قبل أيام انتشر خبر في وسائل الإعلام عن انطلاق حملة جديدة على الإنترنت للضغط على بعض شركات الوجبات السريعة العالمية من أجل حظر استخدام منتجات حيوانية من حيوانات معالجة بالمضادات الحيوية، حيث إن استخدامها يعتبر مخالفا لمعايير منظمة الصحة العالمية بل يشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان. وتوصل العلماء الى أن استخدام المضادات الحيوية في تربية الحيوانات قد يؤدي إلى تكون بكتيريا مقاومة للمضادات، وهو ما قد يتسبب في انتقال تلك البكتيريا للإنسان وتصبح أقل استجابة للعلاج بالمضادات الحيوية، أو مستحيلة العلاج؛ مما قد يؤدي لمضاعفات خطيرة منها احتمالية الإصابة بأمراض نادرة أو الوفاة. والغرض المعلوم من اشتمال طعام الحيوانات على مثل هذه المضادات القضاء على البكتيريا بشكل أسرع، أو ايقاف نموها أو اضعافها لكي يتغلب الجهاز المناعي بالجسم عليها، ولكنها الآن لا تستخدم لأسباب علاجية بل لغرض التسمين وزيادة الوزن وكذلك لسرعة انضاج الطعام، ومن ثم تقديم منتج يحقق للشركة غايتها دون الاكتراث بصحة المستهلك أو سلامة غذائه.
هذا الموضوع جعلني أبادر بالاتصال بالخط الساخن لحماية المستهلك بوزارة الصناعة والتجارة وسؤالهم عما إذا كانت اللحوم التي تستخدمها مطاعم الوجبات السريعة آمنة للمستهلك وغير معالجة بالمضادات الحيوية فكان الرد بأنهم ﻻ علاقة لهم بهذا الموضوع وأن وزارة الصحة المسؤولة عن ذلك، وبعدها مباشرة قمت بالاتصال بالخط الساخن لمراقبة الأغذية وسألتهم ذات السؤال فجاء الرد بأنهم ﻻ علاقة لهم بهذا الموضوع وأنهم جهة لاستقبال الشكاوى فقط، بعدها أعطوني رقما آخر في قسم مراقبة الأغذية على أساس أنهم أكثر دراية بهذا الأمر، اتصلت حينها وتحدثت مع إحدى الموظفات في القسم وسألتها عما إذا كانت اللحوم التي تستخدمها بعض شركات الوجبات السريعة في المملكة معالجة بالمضادات الحيوية أم ﻻ؛ فأجابتني مشكورة بأن أية شحنة من اللحوم بمختلف أنواعها ﻻ تدخل المملكة إلا بعد فحص عينات منها والتأكد التام من سلامتها وخلوها من الأمراض والأوبئة.
لابد من الجهات المسؤولة كوزارة الصحة، وإدارة حماية المستهلك العمل كلجنة واحدة والإسراع في اتخاذ الخطوات اللازمة بهذا الشأن والتي تضمن سلامة وصحة المواطن والمقيم دون النظر الى أية جوانب أخرى على حساب المستهلك، وحمل هذا الموضوع على محمل الجد للوقوف على سلامة هذه المنتجات والتأكد من خلوها من المضادات الحيوية حتى يثبت استخدامها من عدمه. ومن المهم مراجعة القوانين والأنظمة المعمول بها وتطويرها؛ بما يضمن الحد من استيراد تلك اللحوم التي تتم تربيتها باستخدام المضادات الحيوية، وكذلك ﻻبد من أن يأخذ الاعلام دوره في التحذير من استخدام هذه المضادات الحيوية وتبيان مخاطرها للجمهور، كما يتوجب على الجهات الرقابية في وزارة الصحة ضرورة أخذ عينات من مطاعم الوجبات السريعة واعلان النتائج للمستهلكين في أقرب وقت ممكن دون محاباة أية جهة على حساب الوطن وصحة المستهلك.