العدد 2744
الثلاثاء 19 أبريل 2016
banner
ما وراء الحقيقة د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
القادسية الثانية في عربستان
الثلاثاء 19 أبريل 2016

لابد من التأكيد على أن إخواننا العرب في إقليم الأحواز المغتصب من قبل ايران، يتعرضون إلى أقصى انواع صنوف انتهاكات حقوق الانسان. وبالرغم من أن العرب تحملوا طوال 60 سنة الظلم والإقصاء، الا ان الثورة التكفيرية في ايران اذاقت العرب الأحوازيين، أضعاف ما اذاقه الشاه ونظامه ضد أهلنا في عربستان. فالثورة التكفيرية أعلنت بكل وضوح سيادة طائفيتها وعرقيتها وتراثها الصفوي على عرب الأحواز، في تطبيق نظري لما تحمله هذه الثورة من حقد على كل ما هو عربي، وهي ثورة ما انفكت تتستر تارة بدعواتها ومؤتمراتها الخاصة عن التقريب بين المذاهب أو التسامح الديني، وتارة بالدعوة الى الوحدة الاسلامية، وسط تخطيط مستمر في الخفاء لتدمير العراق ولبنان واليمن وسوريا والبحرين والكويت والسعودية، وإثارة القلاقل والفتن الطائفية وحياكة المؤامرات الانقلابية ضد هذه البلدان.
وكما يتعرض المواطنون الخليجيون الى الإرهاب الفكري لداعش والقاعدة، ومحاولتهم بث الفكر التكفيري خلسة بين صفوف السنة، يعانون أيضا من تدخل أجهزة ومخابرات وهيئات وعملاء هذه الثورة التكفيرية في شؤونهم الداخلية، سواء من خلال استغلال طيبتهم، أو من خلال بث الأكاذيب والروايات والاساطير التكفيرية. وهذا هو أحد أهم المبادئ الاساسية التي ترتكز عليها هذه الثورة التكفيرية، وتتلخص في محاولة اثارة الفتنة ليس فقط بين الطوائف الكريمة، بل بين المدارس العربية التي لا تؤمن بنظرية البابا السفيه وتعارضها جملة وتفصيلا. هذا بالاضافة الى محاولة ارغام ولاء الشيعة العرب وتحويله من الولاء الوطني الى الولاء الصفوي، والتي كما أسلفنا تنكرها غالبية مراجع الشيعة العرب الرافضين للهيمنة الصفوية التكفيرية. وما حدث في البحرين والكويت والسعودية والعراق ولبنان واليمن، يثبت تماما ان هذا المخطط الذي استهدف عرب الاحواز العرب، استهدف ايضا البلاد العربية.   
إن نار كسرى حاولت الغاء ثقافتنا وهويتنا وتاريخنا العربي في عربستان. وحاولت الاساءة للوحدة الخليجية. وعملت على الفتنة وحياكة خيوط المؤامرات والتجسس ضد دول الخليج، مع بعض أصدقائنا الغربيين مع الأسف. وخططت مع مرتزقة وعملاء طهران من العراقيين واللبنانيين والحوثيين الصفويين لادارة المحاولات الانقلابية. وتدرب على يدها رموز الخيانة ممن يدعون بأنهم عرب وهم عبيد لكسرى طهران. وتغللت هذه النار بمؤسسات المجتمع المدني المحلية والدولية، من أجل طعننا من الخلف. وأرادت هذه النار زرع ثقافة تقديس البابا السفيه الصفوي الهوية والثقافة، كما عملت على ذلك في عربستان.
إن الرد سيكون من الآن حازما، والقادسية الحقيقية الثانية حانت ودنت واقتربت يا عربستان... فاستعدوا لصد نار كسرى مرة أخرى. فأول بشائر النصر لإطفاء هذه النار المجوسية قد لاحت من هنا... من أرض التاريخ والتسامح والتعددية والسلام، أرض الخليج، وامتدت الى عاصفة الحزم والتحالف الإسلامي. وكما قال الصفويون: الشعب يريد اسقاط النظام في بلادنا العربية، فلا أحد يلومنا اذاهتفنا كعرب نساند أهلنا بعربستان وبصوت واحد: الشعب.. يريد.. إطفاء نار كسرى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .