العدد 2796
الجمعة 10 يونيو 2016
banner
المسلسلات الخليجية... موائد من “الغثاثة”!
الجمعة 10 يونيو 2016

بكل أسف انحرفت الدراما الخليجية وتخلفت عن القيادة في أداء رسالتها وأصبحنا نشاهد أعمالا مقرفة لا تحمل اي هدف ومضمون وكل من هب ودب يقذف كل شيء ليعرضه على القنوات. الفن العظيم انتهى ونصيحتي للعمالقة في دول الخليج التوقف فورا عن المشاركة في مثل تلك الأعمال التافهة التي تطبخ بين عشية وضحاها والفشل يحيطها من كل جانب. مسلسلات فارغة تهتم بشدة بتسريحات وأشكال عناصر نسائية لا علاقة لها بالتمثيل أصلا وإنما يتم اختيارهن على حسب درجة الجمال، أما الأداء والوقوف أمام الكاميرا فهذا لا يهم.
خلال الأيام الماضية من الشهر الفضيل اكتشف المشاهد “بلاوي” على الشاشة.. فواجع ومآس أضرت بسمعة المسلسل الخليجي الذي كنا نعرفه في السابق، وأنا هنا لا أتحدث بصفة الجمع، وإنما عن عدد كبير من المسلسلات يغطيها غبار التخلف والإسفاف الى حد الجنون، موائد فارغة الا من كأس الابتذال والثرثرة والضجيج والأداء الهزيل و”المياعة” الزائدة وحوارات سخيفة خالية النكهة والمعنى.
أشعر أننا في تظاهرة من الابتذال والفضائيات تتسابق في السيطرة على الافكار السوداء والبسمات المفتعلة والسخافة والغثاثة والتي يطلقون عليها مسلسلات بالطريقة التي تحلو لهم.
ولكن ما نشاهده فضائيات حافلة بالتكرار والتشابه والملل والغثاثة والبعد كليا عن العمل الأصيل والصادق والذي فيه قيمة فنية ويستحق ان ينال شرف العرض على الجمهور العربي العريض.
لا اعلم ولكنني ككاتب وصحافي أشعر اننا في حالة هروب دائم من تقديم الأعمال الهادفة التي تحمل ضياء التوعية والنصيحة والقيم، وقدمنا عكس هذه الحالة وهي اهمال المصطلح الاخلاقي في العمل الدرامي بحثا عن المال فقط، بدليل ان الاعمال التافهة والجافة مزروعة في معظم الفضائيات الخليجية ونادرا ما نجد عملا مميزا يحاول الخروج من الظلام ويجد اي منفذ الى نور الصباح. والمصيبة ايضا التراجع المخيف في مبادئ بعض عمالقة الفن في الخليج الذين أصبحوا يحملقون ببلاهة في المال على حساب تاريخهم الفني الطويل وظلوا واقفين في مسلسلات اشبه بالأسمنت والحجر والحديد تتسول المعنى والقيم والهدف من كل مكان.
 أصبحوا لا يفرقون بين السير البطيء والسريع وبدأوا في حرق تاريخهم برعاية وتشجيع بعض الفضائيات والمنتجين الذين يعملون بلا منهج ولا ضبط وكل همهم الكسب المادي وإلغاء صفة الابداع. وبالرغم من ان الوقت لم يحن بعد لكشف اسماء اولئك العمالقة وأصحاب الحضور المرموق في الاعمال التافهة، ولكن يفترض أنهم يعرفون انفسهم ويخرجون من المتاهة المتعرجة حفاظا على تاريخهم الفني والمسلسلات الرائعة التي قدموها في الثمانينات! ومما يدعو الى الاغتباط والتقدير والسرور هو وجود بعض المخرجين والممثلين والكتاب الذين مازالوا يمتلكون لغتهم الابداعية ولم يدخلوا اي عمل هابط وفضلوا ان تسلط عليهم اضواء صغيرة في اعمال مشرفة وذات مضمون بدل كشافات عملاقة في اعمال هابطة وسخيفة، أعرف هؤلاء وهم يعرفونني جيدا وأنا على يقين بأنهم سيتصلوا بي!
كلمة أخيرة.. هذا الميراث السيئ من المسلسلات الخليجية التافهة يجب أن ينتهي.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .