+A
A-

رحالة إسباني يرفع علم البحرين خلال رحلة استكشافية عبر الكاريبي

سان وان- بورتريكو- بنا: رفع الرحالة الإسباني ألفارو دي ماريكالار علم مملكة البحرين في جزيرة سانت مارتن بالمحيط الهادي، وذلك خلال رحلة استكشافية فردية يقوم بها في منطقة الكاريبي؛ تعبيرًا منه عن مدى حبه البحرين وشعبها، ومدى إعجابه بما تشهده من نهضة وتطور في مختلف المجالات، حيث رفرف علم المملكة إلى جانب أعلام كل من سانت مارتن، ومملكة إسبانيا، ودول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح البحار الإسباني في مؤتمر صحفي عقده لدى وصوله بورتوريكو أن سر قيامه بحمل علم مملكة البحرين أثناء رحلته البحرية في الكاريبي هو ما يكنه من مشاعر إعجاب وتقدير خاصة لرئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ولذلك قرر أن يقوم بترويج اسم مملكة البحرين في أميركا وأوروبا من خلال هذه الرحلة الفردية، والتي لم يكن يصحبه فيها قارب نجاة.
وقال “إن الرحلة بلغت طولها ثمانية آلاف ميل بحري عبر البحر الكاريبي، وشملت 28 بلدًا مختلفًا، مضيفا أنه يقدم هذه الرحلة هدية إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء وشعب مملكة البحرين”.
وأضاف البحار الإسباني أن البحرين تأتي في صدارة دول العالم العربي في العديد من المجالات مثل التعليم والطب، وهي في وضع جيد يؤهلها لقيادة العالم العربي نحو إقامة علاقات حقيقية ومتينة ومستقرة مع العالم الغربي انطلاقا من تعزيز الروابط المشتركة التي تربط كلا العالمين مثل الإسهامات الكبيرة التي سبق أن صنعها العرب وساعدت في اكتشاف القارتين الأوروبية الأميركية، حيث قام الرحالة العرب برسم الخرائط ووضع أنظمة الملاحة العربية واطلعوا عليها نظرائهم من علماء الخرائط والمستكشفين الإسبان، والتي يسرت لهم الوصول إلى العالم الجديد واكتشافه، حاملين معهم إلى القارة الأميركية عبق الحضارات العريقة العربية واليونانية والرومانية.
وأشار الرحالة الإسباني إلى أنه قام بوضع شعار وعلم مملكة البحرين على متن سفينته الصغيرة طوال رحلته الملاحية البحرية في منطقة الكاريبي؛ من أجل الترويج لصورة البحرين الجميلة في القارة الأميركية، وربط المملكة وبقية دول العالم العربي بالاكتشافات الأوروبية التي تمت في القرن الخامس الميلادي، حين اكتشف الرحالة الأوروبي الإسباني خوان بونس دي ليون، فلوريدا، وقيام الرحالة والمغامر الإسباني فاسكو نونيز دي بالبوا باكتشاف المحيط الهادي العام 1513.
وذكر الرحالة والبحار الإسباني أنه خلال مروره بـ 28 دولة، توقف في بلدان ومدن عدة، منها روما ونيويورك وفلوريدا وبورتوريكو، وغيرها.
وكان ألفارو وصل إلى جزيرة سانت مارتن الهولندية، وألقى محاضرة تحت عنوان “رحلتي الاستكشافية في فلوريدا والمحيط الهادي” حول رحلته في الكاريبي، والتي كان علم البحرين يرفرف خلالها إلى جانب أعلام سانت مارتنو، ومملكة إسبانيا، ودول الاتحاد الأوروبي.
وأوضح الرحالة أن علم مملكة البحرين ظل يرفرف بكل تكريم على متن سفينته الصغيرة خلال رحلته الملاحية البحرية في أميركا.
وفي تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين، قال ألفارو “إنه أرسل خطابا إلى رئيس جمعية جزيرة سانت بارتيليمي أخبره فيها بأنه وصل إلى مدينة سانت بارتيليمي في رحلة خاصة عبر الكاريبي قام خلالها برحلة بحرية حاملا شعار المملكة، وأضاف “أنني أقوم بإحياء ذكرى كلتا الرحلتين بتتبع العلامات المائية التي تركها هؤلاء الرحالة”.
يشار إلى أنه في وقت سابق من الشهر الماضي، زار ألفارو دي مايكلار البحرين، والتقى رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ووعده بأن يقوم برفع علم مملكة البحرين خلال إحدى الرحلات البحرية له تقديرا لدور سموه في تطوير البحرين ورفع اسمها عاليا في شتى المجالات. وتأتي هذه المبادرة كخطوة للتعريف بالحضارة والتقدم في البحرين وشعبها للعالم.
وأعرب الرحالة في رسالة كان أرسلها بعد مغادرته المنامة إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن شكره العميق وتقديره لسموه على كرم الضيافة والترحيب الحار الذي لقيه خلال زيارته مملكة البحرين. وأشاد في رسالته بالرؤية الثاقبة لسمو رئيس الوزراء في ضوء الوضع الاقتصادي والتجاري البارز للبحرين على مستوى المنطقة.
وكان البحار الإسباني غادر في السادس من مايو متوجها نحو دير سانت مارتن في طريقه إلى بورتوريكو.
ويذكر أن البحار قام في العام 2002 برحلة من روما إلى نيويورك مرورا بجزيرتي فورمينترا وسانت بارتيليمي؛ احتفالا بمناسبة الذكرى المئوية الخامسة لرحلة كريستوفر كولومبوس الرابعة والأخيرة (العام 1502) إلى أميركا، عندما سماها سانت بارتيليمي؛ تكريما لاسم أخيه بارتليمي.
من ناحية أخرى، شدد البحار الإسباني خلال رحلته عبر الكاريبي على أنه من المهم للغاية ربط أوروبا والعالم العربي وروسيا وأميركا معا، وتعزيز احترام تقاليد كل ثقافة، وتجنب محاولة تعميم أو فرض نماذج سياسية محددة على دول ربما لا تصلح لها تلك النماذج.
وقال “إنه قبل 500 سنة، نقل الإسبان إلى قارة أميركا النظام الرقمي العربي، والنظارات المكبرة، وعلم الطب، والجبر، وفرشة الأسنان والكثير من الكلمات الإسبانية، ولقد أسهمت 700 سنة من الوجود العربي في إسبانيا، إلى حد كبير في صناعة الحضارة وتصديرها إلى أميركا من خلال مملكة إسبانيا”.
يذكر أن ألفارو ماريكلار سجل بهذه الرحلة المليئة بالتحدي عبر الكاريبي رقما قياسيا جديدا وإنجازا فريدا يحسب له. وحقق الرحالة 12 رقما قياسيا عالميا في الإبحار، وحصل على عدد من الجوائز في هذا المجال، وأنجز نحو 40 رحلة بحرية منذ العام 1982.
يذكر أن ألفارو دي ماريكلار هو مؤسس شركة تيليسات، والتي تعد واحدة من أولى الشركات التي توفر قنوات استقبال الأقمار الاصطناعية في أنظمة إسبانيا وإنجلترا وفرنسا، وهو أيضا ناشط في مجال العمل ودعم المنظمات الإنسانية العاملة في هذا المجال، مثل القضاء على شلل الأطفال، كما أنه يكتب وينتج أفلاما وثائقية.