العدد 2826
الأحد 10 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
النهائي الفاتر!!
الأحد 10 يوليو 2016

يسدل الستار اليوم على بطولة كأس الأمم الأوروبية 2016 والمقامة في فرنسا بلقاء يجمع بين صاحبة الضيافة والبرتغال التي فاجأت الجميع وضربت كل التوقعات بعرض الحائط وتأهلت لنهائي اليورو للمرة الثانية في تاريخها، علماً أن هناك ثمة اتفاق شبه كلي على عدم أحقية البرتغال بالوصول لنقطة النهائية، في الوقت الذي تضاربت فيه الآراء حول أحقية وصول فرنسا أيضا لأقصى مرحلة في البطولة، لتكون الجماهير المتابعة على موعد مع نهائي فاتر سيكون بعيداً عن التسليط الإعلامي الكبير لأنه قد يكون الأضعف فنياً في تاريخ بطولات القارة العجوز!!.
بطولات اليورو عودتنا دائماً ان تكون مبارياتها النهائية مثيرة وحماسية ومن الصعب ان يصل لمرحلتها الأخيرة من لا يستحق الوصول لها، فهي البطولة الأقوى بعد كأس العالم ان لم تكن الأقوى على الإطلاق، بيد ان في يورو 2016 تغيرت الموازين وانكسرت فيها هذه القاعدة، فمن لا يستحق فوصل النهائي وان كنت أعني بذلك البرتغال تحديداً ولا أخص الحديث عن فرنسا التي كانت غير مقنعة تماماً لكن على الأقل قدمت مستويات مرضية نوعاً ما قد تتوافق جزئياً مع أحقيتها في الوصول للنهائي خصوصاً بعد إطاحتها لأكبر منافس على اللقب.
في البطولات السابقة، وصلت بعض المنتخبات الصغيرة والتي لا تقل كثيراً عن وضعية البرتغال التاريخية للنهائي الأوروبي كالتشيك والدنمارك واليونان ولم يكن مستغرباً وصولها حينذاك لأنها قدمت مستويات كبيرة في مشوارها نحو النهائي وأخرجت منتخبات عملاقة، بل ان البعض منها أكد على أحقية الوصول للمشهد الأخير بالتتويج باللقب نفسه بلا عجب، لذلك لست أعني ان نهائي النسخة الفرنسية سيكون بعيداً عن الإثارة وقد يصاب بالفتور بسبب ان أحد أطرافه ستكون البرتغال التي لا تملك تاريخا كبيرا كما كان حال الدنمارك واليونان عندما توجا بلقبي 1992 و2004 على الترتيب، بل ان ما أعنيه ان البرتغال لم تقدم ما يشفع لها في البطولة لكي تكون أحد أطراف معركة الصراع الأخير على اللقب، فقد ابتسم الحظ كثيراً لبرازيل أوروبا في هذه البطولة، حيث جنبها مواجهة المنتخبات الكبيرة منذ الدور الأول وفي جميع المراحل التالية حتى الوصول للنهائي، وما يدعو للاستغراب أكثر أن نظام البطولة قد ساعدها كثيراً في العبور من الدور الأول بعد تأهلها كأحسن ثالث، علماً أنها لم تحقق أي فوز في مبارياتها الثلاث!!.
مشوار البرتغال في البطولة بدأ بخيبة أمل كبيرة وامتد حتى المراحل التالية، فتعادلت في ثلاث مباريات أمام آيسلندا، النمسا والمجر، أي أنها عجزت الفوز على أضعف المنتخبات فنياً في البطولة، وبعد ذلك استطاعت إقصاء كرواتيا التي كانت مرشحة للذهاب بعيداً في البطولة بعد ان قدمت أداء سيئاً للغاية، لتلاقي بعدها بولندا في الدور الربع نهائي لتقصيها عبر ركلات الحظ ولا سواها، فجأة وجدت نفسها أمام ويلز في الخطوة قبل الأخيرة واستطاعت تحقيق أول فوز لها في البطولة في الوقت الأصلي!!..
وبغض النظر عن عدم أحقية البرتغال بالوصول للنهائي، إلا ان الشعب البرتغالي يضع كل آماله على نجم المنتخب الأول وصانع أمجادها كريستيانو رونالدو ليقود سيلساو أوروبا للتتويج بأول لقب للبرتغال عبر التاريخ، فهي تؤمن ان الإنجاز لو تحقق في يوم ما لن يكون إلا على يد أفضل لاعب في تاريخها ولا غيره يستطيع فعل ذلك، وطالما وصلت البرتغال للمباراة النهائية فإن الحظوظ ستكون قائمة أمامها لخطف اللقب حتى لو قدمت نفس المستويات المخيبة السابقة!!.
كل التوقعات والمؤشرات ترجح كفة فرنسا للتتويج باللقب الثالث في تاريخها خصوصا وان القدر دائماً ما يبتسم لها عندما تستضيف باريس البطولات تحديداً، وبطولتي يورو 1984 وكأس العالم 1998 خير دليل على ذلك، لذلك طموحات وآمال مشجعي الديوك تبدو عالية جداًً بقدرة منتخبها على التتويج باللقب، لإيمانها التام ان فرنسا لا تخسر أي لقب في الأراضي الفرنسية!!
مدرب فرنسا ديشامب سيكون على عاتقه مسؤولية كبيرة إذا ما أراد الفوز باللقب، عليه أولا أن يتدارك الأخطاء الدفاعية الكثيرة التي ارتكبها فريقه في اللقاء السابق على صعيد التمركز والتنظيم، وبعد ذلك عليه أن ينشغل كثيراً برونالدو وكيفية محاصرته والحد من خطورته، فهو ملهم البرتغال الأوحد وشّل حركته داخل الملعب تعني إلى حد كبير شّل حركة البرتغال برمتها!!.
السيناريو المتوقع لمباراة اليوم أن تبدأ فرنسا اللقاء بضغط عالٍ وهجومي محاولةً تسجيل أهداف مبكرة، على ان تكون البرتغال متحفظة دفاعياً ومعتمدة على الهجمات المرتدة، لذلك سيكون على عاتق الثلاثي الهجومي الفرنسي جيرود، باييه وغريزمان مسؤولية كبيرة في قلقلة الدفاع البرتغالي وتفكيكه بتحركاتهم وسرعاتهم.
أخيرا فإن كل الاحتمالات تبقى واردة في اللقاء ولا يمكن استبعاد أي منها، فالنهائي دائماً ما تكون نسبة فوز أي منتخب متناصفة حتى لو كانت بعض المعطيات تشير لأفضليةً مطلقة لأحدٍ منهما!!.
المنطق يشير لفرنسا.. لكنه قد لا يصيب دائماً، والبرتغال أكثر من تؤمن بذلك.. فقط اسألوها عن اليونان 2004!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية