عندما أظهر السير اليكس فيرغسون مشاعر "قلق" بشأن تعاقد ليفربول مع الألماني يورغن كلوب، اعتبر المراقبون بأنها إشارات "واضحة ومباشرة" على أن غريم مانشستر يونايتد الأزلي قد وجد ضالته في رجل يبدو بمقدوره وقف رحلة "ملاحقة السراب" وتحويل الوهم لواقع، أو على الأقل، إيجاد الطريق السالك نحوه.
وبعد 7 أشهر، يمكن القول أن كلوب اختصر المسافات، ونجح في "برمجة" آلة الزمن.. أعاد لليفربول شيئًا من كبريائه، واصطاد أول خيوط العودة للمجد بأفكار شجاعة وواضحة تمامًا، وهو ما كان عصيًّا على برندن روجرز ومن سبقه.
المركز الثامن وفارق 21 نقطة عن البطل ليستر، لا يعد مرادفًا دقيقًا لوصف الأشهر السبعة تلك، بيد أن في الوقت ذاته، يمكن تحويل معادلة التقييم تلك، بقياس نجاح ليفربول في التأهل للمشهد النهائي لمسابقتين في موسم أول مع المدرب الألماني، وقبل ذلك حتمًا؛ التأثير والهوية.
ليفربول وكلوب على موعد اليوم مع "ساعة الحقيقة" في بازل، حيث مواجهة "ساحر" الدوري الأوروبي؛ إشبيليه، الذي يتحضّر بدوره لاقتلاع اللقب للمرة الخامسة في تاريخه، الثالثة على التوالي.!
كيف ومن أي زاوية بدأ كلوب النظر لهذه المواجهة المُركّبة؛ أمام خصم لعب دورًا "انفصاميًّا" بامتياز هذا الموسم؟. ينتظر الفريق "المُدمِّر" قاريًّا، أم "العادي" محليًّا؟.
"الرجل العادي" يدرك تمامًا خصوصية المباريات النهائية، وهو الذي فشل في نيل أي لقب بآخر 4 منها - 3 مع فريقه السابق دورتموند-، ويعلم بأنها تلعب بمبدأ واحد لا غير؛ "إما تقتل أو تموت".
إشبيليه، صاحب الأرقام المرعبة في هذه المسابقة، لم يحقق أي انتصار خارج أرضه في الليغا هذا الموسم..! مفارقة لا تفسير لها، لفريق انحنت أمامه أندية بحجم برشلونة وريال مدريد ويوفنتوس.
لغز معقد ينتظر كلوب؛ فبعد مشوار مثالي في المسابقة شهد اجتياز يونايتد ودورتموند بسيناريو ملحمي، اللوحة ستكتمل أو "ستخدش" على يد اوناي ايمري الليلة..
عندها فقط، سيكون معلومًا أن "المخاوف" قد تحققت على أرض الواقع بأسرع مما توقع فيرغسون، أم أن "آلة الزمن" قد خذلت مبرمجها.. وأيًّا كان ما سيحدث، ستعد هذه مجرد خطوة في بداية مشوار عودة ليفربول.