العدد 2940
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016
banner
القضايا التي لا يعرفها النواب
الثلاثاء 01 نوفمبر 2016

قلت من قبل إنني لن أتحدث عن مجلس النواب، ولكن النواب يصرون على السير عكس التيار، ويجذبون الآخر للتهكم عليهم وعلى ما يقومون به تحت القبة، كما يحدث عادة في وسائل التواصل الاجتماعي، وآخر القضايا الموقف الذي أضحوا عليه تجاه الموسيقى، ونقول الموسيقى بصورة عامة، كونهم لم يفرزوا ولم يحددوا ما يتحدثون عنه، فقد أشعلوا مؤخرا تلك المواقع على قرارهم الأخير بشأن الموسيقى.

أولا وقبل كل شيء لا أعرف العلاقة التي فهمها هؤلاء النواب بين الموسيقى والفساد، أو بينها وبين زوال النعم، أو كونها من الأساس أمرا محرما، كل تلك الأمور يسهل قولها عند من يريد الفتوى.

تعلمون جيدا مواطن التجاوزات ومن يقوم بها، وتعرفون جيدا الطريق لمحاسبه، ولكنكم تحولتم إلى طريق آخر لا علاقة له لا بالتجاوزات ولا بالمواطن، ولم يقو بعضكم على رفع سيفه إلا في وسائل التواصل الاجتماعي، أو العالم الافتراضي كونه أقل بكثير من الواقع والحديث فيه سهل يسير، أما الحديث في عالم الواقع فهو صعب وعسير، لذلك وجدوا انفسهم في الخيال يقولون فيه ما يشاءون ويعتقدون أنهم بذلك أنجزوا!

هم لا يفهمون ماهية الموسقى، ولا يميزون بين أنواعها، ولا يعلمون ما تفعله الموسيقى في الشعوب ولا قيمتها الوطنية ولا قدرتها على التحفيز الذي يعجزون عنه، بل هم على العكس مُحبِطُونَ للغير، ومع ذلك يتحدثون عنها ويريدون وأدها، نسوا الكثير من الأمور السيئة التي تحدث في المدارس ويريدون إشغال الناس بأمور أخرى، ثم هل انتفت مشاكل المواطنين حتى تشغلوهم بالموسيقى؟

بالإمكان وضع جداول لمكامن الخلل في الدولة والإشارة بالإصبع لهذه المكامن ومن يقوم عليها، ولكن هل تريدون ذلك؟ وهل ترغبون في السماع؟ إن كنتم تملكون الرغبة في ذلك فتحدثوا مع الناس بصورة مباشرة وافتحوا المكاتب التي نسيتم فتحها واذهبوا للناس في المجالس، خالطوهم واسمعوا منهم وتبنوا ما يقولون كونهم أعلم منكم بما يمكن أن تفعلوه أنتم أنفسكم، إلا أنكم على العكس من ذلك، تهربون من الناس وتغلقون المكاتب وتمتنعون عن الاختلاط بالبشر.

ابحثوا عن شيء مفيد في المجلس لتتحدثوا فيه إن أردتم ذلك، أو كفوا عن نقل أحاديثكم في المجلس واجعلوا جلساتكم جميعها سرية حتى لا يصاب الناس بالغثيان... والله أعلم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .