هذا الارتباط الحميم بالإرهاب والالتصاق بالتخريب والعصابات والترعرع في بيئة تتوهم أن الملالي اصطفوهم للدفاع عن الحق ومحاربة الدولة وكسر القوانين والأنظمة، هل هو مرض أم ماذا؟ ما الذي يجعل هؤلاء يهدمون الأخلاق والمثل والقيم والعادات والتقاليد الإسلامية وينهارون تماما أمام ملالي طهران ووكلائهم في البحرين ويتحولون إلى مصانع للإرهاب ويلبسون حذاء الموت طوعا وأزياء الخيانة؟ أي شخص يقبل أن يعيش حياته في استغلال وغباء ويموت وهو خائن ومطوي في جيوب الملالي والمحرضين؟
النقطة الجوهرية التي أود التحدث فيها... ألا يملك هؤلاء عقولا يفكرون بها مثل بقية البشر، وهل يعقل أنهم لا يشعرون بالأخطاء التي يقعون فيها والمؤثرات الخارجية التي تنعكس آثارها عليهم وعلى أهاليهم؟ يقول لينين في أحد خطاباته “إن باستطاعة الأعمى وحده أن لا يرى هذه السلسلة من الأحداث”، فهل أولئك الإرهابيون (عميان) إلى درجة أنهم لا يرون أنهم يغرقون أكثر في الرجعية والإرهاب والعتمة وعالم الجريمة؟ لنفترض أن الأسرة لم تسرع لإنقاذهم بسبب التعصب والانغلاق وديكتاتورية الملالي والمحرضين، ولكن ألا يوجد منهم شاب من الذين راحوا ضحية الإرهاب يملك عقلا مفتوحا يعرف كيف يحلل الواقع ويفهمه بعيدا عن ذلك التعصب والانغلاق؟ ألا يوجد واحد منهم - ولو واحد - يكتشف قبل الخلود إلى النوم وهو يضع رأسه على الوسادة أنه أصبح رمزا شاملا للشر والإرهاب وهو ليس كذلك؟ ألم يفكر أحدهم في مأساة حياته ولعنة البشر عليه؟
الغريب أنهم صدقوا أكذوبة شرف الشهادة وأن ما يقومون به من إرهاب واجب شرعي وعلى الجميع احترام هذا المبدأ، وهذه طامة كبرى، ولا سبيل إلى الانعتاق من هذه العقلية إلا بمعجزة تنسف الواقع المر الذي يعيشه هؤلاء المغيبون الذين يحجزون المواعيد تباعا مع الموت المجاني والانتحار من أجل لا شيء سوى إرضاء إيران، هذه هي الحقيقة والوجه الساطع، إيران تمزقهم وتفرقهم في كل منعطف وهم بكل غباء يمجدونها ويقدمون أنفسهم قرابين لها وللملالي دون جدال.
الحرية هي ثاني الحقوق الطبيعية للإنسان، وذلك لأن الحرية فطرة في الإنسان، ولكن هؤلاء يعيشون دون حرية وأصبحوا مجرد رصيد في حساب إيران ومملوكين للملالي.