+A
A-

هل لمريض القلب أن يصوم في رمضان؟

الانقطاع عن تناول الطعام والشراب لمدة تتراوح بين 12 و14 ساعة تقريباً حمية غذائية منتظمة، شرط أن يلتزم الصائم بنوعية طعام معينة وينظم الجهد الذي يقوم به أثناء الصوم.
هذا بالنسبة إلى الشخص السليم، لكن هناك بعض الأمراض التي ينصح فيه الأطباء بعدم الصوم، مثل أمراض القلب.
أمراض القلب من أخطر الأمراض التي يواجه المصابون بها مشكلات كثيرة، إذ تخضع هذه الفئة للبرامج العلاجية الدقيقة ولأنظمة غذائية مدروسة قد يتسبب عدم الالتزام بها بعقبات صحية وخيمة.
ويؤكد الأطباء أن الصوم مفيد جداً لمرضى القلب إذ يساعد على تنظيم ضربات القلب، ويقلل تنظيم الغذاء عامة من جهد عضلة القلب فيُشعر المريض بالراحة وعدم الإرهاق.
هذا الأمر لا ينطبق على سائر المرضى فثمة حالات معينة لا يسمح فيها لمريض القلب بالصوم حفاظاً على سلامته وتلافياً لتعرضه لأي مضاعفات أو متاعب.
حالات عدم الصوم
هناك حالات معينة ننصح للمريض فيها بعدم الصوم، إذ قد يتعبه ويصيبه بالوهن ويمكن أن يعرضه لمضاعفات خطيرة جداً مثل هبوط القلب.
فيحتاج مريض القلب عموما إلى تناول أدوية مدرة للبول، كذلك مريض الذبحة الصدرية غير المستقرة أو قصور الشريان التاجي.
ويحتاج هؤلاء إلى تناول أقراص تحت اللسان في أي وقت، فضلاً عن حالات الارتفاع الشديد في ضغط الدم ويحتاج المريض فيه إلى الالتزام بمواعيد علاج معينة قد تتعارض مع وقت الصوم.
الصوم مفيد جداً لمرضى القلب من ذوي الحالات المستقرة، يساعدهم على تنظيم غذائهم وتقليل الجهد الذي تبذله عضلة القلب أثناء هضم الطعام.
وينصح الأطباء مرضى القلب بالابتعاد نهائياً عن تناول الملح والمخللات والأطعمة الدسمة لأنها تزيد من نسبة الكوليسترول في الدم ويفضلون تناول الطعام بكميات قليلة وفي أوقات متفرقة لعدم حصول أي مضاعفات، ويستحسن عامة أن يستشير أي مريض طبيبه المعالج حول ما إذا كان يمكنه الصوم أم لا.
ويتوزع مرضى القلب على عدة أنواع، أما المرضى الذين ننصح لهم بعدم الصوم فهم الذين يعانون ضعف عضلة القلب ومرضى قصور الشريان التاجي ومرضى هبوط القلب واعتلال صمامات القلب وغيرها.
وننصح لمريض ضعف عضلة القلب بعدم الصوم لأن قلبه ضعيف في ضخ الدم ويحتاج إلى كثير من السوائل للحفاظ على سيولة الدم، بالتالي قد يؤدي نقص السوائل إلى لزوجة الدم، ما يستتبع حدوث جلطات في القلب.
أما مريض قصور الشريان التاجى فيمكنه الصوم لكن شرط عدم القيام بأي جهد ذهني أو عضلي، وفي حال وجود دُعامة في القلب يسمح له بالصيام إذا كانت الدُعامة سليمة وقادرة على تغذية عضلة القلب.
وفي حالات هبوط القلب، خاصة في الحر الشديد، يسمح للمريض بالإفطار إذ سيفقد كمية من الأملاح الموجودة في الجسم ولابد من ضبطها كي لا تُحدث هبوطاً في القلب.
ولا يسمح للمريض المصاب حديثاً بجلطة في القلب بالصوم لأنه لن يقدر على الجهد الذي سيبذله، فضلاً عن تناوله الأدوية التي تتعارض مواعيدها مع الصوم.
ويعتبر تنظيم الطعام بالنسبة إلى مريض القلب من الأمور الطبيعية في الأيام العادية، وبالتالي فإن شهر رمضان هو المُنظم الطبيعي لغذاء هذا المريض.
وعلى مريض القلب بعامة أن يتناول وجبات بسيطة وخفيفة وغير مجهدة للجهاز الهضمي وإذا شعر بالجوع بين الإفطار والسحور يمكنه تناول وجبة خفيفة.
السبب، انه لدى تناول الطعام يتجه الدم كله إلى المعدة للقيام بعملية الهضم وإذا كانت كمية الطعام كثيرة تحدث هبوطاً في ضغط الدم فيؤثر على عضلة القلب.
كذلك يضغط امتلاء المعدة بالطعام على الحجاب الحاجز ثم يضغط على القلب، فيُشعِر المريض بضيق في التنفس.
وبالنسبة إلى الإفطار يفضل أن يفطر مريض القلب على ثلاث تمرات مع نصف كوب من اللبن ويتناول بعد فترة حساءً ساخناً خفيفاً ثم يتناول السمك أو الدجاج أو اللحم، مشوياً أو مسلوقاً، إضافة إلى الرزّ والمعكرونة إذا لم يكن المريض مصاباً بمرض السكري.
ويجب الابتعاد عن الوجبات الدسمة والوجبات السريعة والملح والمخللات والإكثار من الخضراوات والسلطة وينصح المريض بالإكثار من شرب السوائل مثل الكركديه والتمر هندي على ألا يقل شرب الماء عن ليتر بعد الإفطار حتى السحور.
أما للسحور فيمكنه تناول زبادي أو جبن أبيض قريش أو عسل أبيض، والفول المدمس الذي يعد وجبة أساسية في السحور يمكن تناوله بكميات قليلة ومن دون قشره الصعب الهضم.