العدد 3087
الثلاثاء 28 مارس 2017
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
الخليجيون ودعم الشعب السوري (2)
الثلاثاء 28 مارس 2017

من الإنصاف والتقدير القول إن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الدوري، بخصوص ما تقدمه الأمم المتحدة أو أوروبا أو روسيا من مبادرات بشأن الحل السياسي أو الأسلحة الكيماوية في سوريا، يحمل دائما رسالة واضحة لا لبس فيها هي رفض دول وشعب الخليج كل تلك التسويفات والمسرحيات، لأنها لا توقف حمام الدم الذي تشترك في صنعه وإدارته ورعايته كل من روسيا وإيران وحزب الله بل الأمم المتحدة بسبب عجزها، بالإضافة الى المنفذ المباشر لذلك الحمام وهو نظام بشار. 

ولكن يجب القول بكل صراحة إن قراءة ما يصدر عن اجتماعات وزراء دول الخليج بخصوص تلك المبادرات، تكون رسالة للعالم بأن لدول الخليج الآن، الحق بالمجاهرة بحماية مصالحها الوطنية والقومية. وما رفض ما يصدر عن بعض الاجتماعات إلا دليل على قوة السياسة الخليجية الخارجية الموحدة في الدفاع عن مصالحها، ومواجهة حلفاء النظام السوري بكل حزم.

ولهذا فإننا نقول إن تأكيد دول المجلس أنهم على استعداد وجاهزية لكل نتائج وتداعيات أية ضربة قد يقوم بها تحالف غربي خليجي تركي ضد نظام بشار، يدل أيضا على شجاعة وقوة وتحمل مسؤوليات وطنية وقومية وإنسانية، وهذا التأكيد حمل رسالة إلى سوريا وحزب الله وإيران، بأن دول الخليج على استعداد ويقظة لمواجهة أية قلاقل أو تحركات تستهدف دول الخليج، حتى على المستوى العسكري اذا ما فكر نظام بشار في إطلاق صواريخ ضد دول الخليج. السياسة والإصرار واللهجة القوية الجديدة التي تبناها مجلس التعاون فيما يتعلق بالوضع السوري، هو بداية مباركة لظهور نفوذ خليجي على المستوى السياسي، مقابل اضمحلال واضح لنفوذ سياسة الجامعة العربية على المستوى السياسي العالمي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .