+A
A-

الشهداء لا يموتون.. ولا يقربهم النسيان!

البلاد - أسامة الماجد
يحس الفن بالقوة والعنفوان وتشده الحياة إذا كان قريبا جدا من المجتمع ويعبر بصدق عن قضايا وهمومه.
وكم هو رائع عندما يتم توظيف الفن لسرد بطولات شهداء الوطن الأبرار الذين ضحوا بحياتهم في ميدان العزة والكرامة من أجل أن نعيش نحن وتستمر عجلة الحياة بحلوها ومرها.
معرض “هالات” للفنانة السعودية هالة الناصر كان يشدو بتلك البطولات عبر لوحاته، في كل ركن تشعر بصهيل خيولهم وهم رافعين راية النصر وأنهار الجنان تسير من تحتهم. لوحات جميلة كتب عليها “كلما ازداد عدد شهداء الوطن كلما ازدادت هيبتها بين الأمم”، “ تذكر هناك جندي يقاتل لتنام”، “تضحية جنودنا البواسل لا تضاهيها أي تضحية أخرى؛ لأنها من أجل الوطن”، “رحلوا من أجل أن نحيا”، “هناك جندي خرج من بيته وترك أطفاله لتبقى أنت سعيدا بين أطفالك”..
لوحات تكتب زاد البشرية وتنطق بحقيقة واحدة يرتج لها الفضاء وتفغم بها أقطار السماء. لوحات ترينا وجوهًا لا تزال ضاحكة وأجسادًا مازال يجري الدم في عروقها. بسماتهم ضياهم.. أحلام.. ميلاد.. أزمنة لا تنتهي.. قبضوا على الشمس براحة يديهم ونشروا الضياء في الكون.
الشهداء لا يموتون.. ولا يقربهم النسيان، وشظايا أجسادهم باقية معنا وفي عيوننا.. عزائم فولاذية تستحق أن تكون في ذاكرة العشق والخلود على امتداد أعمارنا. فكل الشكر للفنانة هالة الناصر على هذا المعرض الرائع المنسبط على الكون بروائح دماء شهدائنا البواسل.