العدد 3096
الخميس 06 أبريل 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
حرية أم عبودية؟
الخميس 06 أبريل 2017

حينما بدأت الثورات العربية اجتياح بعض العواصم، كانت هناك فرصة لهذه الدول بالبدء في إصلاحات سياسية واقتصادية وإعلامية، تكون نموذجا يحفز بقية الدول العربية على انتهاج مثل هذه الإصلاحات، ومن هذه الإصلاحات إقرار حرية الإعلام وحرية التعبير والانفتاح الإعلامي في دول ما يسمى بالربيع العربي، واستفاد مواطنو هذه الدول من أجواء الحرية الإعلامية ورأينا كيف أنه تم تدشين صحف وقنوات فضائية تتمتع بحرية لم تكن موجودة من قبل، وبدأ الجميع التعبير عما يجول في خاطرهم، كما أصبح الجميع يدعوا لتوجهه الفكري والحزبي والديني، بواسطة هذه الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية.

وعلى سبيل المثال تم السماح للجميع بإصدار الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية وتأسيس التجمعات والأحزاب، وأصبح الجميع يدافع عن توجهاته وآماله وطموحاته من خلال الحرية الإعلامية التي جاءت بها ثورة 25 يناير، ومن دون خوف أو ملاحقة أو تضييق عليهم، والتزمت غالبية وسائل الإعلام المصرية باحترام الآخرين المخالفين، وعدم الإساءة أو التعرض لهم أو شتمهم أو ممارسة التحريض الطائفي والديني والسياسي.

لا أحد يمكن له أن ينكر أن حرية التعبير بالدول المتحضرة حق مكفول لمن يتصرف بتحضر ويقوم بالتعبير عن رأيه، مع التزامه بعدم إلغاء أية طائفة أو عرق أو مجموعة في نفس البلد، وهناك فرق بين من يقوم بهذا التعبير، وبين من يقوم بإلغاء الآخر والاستهزاء به وكأنه غير موجود، كما حصل مع دعاة الربيع العربي ومن تخفى بعباءتهم من الانقلابيين، حيث وصل بهم الغرور والغباء والتبعية لبابا الصفويين إلى الدعوة لإقامة جمهورية من العصور الوسطى، يمارسون فيها كل أصناف الولاء لهذا البابا، ويريدون للعرب، أن يكونوا مثلهم عبيدا وسخرة لنظرية كسرى طهران. 

فهل هذه حرية رأي أم إلغاء للآخر؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية