مــــن المحطــات الــــمؤثرة بمسيرتي الصحافية، حين تجاوب سمو رئيس الوزراء الموقر مع محتوى عمود صحافي كنت قد كتبته العام 2006 عن حالة مرضية لطفلة صغيرة اسمها ندى، رسمت به قصة صراعها مع ورم دماغي نهش طفولتها نهشاً، تحت عنوان “ابتسامة ندى تناشد رئيس الوزراء”.

وفي صبيحة يوم نشر العمود، وفي تمام الساعة السابعة وخمس دقائق تلقيت اتصالاً كريماً من ديوان سموه العامر، به بشارة توجيه سموه الكريم بالتكفل بعلاجها بالخارج فوراً، وتحمل المصروفات اللازمة لذلك.

بعدها بيومين، تشرفت بمصافحة سموه الكريم، تأملني قبل أن يشكرني عما ورد بالعمود، وقال لي سموه يومها بالحرف وبصوته الوقور: هذا هو واجبكم الرئيسي، أن تنقلوا لنا ما يجري بالخارج، وأن توصلوا لنا احتياجات الناس وطلباتهم وأصواتهم. وهذا هو مطلبنا منكم.

وبعد أن أرسلت الصغيرة ندى لألمانيا لتلقي العلاج وبشهور قليلة، أنجبت والدتها مولوداً جميلاً أسمته “خليفة”، شكراً وعرفاناً لسمو رئيس الوزراء على وقفته غير المستغربة إلى جانبهم وابنتهم الصغيرة.

بعدها بشهور، كتبت عموداً آخر عن أسرة متعففة تعيش أوضاعاً صعبة للغاية بأحد البيوت القديمة بالرفاع (فريج لبنان) تحت عنوان “الفقر ذاكرة لا تتقن النسيان”، ووصفت بالعمود الحالة المأساوية للبيت، ولمرافقه، التي لا تصلح غالبيتها للسكن الآدمي.

وكالمعتاد، تجاوب سموه بسرعة فائقة الوصف، ووجه بيوم نشر العمود، بالإسراع في إخراج الأسرة من هذا البيت المتهالك وبغضون 24 ساعة، وتوفير سكن مؤقت لهم، وهدم البيت وإعادة بنائه بفترة لا تتجاوز العام، وهذا ما كان حرفياً، وسط سعادة ودهشة عارمة من قبل أفراد الأسرة.

ومــن الشــــواهــــــد أيضاً ريبورتاج نشرته بالبلاد منذ قرابة الأسبوعين عن نقص الخدمات بمجمع 1056 بقرية الزلاق، وعن شكاوى المواطنين عن تعسر التنقل في ظل عدم رصف الشوارع ومد شبكات الإنارة والطرق، فكان تجاوب سموه الكريم لطلبات المواطنين سريعاً بأن وجه وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني بإتمام هذه الخدمات كافة.

كل هذه المشاهدات تمثل - بشكل أو بآخر - تجارب شخصية عشتها ككاتب صحافي مهتم بالشأن المحلي مع تجاوبات سمو رئيس الوزراء للناس، تجارب تمثل إضافة لتاريخ البحرين عن شخصية استثنائية في الحكم الخليفي، تقدم يومياً للعالم الدروس تلو الدروس، عن أسس الحكم العادل والذي يبدأ بالمواطن، وينتهي إليه.