العدد 2863
الثلاثاء 16 أغسطس 2016
banner
ممارسات مجتمعيّة بحاجة إلى إعادة نظر
الثلاثاء 16 أغسطس 2016

تتوارث مجتمعاتنا الكثير من العادات والتقاليد، أو ما يمكن أن نُطلق عليه مسمى “الممارسات”، إذ إن لكل مجتمعٍ عاداته وتقاليده التي تتوارثها الأجيال، وكما هو معروف فإن للمجتمعات الغربية ممارسات تختلف تماماً عمّا هو متعارف عليه في مجتمعاتنا الشرقية للعديد من الأسباب منها اختلاف الديانات والأعراق والتاريخ والجغرافيا وما إلى ذلك.
والمتمعّن في ممارساتنا المجتمعية هنا في الشرق سيجد حتماً عادات وتقاليد غايّة في الجمال والثراء، الأمر الذي يُحتّم علينا جميعاً المحافظة عليها وتوريثها لأجيالنا القادمة والحرص على تطبيقها أمام الأبناء كي تترسخ لا أن تندثر.
خلال تواجده بالمستشفى لمدة أربعة أيام فقط، تلقى أحد الأقارب باقات مهولة من الورود التي بعثها له الأصدقاء والأحباب تعبيراً عن محبتهم وتمنياتهم له بالشفاء وتمام الصحّة والعافيّة، والمتأمّل لهذه الباقات الجميلة سيدرك أنها تكلفت في مجملها مبالغ طائلة قد تزيد على 5000 دينار بحريني.
وعلى الرغم من روعتها وجمال منظرها، وما ترمز له من مشاعر إنسانيّة فياضّة ومشاركة وجدانيّة تستحق التقدير، إلا أنني أرى أن الوقت حان لتغيير هذه الثقافّة التي جلبناها من الغرب، وهي ليست من عاداتنا في شيء، بل لا تمتّ لموروثاتنا بصلّة، وبكل صراحة أجدها مجرد إهدار للجهد وتبذير للمال حيث ندرك جميعاً أن هذه الورود التي نراها اليوم جميلة، ستذبل سريعاً ولن يستفيد منها أحد.
أعلم تماماً أن أصحاب محلات الورود سيختلفون معي في هذا الطرح، إلا أنني لا أقصد هنا تجارة الورود بحد ذاتها، وإنما أتحدّث عن مجاملات مجتمعيّة غير صائبة أصبحت اليوم نمطاً سائداً بالمجتمع رغم ما تنطوي عليه من أعباء لا داعي لها على الأسر.
اقتراحي في هذا الجانب هو أن يتم إهداء باقة صغيرة جداً لا تكلف مبلغاً كبيراً  وترفق معها هدية بسيطة أو مبلغ مالي، وأجزم بأن المريض سيستحسن هذه الفكرة حيث سيستفيد من الهدية أو المبلغ المالي أكثر بكثير من الاستفادّة التي تتحقق له من باقة ورد باهظة الثمن.
قد يخجل الكثيرون من تقديم مبلغ مالي بسيط ويجدون الأمر محرجاً، ولكن عندما نعوّد  أنفسنا ومن حولنا على ذلك ونقتنع بأنه الأسلوب الأمثل سيتقبل الآخرون الأمر بمرور الوقت.
لاشك في أن هناك الآن من يطبق هذه الفكرة ولكنها فئة بسيطة جداً ورجائي أن يتسّع تطبيق هذه الفكرة لمصلحة الجميع، والموضوع كله هو مجرد تعديل أو تحسين في الممارسات المجتمعيّة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية