العدد 3084
السبت 25 مارس 2017
banner
عن قانون المرور...
السبت 25 مارس 2017

في عام 2008 تسبب سائق سيارة متهور بوفاة ابن عمي الوحيد، الشاب عبدالحميد بن حسن الشيخ صالح عن 21 عاماً وصديقه مروان الحمر، الحافظين لكتاب الله طيب الله ثراهما، حين تجاوز المتهور الإشارة الحمراء بصفاقة، ونجا هو من الحادث. وفي تعزية عبدالحميد تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر بالحضور مشكوراً، وعند خروجه شكرت سموه ثم استأذنته بالحديث: “أبناؤنا يموتون بسبب الحوادث”، فعلق سموه حتى قبل أن تطرف عيناه: “لعل القوانين لا تطبق بصرامة”، قالها سموه بحسم لا معنى له سوى أن هذا كلام سيتبعه فعل. 

وبالفعل لاحظتُ تغييراً تدريجياً وإصراراً لدى إدارة المرور على تحسين القوانين وتشديد الرقابة، وصولا إلى تطبيق القانون الجديد الذي نرجوا أن يكون برداً وسلاماً على شعب المملكة بعد أن غرقنا في الفوضى وكسر القوانين، والاعتقاد بأننا أفضل من غيرنا، وأننا منيعون لا يمكن أن يمسنا أحد بسوء، ناهيك عن التصرفات اللاأخلاقية التي ينقصها احترام الوطن والأرض والغير والذات.

ومن المواقف الطريفة أنني بعد ذلك كتبتُ مقالاً طلبتُ فيه من الإدارة العامة للمرور إجراء دراسة لاحتساب عدد حالات كسر الإشارة الحمراء، وقدرتها بأربعين مليون حالة سنوياً. وحينها تضايقت مني الإدارة من خلال اتصال هاتفي، لكنني كنت ومازلت مؤيداً للتشديد (وليس التشدد)، لأن الروح إذا صعدت لا تنزل.

العزيزان مروان الحمر وعبدالحميد الشيخ، ليسا الوحيدَين اللذين انتقلا إلى رحمة الله تعالى بسبب تهور السواق، ولن يكونا الأخيرين، لكن تخفيض نسبة الوفيات والإصابات تستحق تطبيق هذا القانون.

شكراً لسمو رئيس الوزراء الموقر، وكل مسؤول وموظف في إدارة المرور، شكراً لكل رجل مرور قلبه على الناس، وشكراً لكل سائق ملتزم.

ملاحظات:

مع تأييدي قانون المرور الجديد إلا أن هناك بعض التعديلات اللازمة، منها ما هو متداول ومنها ما وصلني طلباً للنشر:

تخفيض رسوم تسجيل السيارة على السواق الملتزمين بالقوانين طيلة السنة، مثلما تعاقب كافئ “والمخالف الكريم ماشالله عليه بسد المبلغ”. 

العقلانية في عمل الفحص السنوي للسيارة حيث تتم إعادة بعض السواق رغم وجود خدوش بسيطة جداً قد تكون ناجمة عن احتكاك طفيف بجدار، ففي إحدى الحالات طلب الفاحص من مالك السيارة إحضار تقرير مروري. أنى له ذلك مع “طوفة”!؟

ضرورة الشفافية والدقة في كل أمر، ومن ذلك إيضاح نسبة السماح في تجاوز سرعة الشارع، فلا يصح أن تكون مرةً 30 % ثم 20 % وفجأة يتخذ قرار تخفيضها إلى 1 % بلا إعلان، وكأنها كمين محكم. النسبة غير معقولة لا تعطي السائق فرصة الخطأ سوى بسرعة 500 متر زيادة في الساعة!

في النهاية: لا للتسرع والعجلة... حفظكم الله ورعاكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .