* الميركاتو الانجليزي
توقع الكثيرون أن يكون سوق انتقالات اللاعبين في انجلترا هو الاقوى لهذا الموسم من حيث كثرة وقوة الصفقات التي ستعقدها الأندية ولا سيما الكبيرة منها، والسبب في ذلك يعود لعدة اعتبارات، أهمها أن معظم الفرق الكبيرة أجرت تغييرات كثيرة في أجهزتها الفنية، ومن البديهي جدًّا أن المدربين الجدد غالبًا ما يطالبون إدارات أنديتهم ببعض التعاقدات التي يحتاجونها لكي يحققوا النجاح في مهامهم، بيد أن الميركاتو الانجليزي يعتبر هادئًا نسبيًّا حتى الآن وجاء مخالفًا للتوقعات رغم بعض الصفقات التي عُقدت رسميًّا واعتبرتها الصحافة الإعلامية على أنها صفقات كبيرة ومدوّية، وبحسب التقييم العام للميركاتو فإنه لم يتجاوز حجم الصفقات المتوسطة أو الأرفع منها بقليل.
يكاد يكون مانشستر يونايتد هو الأكثر تحركًا للصفقات ذوات القيمة والجودة العالية، وهذا ما يعكس نوايا الفريق الواضحة بالعودة للواجهة بعد سنوات من العجاف، المدرب الجديد للمانيو جوزيه مورينيو طلب من الإدارة سرعة التعاقد مع أربعة لاعبين على الاقل بحسب خياراته، إذ وضع قائمة تضم كلاً من الايفواري بيلي والسويدي ابراهيموفيتش والارميني مختاريان ومشددًا على ضرورة التعاقد مع الفرنسي بول بوغبا من يوفنتوس، وبالفعل نجحت إدارة الشياطين الحمر من التوقيع مع جل اللاعبين المرغوبين من قبل “السبيشل وان” بما فيهم بوغبا وصفقته المعقدة والتي أثارت الجدل الكبير بسبب قيمتها الباهظة جدًّا، وذلك بحسب آخر التأكيدات من موقع مانشستر يونايتد الرسمي نفسه.
مورينيو سيكون على عاتقه حمل كبير في قيادة مانشستر يونايتد نحو النجاح وصناعة المجد الذي افتقدته جماهير مسرح الأحلام منذ رحيل طيب الذكر السير اليكس فيرغسون قبل ثلاثة أعوام، ولن تكون الأعذار مقبولة للرجل المعروف بالثرثار بعد أن وفرت إدارة النادي جميع الأدوات اللازمة لمورينيو لكي يحقق النجاح، بل اضطرت لأن تعرض نفسها للسخرية عبر وسائل الإعلام بعد إتمام صفقة بوغبا بمبلغ قياسي وإرجاعه من جديد لصفوف المانيو بعد أن تنازلت عنه قبل 4 أعوام لصالح يوفنتوس بالذات وبالمجان!!. عمومًا ثمة مؤشرات توحي بأن اليونايتد قد يعود قويًّا كما كان مسبقًا بعد إحرازه كأس الاتحاد الانجليزي قبل أيام بالفوز على مفاجأة الموسم الماضي ليستر سيتي!!.
أما مدرب السيتي الجديد بيب غارديولا فيبدو أن الأمور معقدة جدًّا في حساباته بعد أن طالب ادارة النادي بإجراء بعض التعاقدات التي كانت تبدو غريبة بعض الشيء لوسائل الاعلام المهتمة، فمدرب برشلونة والبايرن السابق عزّز صفوف السيتيزنز بمجموعة من اللاعبين الذين يلعبون على الأطراف تحديدًا رغم توافر العديد من الأسماء الجيدة والقادرة على تلبية طموحاته، فمن غير المعقول أن يتم التعاقد مع الاسباني نوليتو والفرنسي ساني والفريق به العديد من اللاعبين القادرين على لعب دور الأجنحة في الفريق، فدي بروين، سترلينغ، نافاس وسيلفا، كل هؤلاء لعبوا مسبقًا كلاعبي أطراف على اليمين وعلى الشمال!!.. وما يزيد الأمر تعقيدًا أن غارديولا على ما يبدو يود بالاحتفاظ بجميع لاعبي الأطراف ولا توجد لديه أي نية بالتنازل عن خدمات أي منهم، لذلك فمن المرجح أن يتخبّط غارديولا كثيرًا حتى يصل للتشكيلة المثالية التي يريدها ويبحث عنها في ظل هذه الكوكبة المتوافرة من النجوم!!. شخصيًّا أتوقع أن يعاني غارديولا كثيرًا في مهمته الجديدة، وقد يلاحظ المتابعون كثرة تخبطاته خصوصًا مع بداية الموسم، فالمدرب الذي يملك خيارات كثيرة جدًّا في الغالب يفشل في الوصول للمثالية المطلوبة!!.
تشيلسي لم تكن له تحركات كبيرة في السوق على الرغم من أنه يكاد يكون أكثر فريقًا يحتاج لتعزيزات جديدة بعد هبوط أغلب مستويات نجومه بالإضافة لتقدمهم في العمر، فالمدرب الايطالي الجديد انطونيو كونتي توقع له أكثر النقاد والمحللين نجاحه في مهمته الجديدة مع البلوز، بيد أني شخصيًّا أتوقع أن يعاني كونتي كثيرًا في إدارته، ومن الصعب أن يترك بصمته على الفريق، وذلك لأن تشيلسي ليس بحاجة لباتشواي البلجيكي ولا لكانتي الفرنسي بقدر حاجته لتعزيز خط دفاعه بالكامل الذي يحتاج لصيانة شاملة، وهذا ما لم يطلبه كونتي نفسه ولا يتضح أن تكون لإدارة النادي أي مساع حول ذلك، وهذا ما قد يؤدي لفشل كونتي!!.
في حين أن ليفربول بقيادة المدرب يورغن كلوب عزّز صفوفه ببعض التعاقدات الجيدة التي قد تلعب دور في رفع مستوى جودة الفريق عما كان عليه في الموسم الماضي، بيد أن المشكلة التي قد يواجها كلوب هي نفس المشكلة التي قد يواجهها غارديولا كما ذكرنا سلفًا، توافر العديد من اللاعبين الذين يلعبون في نفس المراكز قد يسبب أزمة في الوصول للتوليفة المناسبة سريعًا.. عموًما الصفقات التي عقدتها إدارة الريدز لن تكون كافية إذا ما أردات أن تبحث عن لقب البريميرليغ الاول منذ أكثر من عقدين!!.
ارسنال يؤكد مرة أخرى معاناته في سوق الانتقالات للسنة الثانية على التوالي بعد فشله حتى الآن في ضم اللاعبين الجدد القادرين على تقوية الفريق، وعلى ما يبدو أن الارسنال أصبح هدفًا بعيد المنال لنجوم اللعبة بسبب أن النادي لا يملك مشروعًا واضحًا في المنافسة على الالقاب، ويتضح ذلك جليًّا في رفض اللاعبين الذين يرغب الارسنال في التعاقد معهم ، كفاردي وهيغواين وغيرهم الكثير، لذلك سيترنح الارسنال مجددًا هذا الموسم ولن يتمكن من الفوز بلقب البريميرليغ، وسيكتفي فينغر بالتفكير في مركز مؤهل لدوري الأبطال ولا اكثر من ذلك!!.
أخيرًا، يحسب لإدارتي توتنهام وليستر حفاظهما على أغلب نجوم الفريق وعدم التفريط فيهم رغم العروض الكثيرة التي انهالت عليهم، وهذا سيساعد الفريقين على اللعب بنفس الأداء والقوة التي كانا عليها الموسم الماضي، توتنهام بوكيتينو قادر على مقارعة الكبار وليستر رانييري لن ينحني بسهولة!!.