقاومة ضد إسرائيل لتمرير المشروع الإيراني بالمنطقة، ونظرا لتذمر أعداد لا يستهان بها حتى ممن كان يؤيده، خصوصا بيانات الأحزاب اللبنانية الأخيرة التي رفضت ما يقوم به الحزب، فإن هذه الخطابات جاءت بالدرجة الأولى للحفاظ على صورته أمام أنصاره والتأكيد على أن الحزب سيبقى كما كان، خصوصا بعد الهزائم التي مني بها الحزب عسكريا وسياسيا وفكريا ودينيا ورمزيا لما يسمى بمحور المقاومة ضد إسرائيل.  وعليه، فإن تحديد الجمهور المستهدف في خضم خطاب نصر الله، سيقودنا إلى استخلاص ما جاءت به كلماته من رسائل موجهة إلى أنصاره، ولعل أهم رسالة أراد نصر الله توجيهها لأنصاره، هي إعادة تصوير وتعميق الصورة الذهنية في عقولهم، المتعلقة بدور الحزب في حمل لواء المقاومة الأوحد لإسرائيل، في محاولة منه لتحويل أنظار أنصاره عن هزائمه في اليمن وسوريا، وحالة التذمر الشعبي مما يقوم به من زج أبناء العائلات اللبنانية في طريق الموت من أجل المشروع الإيراني، ونلاحظ أنه وبعد الخطاب مباشرة، تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية ببث تقارير، تمجد بطريق غير مباشر وبطريقة إعلامية احترافية قدرات حزب الله على مهاجمة إسرائيل وتعريض أمنها للخطر!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية