إنه الوقت المناسب في ظل الأزمات السياسية للاصطفاف خلف قيادة جلالة الملك وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد حفظهم الله وبقوة. ففي ظل الأزمة مع قطر، نقف مع جلالة الملك، وتوجيهاته وقراراته الحكيمة، والتي تنطلق من الدفاع عن المكتسبات الخليجية، والهم المشترك لخليجنا العزيز. لقد أثبتت التجربة تلو الأخرى أن خيارات المشروع الإصلاحي، وقرارات بوسلمان دائماً في الاتجاه الصحيح لصالح المملكة الغالية ومصلحة الوطن في سبيل تعزيز الأمن واستمرار الديمقراطية المتوازنة لحفظ الوطن ورعاية الخليج بدوله وشعوبه من أي اختراقات إقليمية إيرانية أو غيرها.
في ظل أزمة ما سميته (البعير العربي)، باكرا حذرت منه، انه ليس ربيعا، بل كان فتنه لإسقاط عالمنا العربي في محارق الفتن، وتخريب كل ما تم بناؤه من تطور وإصلاح.
قبل شهر كان لي حوار في قناة روتانا، وقلت كل أصحاب الإسلام السياسي سنة أو شيعة وإن اختلفت جيناتهم، فحامضهم النووي واحد؛ لأن أصحاب الإسلام السياسي مؤدلجون لصالح الحزب لا لصالح الوطن، فالحزب مقدم على الوطن، ولا يؤمنون إلا بإقامة دولة داخل دولة كما هو حادث بلبنان. لذلك طالما دعيت لفصل الدين عن السياسة، فحكومات الخليج العربي مطالبة اليوم قبل أي وقت أن يتم تشريع قانون واضح وصريح من فصل الدين عن السياسة؛ لنضع حدا لتوغل هذا الطاعون السياسي الذي ينخر بكياننا العربي، ويحرق شبابنا في المحارق، ويقودهم للمسالخ.
كل ما عشناه من أوجاع وآلام وتكتلات بسبب الإسلام السياسي، وسترون وستسمعون العجب العجاب لو انكشف الغطاء عن خطورته، وكم يحمل بداخله من توتر تجاه أي شيء اسمه نظام أو وطن، لسبب بسيط أنه لا يُؤْمِن إلا بالدولة الدينية، ولا يُؤْمِن بنظامنا العربي أو الخليجي.
عشت سنوات بإيران، ومن خلال تجربه، أقول بكل وضوح أن أي وطن تتسرب إليه مفاهيم ولاية الفقيه، أو نظرية الخلافة، أو نظرية الحاكمية بكل صورها من مفاهيم إخوانية أو إيرانيه، فالوطن في خطر. الإيرانيون لا يدخلون أفكارهم بلدا إلا أفسدوه، وبين يديكم لبنان واليمن والعراق، والحبل على الجرار، وإن دخل الإيرانيون دولة قطر، فعليها السلام.
لذلك من باب الخبرة بالشهية الإيرانية، والغيرة، أقول لدولة قطر، وشعبها العزيز. احذروا من دخول إيران أراضيكم، حتى من باب ((المساعدة))، فالإيرانيون ينطبق عليهم قول الشاعر: “إن ابن آدم لا يعطيك نعجته إلا ليأخذ منك الحمل والجملا”.
كل ما أتمناه أن تلجأ قطر للحضن الخليجي وترجع لصف الخليج، فالخليج عوائل واحدة، وتاريخ مشترك، ومصالح مشتركة، وجمالها يكبر بأن نلتفت للمصلحة الواحدة تجاه هذه الدول.
لمن يريد معرفة الواقع، فإن وقوف الخليج بقيادة السعودية في مواجهة الحوثيين هو حفظ لأمن الخليج قبل السعودية، ولحفظ قطر أيضا، فأمننا واحد، ومصيرنا واحد. فالحوثيون إن تسربوا للخليج يعني تسرب إيران بكل مخططاتها. والمملكة العربية السعودية تحارب مع التحالف عن كل مواطني الخليج ولعودة الشرعية اليمنية، وإن وقوف الخليج مع الرئيس السيسي أوقف انهيار مصر من قبل الإخوان المؤدلجين ووقوف الخليج مع مسقط وكل دول الخليج في أزمة 2011 في الدعم المادي انعكس على المواطنين من بنى تحتية وإسكان.. إلخ.
هو الخليج وقف مع الكويت أيام غزو العراق، إذن كلنا وكل مواطن خليجي يأمل بعودة قطر الشقيقة للحضن الخليجي، وتعود الأفراح والمسرات، ونحصن كل دولة خليجية من أي ثعلب إقليمي يسعي لضرب الوحدة الخليجية. كل أملنا أن تقبل الشقيقة شروط العودة، وتعاد اللحمة، وتنتبه قطر من كل أصحاب الإسلام السياسي من كل المذاهب، فهولاء إن وجدوا فرصة زمنية في اختلال أي توازن سينقلبون حتى على قطر، وفي تلك اللحظة التاريخية لن يقف مع دولة قطر إلا دول الخليج والأشقاء، ففي أدبيات كل الأحزاب المؤدلجة بند إستراتيجي ميتافيزيقي يقوم على الإيمان، بأن لا حكم إلا الحكم الديني، سواء بنسخة ((ولاية الفقيه)) التدميرية، أو نسخة سيد قطب، حيث ((الحاكمية)) وماعدا ذلك يعتبر نظاما جائرا وظالما ولو أغرقهم بجنة عدن.
نقف مع جلالة الملك في كل الأزمات، حيث الرشد والحكمة، وحفظ الله خليجنا بدوله وشعوبه، ووقانا الله شر الإسلام السياسي الطارئ على إسلامنا الجميل.