العدد 2825
السبت 09 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
الديوك الفرنسية تفرمل الماكينات الألمانية!!
السبت 09 يوليو 2016

ليس الأفضل دائماً من يفوز، قاعدة تنطبق بالضبط على لقاء فرنسا وألمانيا، حيث خسرت ألمانيا وفقدت فرصة إحراز اللقب وهي التي كانت أفضل أداء من فرنسا التي بدورها أكملت مشوارها الناجح في البطولة ووصلت للنقطة التي كانت تريد وتبحث عن الوصول إليها منذ ان تقدمت لاستضافة بطولة اليورو هذه.
فرنسا فكت العقدة التي لازمتها طويلاً وتمكنت أخيرا من الفوز على ألمانيا في اللقاءات الرسمية بعد ان عجزت عن ذلك طوال 58 عاماً، وقد كانت فرنسا مفضلة قبل اللقاء لتجاوز عقبة المانيا نظراً لما تعانيه الماكينات من بعض الغيابات المؤثرة إضافة لعامل الجمهور الذي يستمد منه الديوك قوتهم، فالمتوقع كان ان فرنسا ستقدم الأفضل في اللقاء ليس على مستوى النتيجة فحسب، بل على مستوى الأداء الفني والاستحواذ وخلق الفرص الكثيرة، بيد ان المانيا ورغم حالة النقص التي عانت منها الا أنها كانت الطرف الأفضل في اللقاء بالمجمل العام واستطاعت الوصول وتهديد المرمى الفرنسي في عدة مناسبات بمقابل بعض الفرص الخطيرة والسانحة لفرنسا.
أعتقد ان المدرب الألماني خواكيم لوف اخطأ باعتماده على الهجوم من الأطراف ولعب الكرات العرضية الكثيرة وذلك لعدم وجود مهاجم كلاسيكي مثل غوميز الغائب والوحيد الذي كان يتناسب مع فكر لوف في هذا اللقاء، فتدخلات مولر ودراكسلر كانت عقيمة نسبياً ولعب الدفاع الفرنسي بدون قلق كبير من هذه الكرات العرضية الكثيرة، كان من الأولى ان يقوم لوف بتنويع اللعب وعدم الاعتماد على منهجية واحدة خصوصاً بعد ان كانت نتائجها عقيمة نوعاً ما، إلا ان ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن المانيا ربما لعبت افضل مبارياتها في البطولة بالأداء العام.
أما ديشامب فيبدو ان إعداده للقاء المانيا لم يكن مدروساً كما يجب وكان واضحاً مدى تأثر المنتخب الفرنسي من اختلاف حجم المنافس، فديشامب طلب من لاعبيه أداء نفس المهام التي طبقوها أمام آيسلندا ولم يضع في حساباته تفاوت إمكانات وقدرات اللاعبين الألمان عن الآيسلنديين خصوصاً التنظيم الدفاعي والانضباط التكتيكي، فقد كان واضحاً مدى السهولة التي لعب بها لاعبو المانيا في الوسط والأطراف تحديداً حيث لم تكن تفرض عليهم رقابة صارمة لتقلل من تحركاتهم واستلامهم للكرات القادمة من الخلف ولم يجدوا العناء الكبير في تناقل الكرات وتوزيعها، اي ان ديشامب لم يوفق في اعداد لاعبيه دفاعياً ولم يمنحهم التعليمات المناسبة.
لا أحبذ الحديث عن الأخطاء التحكيمية لأنها جزء من اللعبة ويجب تقبل كل القرارات حتى لو كانت مشكوكة او بعيدة عن الإنصاف، لكن اعتقد ان ركلة الجزاء المثيرة للجدل والتي احتسبها الحكم الايطالي القدير ريتزولي لصالح فرنسا بعد ان اصطدمت الكرة بيد اللاعب الالماني شفاينشتايغر لم تكن صحيحة بسبب ان المسافة كانت ضيقة جداً بين خروج الكرة من رأس ايفرا واصطدامها بيد شفايني، اي ان من الصعب ان تتصور ان هناك نوايا للاعب الألماني بلمس الكرة بيده، وفي قانون الكرة ليست كل كرة تصطدم باليد تحتسب خطأً يستوجب العقوبة حيث ان هذه اللعبات تخضع غالباً لتقدير الحكم، وبعيداً عن مدى صحة ركلة الجزاء من عدمها، فإن حساسية وطبيعة المباريات الكبيرة وفي الأدوار الحساسة تستوجب من الحكم ان يحتسب القرارات التي يكون فيها متأكداً منها تماماً او على الأقل بنسبة عالية ولا يحتسب الأخطاء المشكوك في صحتها. عموماً، معظم المتابعين اختلفوا في هذا القرار التحكيمي، حيث رأى البعض منهم انه شرعي والبعض الآخر اتفق فيما انا اقتنعت به.
فرنسا نجحت في الوصول للنهائي لمقابلة البرتغال على لقب اليورو وهي تدرك جيداً ان جميع الظروف أصبحت مهيأة لها الآن للتويج الأوروبي الثالث في تاريخها، سواءً بعاملي الأرض والجمهور أو لتواضع حجم الخصم مقارنةً بألمانيا، فطالما نجحت في إقصاء أقوى مرشح في سباق التنافس إذن لابد ان لا تكون البرتغال عقبة في طريقها للقب خصوصاً وان الأخيرة لم تقنع على الإطلاق في البطولة وقدمت مستويات متواضعة ولم تكن تستحق الوصول للنهائي لولا الطريق المفروش بالورود التي مضت فيه دون وجود منافساً حقيقياً وقوياً يزعزعها.
اختصاراً لكل ما مضى.. فرنسا بنظر الغالبية العظمى وضعت يدها الأولى على كأس اليورو!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية