+A
A-

منفذ هجوم أورلاندو كان زبونًا دائمًا في ملهى المثليين

عواصم - وكالات: يبدو أن بعض التقارير الإعلامية التي ربطت بين كره عمر متين للمثلية الجنسية والهجوم الذي شنه على ملهى ليلي للمثليين في مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا الأميركية، وقعت في فخ التسرع.
فوسائل إعلام غربية عدة، من بينها “نيويورك بوست” و”دايلي ميل” و”بالم بيتش سبوت”، كشفت أن لمتين الذي قتل برصاص الشرطة عقب الهجوم الذي أسفر عن مصرع 49 شخصا، “ميول مثلية”.
إلا أن شهادة طليقة عمر متين تعد الأبرز في هذا السياق، فسيتورا يوسفي أخبرت خطيبها الحالي، ماركوس دياز، أن طليقها كان “مثلي” وسمعت والده ينعته في إحدى المناسبات بـ”الشاذ”، وفق “نيويورك بوست”.
وقالت الشابة أيضا إن متين “مضطرب عقليا وعاطفيا، قبل أن تشير إلى أن أهلها نجحوا أخيرا في إنهاء الزواج الذي استمر فقط 3 أشهر بعد أن تعرفا على بعضهما عبر مواقع إلكترونية بالعام 2009.
أما موقع “بالم بيتش سبوت” فأورد أن أحد زملاء متين في أكاديمية للشرطة بالعام 2006 أعرب عن اعتقاده أن الأخير كان “مثليا”، وطلب منه الخروج سوية بأسلوب “رومنسي”، إلا أنه رفض ذلك.
وأضاف الرجل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن متين، الذي قتل عن عمر ناهز 29 عاما، كان يرتاد مع زملاء آخرين في أكاديمية “Indian River Community College police” ملاهي للمثليين.
كما أضاف الشاهد أن منفذ الهجوم، الذي اقترن مجددا بشابة أخرى أنجبت له طفلا عمره 3 سنوات، كان يرفض الإفصاح عن مثليته، ويكتفي بإظهار ميوله الجنسية أمام دائرة مصغرة من زملاء المعهد.
ومتين ارتاد أيضا أكثر من 12 مرة مقهى “بالس” الذي نفذ فيه هجومه الدامي الثلاثاء الماضي، حسب ما نقلت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” عن بعض رواد الملهى الذين نجوا من الاعتداء.
كما نقل “بالم بيتش سبوت” عن كريس كالن، الذي يقدم عرضا في “بالس”، قوله إن متين ارتاد الملهى في مناسبات عدة طيلة السنوات الثلاثة الماضية، وشاهده في إحدى الأمسيات يشهر سكينا بوجه صديقه.
ومتين، الذي كان على مايبدو “مزدوج التوجه الجنسي” أي يميل جنسيا لنفس جنسه وللجنس الآخر، كان يحتسي في الملهى الكحول، وقد شوهد مرارا وهو بحالة سكر، طبقا لكالن.
من جانبه، قال مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (إف.بي.آي) إن عمر متين منفذ الهجوم على ملهى ليلي في أورلاندو عبر عن تعاطفه مع عدد من الجماعات الإسلامية المتطرفة بما في ذلك جماعات بالشرق الأوسط في الوقت الذي بدأت تظهر فيه صورة الرجل الغاضب العنيف الذي نفذ واقعة إطلاق النار الأكثر دموية في تاريخ الولايات المتحدة. وقالت السلطات الأميركية إنها لم تعثر على أي علاقة مباشرة بين تنظيم داعش ومتين الأميركي المولد من أصل أفغاني الذي قتل 49 شخصا في ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو يوم الأحد.
وبعد حصار دام ثلاث ساعات اقتحمت الشرطة الملهى بالسيارات المدرعة وقتلت متين (29 عاما) بالرصاص. وأثناء الهجوم عبر القاتل في مكالمات هاتفية لخدمة الطوارئ عن مبايعته لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
لكن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي قال إن متين أدلى بتعليقات مؤيدة لحركات إسلامية ولإسلاميين عدة، الأمر الذي “يزيد قليلا الارتباك بشأن دوافعه”. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن متين متطرف محلي النشأة على الأرجح.
وقال كومي للصحافيين في واشنطن “حتى الآن لا نرى مؤشرا على أن هذه كانت مؤامرة موجهة من خارج الولايات المتحدة ولا نرى أي مؤشر على أنه كان جزءا من أي شبكة.. نحن على ثقة كبيرة بأن هذا القاتل اعتنق الفكر المتشدد ولو جزئيا عن طريق الإنترنت”.
وأكدت داعش، التي تسيطر على مساحات واسعة في العراق وسوريا يوم الاثنين، على إعلان المسؤولية على الرغم من أنها لم تقدم أي علامات تشير إلى التنسيق مع المسلح.
وقال كومي إن متين تحدث خلال اتصالات هاتفية مع السلطات أثناء المذبحة عن دعمه لمنفذي هجمات ماراثون بوسطن ورجل من فلوريدا نفذ هجوما انتحاريا لصالح جبهة النصرة في سوريا. وجبهة النصرة هي جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وأبلغ زملاء عمل لمتين مكتب التحقيقات الاتحادي بشأنه في العام 2013 بعد أن أدلى بتصريحات “تحريضية ومتناقضة” بما في ذلك الادعاء بأن لديه صلات عائلية بتنظيم القاعدة وعضويته في جماعة حزب الله الشيعية.
وتابع مكتب التحقيقات الاتحادي في ميامي متين لعشرة أشهر وقابله مرتين لكن لم يتم العثور على دليل على وجود جريمة أو اتصال مع جماعة متشددة. وقال كومي إن مكتب التحقيقات الاتحادي “يعمل أيضا على فهم ما هو الدور الذي لعبه التعصب ضد المثليين” في الهجوم.
وندد أوباما بالهجوم بوصفه عملا إرهابيا وينم عن كراهية وقال إن المسلح استلهم فكر المتطرفين على ما يبدو.
وقال للصحافيين في البيت الأبيض “ما يمكننا قوله الآن هو أن من المؤكد أن هذا مثال على التطرف محلي النشأة الذي يساورنا جميعا قلق شديد بشأنه منذ فترة طويلة جدا”.
وقال البيت الأبيض إن أوباما سيسافر إلى أورلاندو يوم الخميس لتقديم العزاء لأسر الضحايا.
وبدأ متين الهجوم نحو الثانية صباحا يوم الأحد حين كان الملهى الليلي مكتظا بنحو 350 من الرواد. وفر كثيرون بينما أطلق المسلح الرصاص على الحشد من بندقية نصف آلية من طراز إيه.آر-15 ومسدس.
وقالت سيتورا يوسفي زوجة متين السابقة إنه كان يضربها حين كانت تنتابه نوبات غضب يعبر خلالها عن “كراهيته لكل شيء”.