+A
A-

دار آل خليفة

قصيدة مهداة إلى مقام
صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سَلمَانَ آل خليفة
رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه

غَـمـَسْتُ يَرَاعِـي فِـي دِمَـائِيَ رَاضِـيـًا
لأَخُـطَّ تَـقْـرِيـظًـا عَــنِ الأَحْـبَــابِ
وَكَيْفَ لا أَجْـتَبِي شِـعْرًا أَنَــمِّـقُـهُ
عـَمَّنْ أَحَاطُـوا الجُودَ بِـالـتـِرْحـَابِ
إنِّي أَتـَـيْـتُ إلـَى بـِلادٍ لَـمْ يـَـزَلْ
تَارِيـــخُها مَجْـــدًا بِـكُـــلِّ كِـتَــــابِ
مِنْ عَهْـدِ دِلْمُونَ شَيَّدَتْ أَمْـجَادَها
يَـدْرِي بِـهـا مِـنّا أُولُـــو الأَلْــــبَابِ
بَــنَتِ القِـلاعَ مُهابَةً فِـي أَرْضِـهَا
حَـتـَّى تَـكُـونَ مِــنَ العَــدُوِّ حِجَـابَا
كَانَتْ سَـلامًا صَــوْبَ كُـلِّ مُسالِـمٍ
أَمَّـا المـُـعَـادِي .. أَلْـقَـمَـتْـهُ حِـرَابَا
لَـمْ تَــبْـتَـدِرْ أَحَـدًا بِـحَـرْبٍ، إنَّـمَا
لَـوْ عُــودِيَـتْ، لِلْحَرْبِ تَـفـْتَحُ بَـابَا
تَـرْوِي جُمُـوعَ العَـابِــرِينَ بِـمَـائِهَا
عَـذْبـــًا زُلالاً يَــمْــــلأُ الأَطْــنَـابَـــا
إنِّـي نـَـزَلْـتُ بـِـدَارِ آلِ خَـلِيفَــةٍ
فَعـَرَفـْـتُ فِـيهَا الْـَّروْحَ وَالـَّريْحَانَـا
أَرْضٌ تَضُـــمُّ الْـوَافِـدِينَ بِــرِقَّةٍ
كَــالأُمِ تَـــبْـتَـدِرُ الـــرَّضِيــعَ حَـنَانـَا
أَرْسَـى شُـيُوخُ خَلِيفَةٍ أُسُـسَ الْبــِنَا
لِـيـَشِـيدَ أَبْنـــاءٌ لَـهُــــمْ بُـنْـيــــــَانَا
عَـمَرُوا الْبِلادَ فَمَا تَـرَى فِي أرْضِهِمْ
قَـفـْـرًا، وَلَــكِـنْ تَــرْمُـقُ الْعُـمْرانَا
الْـجُودُ فِـيهِمْ صِــبْـغَــةٌ مَـوْرُوثَـة
مِنْ عَـهْـدِ أَحْمـَـدَ يَفـْـتَحُ الْبُـلْـدَانــــَا
وَأَتَـمَّ حَمَـدٌ مـَـا بَــــدَاهُ الفـَـاتِحُ
فَأَفَـاضَ خَـــيْرًا يَـــمـْلأُ الأوْطَـانـــَا
نَـسْـلٌ تَوَارَثَ ذِي الْمَكَارِمِ والنُّهَى
حَـتَّـى غَـدَتْ فِــي مُـلْكِـهِمْ أَرْكَانـــَا
هُـمْ كَالْلآلِـئِ بِالْخَلِيـجِ بَلْ هُـمُ
كَالنـَّجْمِ يـَشْغـَلُ فِي السَّمَاءِ مَكَــانَا
حَكَمُوا فَعَدَلُوا فِـي الرَّعِــيَّةِ دَائِـمًا
فَالْـجَوْرُ لَــمْ يَعْـرِفْ لَـــهُمْ بِيـبَانـــَا
وَغَـدَا أَدِيمُ الأَرْضِ مِنْ فِيضِ النَّـدَى
يَـشْــدُوا بِـــذِكْـرِكَ يَا أَبَـا سَلْمَانـــَا
أَرْضُ الحَضَارَةِ مِنْ قَـدِيمٍ أَصْــبَحَتْ
فِـــي عَهْــدِكُمْ مُزْدَانَـــــةً رَيَّــانــــَا
فَلَقَدْ غَمَرْتَ بِفَيْضِ جُودِكَ أَرْضَهَـا
وَبَـنَيْتَ فِــيـهَا لِلأَنَـــــامِ جِــنَـانـــَا
أَمـَّـا خَلِيفَةُ.. قَدْ رَعَـى أَبْنَاءَهـــــا
وَسَقَى البُـذُورَ فَأَنْـبَـتَـتْ بُـسـْتانـا
شَهِدَتْ بِـطِـيبِ فِعَـالِهِ أَصْـقَاعُهــا
فَــازْدَادَ يُـطْلـِـقُ لِلْـعَــــطَاءِ عَـنانـا
بِـمَحَافِلِ الدُّنْيا سَـمَوْتَ يِإِسْمِها
هَـذِى جَـوَائِـزُكُمْ شَـــدَتْ عِـرْفانــا
ذُو الْهَامِ مَرْفُـوعًا يُـجـَلِّـلُهُ الوَقَــارْ
مَا اغْـتــَرَّ يَـوْمًا أَوْ جَـفـَا إنْسـانـا
ذو هِـمَّةٍ، تَهُـنِ المَصـاعِبُ عِـنْـدَهُ
قاضي الحَوَائِجِ، يُجْزِلُ الإحْسانـا
بـَـصَـماتُهُ في كِـلِّ صَـوْبٍ ظاهِـرَةْ
في الصِّحَةِ والتَّـعْلِيم ِ، لَمْ يَتَوَانَى
أَمَّا الصِّنـَاعَةُ والتـِّجَارَةِ لَمْ تَـزَلْ
بـِـجـِهُـــودِهِ مَــزْهُــوَّةً نـَــهْــلانا
أَبَا عـَـلِيِّ.. قَدْ أَسَـرْتَ نُفُـوسَــنا
ومَـلَكْتَ مِنـَّا الـقَـلْبَ والـوُجْدانا
يَا لَيْتَ شِعْرِي كَيْفَ أَمْـدَحُ مِثلَكُمْ
أَوْ كَـيْفَ أُطْلِـقُ لِلـثَّـنَــاءِ لِسَانــَا
فَلـَقَدْ جَمَعْتُـمْ مِنْ مَكَارِمِ سَلِفِكُمْ
قَدْرًا يَفُوقُ الْوَصْـفَ وَالتِّـبْيانــَا
بَحْرَيْنُ إنـِّي قَدْ أَتَيْتُكِ وَافِــــدًا
أَخْـشَى الْفِرَاقَ وَأَحْذَرُ الأَشْجَانـَا
لَـكِنَّنِي فِـي أَرْضِ دِلْمُونَ خِلْتُنـِي
فـِي أَرْضِ مِصْـرَ هَـانِئًا جَذْلانــَا

الأستاذ : سمير عبدالحميد