العدد 2834
الإثنين 18 يوليو 2016
banner
هل باستطاعة العراق؟ (2)
الإثنين 18 يوليو 2016

معظم بيانات الأحزاب السياسية العراقية تركز حالياً على دعم وإشراك مكوناتها في معارك التحرير وتحقيق نصر ناجز في نينوى، وبأقل الخسائر والتضحيات. ومعظمهم يستعرضون للسفراء الأجانب ما استكملته قواتهم ومليشياتهم من واجبات وإمكانيات لدحر العدو الجاثم على أرض العراق.
قادة العراق، وعلى مر السنين، استخدموا أعتى الأسلحة المشتراة ضد قومياته ومكونات شعبه. وهذه الأسلحة المبعثرة في كل أجزاء العراق، امتصت قدرات العراق المالية وميزانية الدولة لتوفير الخدمات. وهذا الامتصاص المالي له عواقبه كما نراه يحدث كل يوم. فقد أعلنت وزارة الدفاع العراقية، في 28 حزيران 2016، عن تسلمها دفعة جديدة من طائرات “صائد الليل” من روسيا، معتبرةً تلك الطائرات اضافة كبيرة لسلاح الجو العراقي. وكانت الحكومة العراقية قد وقعت اتفاقاً مع موسكو، في الـ 20 من آيار عام 2015، لشراء 43 مروحية هجومية بحلول نهاية عام 2016 حيث تم تسليم 27 طائرة، منها 16 طائرة من طراز Mi-35M، و11 طائرة من طراز Mi-28N. فهل باستطاعة العراق إيقاف هذا النزيف وهذا الامتصاص المالي الدموي ومتى؟
مصطلحات النقد المستعملة بين العراقيين وحدتها تضيف إشكالية مرعبة لها رائحة العنصرية المذهبية المطعمة بالروح العشائرية الانتقامية وبعضها امتداد للحرب العراقية - الإيرانية. هذه المصطلحات تفوق في معطياتها أمور الإصلاح ويصعب استحسانها كونها تربية جيل كامل متناقض الآراء والمعتقدات والسلوك والتدابير الإدارية. فهل في الاستطاعة التخلص من رافعي أعلام التحرير المشوهة وإنزال أعلام راياتهم التخريبية؟
ونحن في القرن الحادي والعشرين، أصبح العراق رايات تحرير ورايات تخريب وانتقام وأصبح بقدرات وخبرات محدودة، تتناقص بمرور الوقت، في كل الحقول الزراعية، الصناعية، النفطية، الاقتصادية، العمرانية، التعليمية المختبرية والطبية. أما الحقول المالية والمصرفية فإنها سببت فقر إدارة مسؤوليها، انتشار الفساد والسرقات بين من لهم النفوذ في السلطة الشيعية والسنية والكردية والذين أشرنا إليهم مراراً بعد تقديمهم كشوفات حسابية مصرفية محلية لا قيمة لها بينما تتطلب حاجة المحاسبة والرقابة طلب كشوفات مالية من مصارف خارجية ظلت تغطي حسابات السراق في حسابات سرية لزبائنها.
أمة العرب مهتمة بسلسلة وسيرة عظمائها الذين برزوا بقوتهم وتمتعوا باحترام الرعية بعدلهم ورعاية شعوبهم، إلا أننا لا نجد في حكوماتنا الحالية من ينصر هذه الأمة من طغيان وتراكم الفساد المالي السياسي وعدم استطاعة دولهم إيقاف المهربين وطرق تهريب المهربين والأموال والأسلحة. ذلك أمر لا يستطيع شخص واحد وإدارة حكومية واحدة إيقافه وإنهاء تراكماته عملياً. فما هي الاستطاعة؟ وما هو التصرف وتوقعات نجاحه؟
البيانات التي تصدر من مكاتب الأحزاب السياسية والدينية مرونقة وفيها نقاط تراجع عن الإرادة الحرة للعراق وتتميز بالاتكاء على الغير وليس لها القيمة الوطنية المطلوبة في رجل السياسة ورجل الدين. فمثلاً، بيان مكتب النجيفي قبل أيام ليس أكثر من شد عربة العراق بحصان الأجندات الأجنبية، وفيه تأكيد الأخير للسفير الأميركي بأنه “يدعم أهل نينوى وإشراك مكوناتها في معركة التحرير، فهم الأقدر على فهم طبيعة المعركة، والتعامل مع الأهل في الداخل لاختصار الزمن وتحقيق نصر ناجز بأقل الخسائر والتضحيات”. ويستعرض للسفير الأميركي طبيعة القوات وتدريباتها في معسكرات الحشد”.
فهل باستطاعة العراق حل أزماته وكل مجموعة فئوية لها معتقد وفكرة تجييش أهل العراق وتوزيع صنوف الموت والخراب؟. إيلاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .