العدد 2925
الإثنين 17 أكتوبر 2016
banner
سبر معاني الخطاب السامي
الإثنين 17 أكتوبر 2016

حمل خطاب عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمناسبة انعقاد المجلس الوطني، مضامين عدة ومعاني عميقة صبت جميعًا في اتجاه التأكيد على مرتكزات وثوابت الإصلاح والتحديث والتطوير، وصون المكتسبات الوطنية، التي اعتبرها جلالته صمام الأمان لاستقرار البحرين ونهضتها.
“نهضة شاملة لا تخطئها العين المنصفة”، هكذا وصف جلالته ما تشهده البحرين منذ انطلاق مشروع الإصلاح الوطني والتوافق على ميثاق العمل الوطني كخيار مصيري يسهم في بناء دولة المؤسسات والقانون، التي تصان فيها الحقوق الأساسية والحريات المتزنة ويمارس فيها العمل الديمقراطي النزيه سعيًا إلى تحقيق المصلحة العليا للوطن والمواطنين.
فإذا نظرنا فعلاً إلى الواقع الذي نعيشه اليوم بإنصاف وتجرد، فسنجد أن البحرين انتصرت، بفضل من الله وبحكمة قيادتها الرشيدة وعزيمة شعبها الوفي، للوحدة والمواطنة والتسامح على حساب الفرقة والتبعية والتخريب والتطرف، وتمكنت، بإرادة وطنية مخلصة، من الحفاظ على مستوى ملائم من النمو الاقتصادي رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم شرقه وغربه.
في خطابه السامي، حثنا جلالته على نقل هذه التجربة الوطنية الفريدة التي تدعو للفخر والاعتزاز إلى الأجيال القادمة، لتكون لهم رسالة خالدة بأن روح البحرين المتجددة تستمد قوتها دوماً من التآخي والتعايش والوسطية، وأن البحرين العربية الإسلامية هي وطن الجميع، يسود فيه القانون ويسمو بمبادئ الكرامة الإنسانية ويحفظ الشعائر الدينية، لتبقى المملكة حصنًا منيعًا وسدًا قويًا في وجه الأطماع الخارجية التي تهدد أمن واستقرار محيطنا الخليجي العربي.
فعندما يدعونا جلالته إلى العمل على إيصال صورة البحرين المتحضرة والمشرقة للعالم، كوطن حاضن لقيم التسامح والتعايش وداعم للحوار بين الأديان والثقافات، علينا أن نستجيب بالأفعال قبل الأقوال وأن يبدأ كل واحد منّا بنفسه ليكون دليلاً حيًّا يجسد قيم التسامح الراسخة في وجدان البحرينيين عبر الأجيال، لنجعل من وطننا الحبيب سراجًا مضيئا بالأمن والسلام وقلباً نابضا بالخير والمحبة.
 

 

البلاد

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية