العدد 2824
الجمعة 08 يوليو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
خطوة تفصل “ابن ماديرا” عن صناعة المجد!!
الجمعة 08 يوليو 2016

أغلب الوسائل الإعلامية وأغلب النقاد كانوا يتوقعون أن تصنع ويلز الإنجاز وتتمكن من التأهل للنهائي وتعيد سيناريو الدنمارك واليونان بحكم الأفضلية الفنية التي كانت تتفوق بها على البرتغال، بيد أن نجم البرتغال الأول وصانع أمجادها كريستيانو رونالدو كان له رأيا مخالفا ورفض ان يكون منتخب بلاده هو اللقمة السائغة في الدور النصف نهائي لليورو، ونجح في قيادة برازيل أوروبا للإطاحة بويلز وإيقاف مغامرتها التاريخية بعد أن لعبت دور الحصان الأسود فيها، ليعلن الدون عن رفع راية النصر في وجه زميله غاريث بيل الذي كان يحلم بتحقيق المستحيل.
أكاد أجزم أن لا أحدا يفقه في خبايا المستديرة كان يتوقع أن تصل البرتغال للمباراة النهائية أو على الأقل كان يتوقع ان تكون منافسةً على اللقب، لأن وبكل بساطة البرتغال لم تكن مقنعة حتى من قبل انطلاق اليورو وقدمت العديد من المستويات الباهتة في التصفيات المؤهلة لها، بل إنها استمرت في تقديم المستويات المخيبة في هذه البطولة تحديداً، حيث عجزت عن تحقيق اي انتصار على جميع المنتخبات التي واجهتها قبل ويلز في الوقت الأصلي، وأمام منافسين مغمورين ويعتبرون الأضعف فنياً في البطولة، وعندما واجهت منافساً قوياً احتاجت لابتسامة الحظ لكي تحسم اللقاء قبل انتهائه بدقيقتين عندما كانت كل المؤشرات تقود المباراة للوصول لركلات الجزاء الترجيحية، لذلك فمن البديهي جداً على اي متابعٍ كان بعد ان يعرف المسيرة المتواضعة لهذا المنتخب ان يستبعده نهائياً من سباق التنافس على اللقب!!..
والأدهى والأمر من ذلك لو علم هذا المتابع ان نظام البطولة الفاشل ساعد البرتغال لبقائها على قيد الحياة في البطولة بعد احتلالها المركز الثالث في مجموعتها الأضعف فنياً بين سائر المجموعات الأخرى!!.
لن أتحدث كثيراً عن رونالدو وعن الإنجاز الكبير الذي حققه بالإضافة لقيادته البرتغال للنهائي الأوروبي بتسجيله الهدف التاسع له في بطولات اليورو في مرمى ويلز ليعادل الرقم القياسي التاريخي للفرنسي ميشيل بلاتيني والذي ظل صامداً لأكثر من 20 سنة، فرونالدو هداف من الطراز الأول بل انه ماكينة أهداف لا تتعطل وفي كل الملاعب التي لعب فيها كان يضع بصمته غالباً، لذلك لا يمكن اعتبار ما حققه أمرا مستغرباً، فالدون حفر التاريخ اسمه بأحرف من ذهب في صفحاته المقدسة من قبل ان يصبح الهداف التاريخي لليورو.. أليس هو هداف ريال مدريد التاريخي، وهداف دوري الأبطال التاريخي، وهداف البرتغال التاريخي؟!!.. ولكن إحقاقا للحق، فإن الظروف قد خدمت رونالدو كثيراً في هذه البطولة لكي يسطع نجمه فيها كما ترى وسائل الإعلام المبالغة كثيراً في إطراءه، فرونالدو رغم صناعته للإنجاز في هذه البطولة إلا انه لم يقدم مستوياته المعهودة دائماً وكان في اغلب المباريات كالشبح داخل الملعب، وعندما أقارنه بما قدمه بيل في هذه البطولة لن يكون من الإنصاف المقارنة بينهما، فبيل كان أحد نجوم هذه البطولة إن لم يكن الأبرز على الإطلاق وساهم بـ 70%‏ من أهداف منتخبه الثمانية بين تسجيل وصناعة الأهداف، لذلك يجب على الجميع ان يحترم إنجاز رونالدو ويقدره كثيراً في الوقت الذي يجب على الجميع التخلي عن المبالغة في الإطراء والتشبث بالواقع الفعلي بعيداً عن العاطفة العمياء!!.
من الممكن إيجاز ما جرى في لقاء ويلز والبرتغال ان 4 دقائق فقط كانت كفيلة بالقضاء على أحلام بيل وبقية كتيبة كولمان الفنان، فويلز لعبت أداء أقل نسبياً من أدائها أمام بلجيكا في المرحلة السابقة لكنها لم تكن في ذات الأوان سيئة، وهذا طبيعي جداً لمنتخب محدود الإمكانات وقليل الخبرة ووصل لمرحلة متقدمة في البطولة للمرة الاولى في تاريخه، إذ لعب بحذر وتحفظ نوعاً ما وذلك ليس بدافع الخوف من قدرات الخصم بقدر ما كان دافعاً للخوف من الخسارة وتلقي الضربة التي تقصم ظهره وتنهي جميع أحلامه التي كانت تحاكي التاريخ، وأقول ان أحلام ويلز انتهت في دقائق بسبب ان المعطيات في الشوط الأول وبدايات الشوط الثاني لم تكن توحي بأن البرتغال ستكون على موعد مع هدف قريب بسبب الضغط الهجومي او ما شابه، كل ما هنالك ان ويلز انكسرت بارتقاء رونالدو الرائع، اي أنها خسرت الموقعة بسبب مهارات غير عادية للاعب غير عادي وليس بسبب تقصير في الواجبات الفنية!!.
رونالدو أصبح على بعد خطوة من تحقيق أكبر إنجازاته على الإطلاق إن نجح في الفوز بالنهائي والظفر باللقب الأول للبرتغال في تاريخها، بيد أني لازلت أؤمن بالقليل من المنطق الذي ضاع في هذه البطولة.. من الصعب أن تحرز البرتغال لقب اليورو!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .