+A
A-

اتفاق الهدنة في سوريا.. بماذا خرج أطراف النزاع؟

أرغم اتفاق الهدنة في سوريا برعاية روسيا وتركيا، جميع أطراف النزاع من فصائل المعارضة والحكومة السورية والإيرانيين وحتى الميليشيات الأخرى، على القبول به مضطرين بحسبما يرى العديد من المراقبين.

الروس والأتراك بدوا أكبر كاسبين مما جرى، فروسيا أرادت أن تثبت للعالم أن باستطاعتها إنجاز ما عجز الآخرون بقوتهم ونفوذهم ووعودهم.

وأرادت روسيا أيضا أن توقف استنزاف قوتها في ميدان بعيد عنها، فلا تدخل أفغانستان ثانية، وأن تحافظ على حليفها الأهم الأسد وإن لم تعلن ذلك صراحة.

وضمنت روسيا مصالحها السياسية والعسكرية والاقتصادية في التجربة السورية بعد أن عرفت لمن تمد يدها.

وتركيا في المقابل، لم تحصل على ما أرادت غربا فكانت موسكو هي الخيار، إذ أن "الحلفاء الدائمين" لم يتجاوبوا مع مطالبها، فكان الروس حاضرين لذلك.

وضمنت أنقرة بذلك شمال سوري تحت السيطرة، وحلم كردي موؤود، والتحول من مشاهد إلى لاعب مهم.

لكن يبقى على روسيا وتركيا على حد سواء انتظار رد الفعل من جانب الغاضبين.

فهناك فصائل رافضة، وتنظيم يدعى داعش يسيطر على بقعة واسعة من الأرض السورية، وحسابات إقليمية وعالمية قد تتغير في أي لحظة.

التجربة الروسية التركية، لا يمكن القول إنها حسمت الأمور، لكنها كانت النقطة الأبرز في بحر الاقتراحات والمبادرات التي حاولت حل الأزمة السورية على مدى سنواتها الخمس.