أبدع فنانو قرية بني جمرة برسم (80) لوحة جدارية تعبر عن حضارة وتراث البحرين. بادرة وطنية رائعة تبنتها  بلدية الشمالية لتشجيع الشباب والرجال لتجميل شوارع ومناطق القرية.
الحملة حققت نجاحاً وتجاوباً مميزاً، حيث أبدع (30) فناناً في تجميل جداريات القرية، ونسق شباب لجنة القرية الجميلة مع بلدية الشمالية لتنظيف بعض الأماكن وإزالة الأنقاض، وتنظيف الشارع الرئيسي للقرية و(23) موقعاً. ودعا مدير عام بلدية الشمالية جميع القرى للقيام بنفس المبادرة الوطنية وتشكيل لجنة من شباب وفناني القرى لتجميل قراهم.
وتبع تلك الخطوات تنسيق مع قطاع الطرق بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني، لتبني مشاريع مماثلة مثل إصلاح الطرق وصباغة الأرصفة، وأرى في هذه الخطوة نموذجا وطنيا للشراكة المجتمعية بين الأهالي والجهات التنفيذية، ومثالا يحتذى به للجهات الخدمية والتنفيذية الأخرى لاتخاذ نفس المبادرات بفتح باب التواصل وتفعيل الشراكة الحقيقية بين الجهة التنفيذية والمواطنين، لتطوير بعض الخدمات وتيسير وصولها وتنفيذها بجودة وبمشاركة الأهالي. وذلك بالتأكيد سيعزز ولاء المواطن لمدينته وقريته وحرصه على دوام نظافتها وجمالها وسيخلق دافعا ذاتيا لدى الأهالي صغاراً وكباراً للحفاظ على المرافق والخدمات العامة وكأنها جزء من بيتهم.
نأمل أن تكون التجربة بداية لمشاريع مماثلة تطبق في الحدائق والسواحل العامة، وفي تجميل جداريات جميع المدارس والمراكز الصحية والأندية الشبابية بما يتناسب مع هوية المبنى والخدمة التي يقدمها للمواطن.
والأمر نفسه يمكن تطبيقه باستمرارية وليس في مناسبات معينة فقط، بتشجيع طلبة المدارس بالمرحلة الإعدادية والثانوية للمشاركة في تنظيم حملات تنظيف السواحل العامة وتشجير ساحات المدارس والأندية الرياضية، رغم بساطة تلك الأعمال التطوعية إلا ان أهميتها وفوائدها جمة، وتنعكس إيجاباً على سلوك وثقافة الطالب وتعزز التربية البيئية في المدارس.
مشاريع في قمة الروعة والإبداع، وشباب القرى بحاجة لإدخالهم في مثل تلك المشاريع لتعزيز ولائهم الوطني وإبعادهم عن كل ما يجرهم للإضرار بمناطقهم كما حصل لسنوات ومازال يحدث من قبل جماعات إرهابية تعمل على إغواء الشباب وتضليلهم واستخدامهم كأدوات لتدمير مناطقهم وشوارعهم خدمة لأعداء الوطن.
كل الشكر والتقدير للقائمين على هذا العمل الأكثر من رائع، ونأمل تعميم هذه التجربة الوطنية والثرية بكل ما تحمله من قيم وأخلاقيات وسلوكيات راقية تسمو بشباب وأهالي القرية. نتطلع لجهود ومبادرات مماثلة لتجميل جميع المدن والقرى بسواعد شبابها.