تنفذ حكومتنا الرشيدة، مشكورة، الكثير من المشاريع التنموية المتطورّة، والبنى التحتية الحديثة وذلك لاستيعاب الكثافة السكانية، وتوفير العيش الكريم لشعبها الوفي الذي يستحق كل خير واهتمام.وندرك جيداً حجم المبالغ الباهضة التي تكلفّها مثل هذه المشاريع الكبيرة، ومدى تأثير ذلك على الميزانيّة العامّة للمملكة، ولا شك في أن المواطنين كافّة يقدرون مثل هذه الجهود المستمرة التي تقوم بها الحكومة الموقرّة في هذا الشأن.وكما يعلم الجميع أيضاً، فإن الحكومة تسعى جاهدة لتنويع مصادر الدخل من خلال إطلاق عددٍ من المشاريع التي أرى من وجهة نظري الشخصية بأنها لا تغطي الالتزامات المالية، والنتيجة أنها (أي الحكومة) قد تجد نفسها مضطرة إلى رفع الدعم على العديد من الخدمات المقدمة للمواطنين والمؤسسات.ما أود أن أشير إليه هنا هو العمل على وضع تصور شامل من شأنه العمل على تشجيع السياحة الرياضية بما في ذلك السعي لاستقطاب الدورات والفعاليات الرياضية المختلفة تماماً كما فعلت الدولة حينما قررت إنشاء حلبة البحرين الدولية لتشرع في تنظيم هذا السباق العالمي منذ عام ٢٠٠٤ وحتى اليوم وذلك بنجاح منقطع النظير حيث حققت المملكة استفادة كبيرة من تنفيذ هذا المشروع الحيوي بالرغم من تكلفته الباهظة.لقد وضع هذا المشروع بحريننا العزيزة على الخارطة العالمية، وأصبحت جميع دول العالم تعرف عن البحرين الشيء الكثير وهذا بحد ذاته إنجاز ومكسب لا يستهان به، لذا أجد من الضروري جداً البحث عن مشاريع أخرى من شأن الاستثمار فيها أن يُسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني، وأنا على يقين بأننا نستطيع عمل المزيد لجذب أكبر عدد من الزوار لمملكتنا الحبيبة.ومن هذا المنطلق أدعو إلى وضع تصور واضح لتنفيذ مشاريع جديدة لدعم الاقتصاد منها على سبيل المثال وليس الحصر انشاء ملعب مركزي لإحدى الألعاب المهمة، إذ إن هذا المشروع لا يكلف الكثير حسب معلوماتي المتواضعة بل أجد أنهيحمل الكثير من الجوانب الإيجابيّة نظراً لما تمتلكه الخبرات البحرينيّة الشابّة من قدرة على تنظيم البطولات الإقليمية والقاريّة بكل جدارة ومهنيّة، حيث يمكن لهذه العقول والطاقات أن تُسهم في رفع اسم المملكة عالياً من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات الرياضية الضخمة، ناهيك عن حضور أعضاء الوفود من اللاعبين والجهاز الإداري والفني والجمهور، فنجد في نهاية المطاف أن الجميع ممن يعملون في توفير الخدمات اللوجستية والتجار يستفيدون من تلك الفعاليات.إنني على يقين تام بأن الحكومة الرشيدة تضع نصب عينيها تنفيذ المشاريع التي من شأنها أن تعود بالفائدة على الاقتصاد الوطني وتسهم في رفده وإنعاشه، ولا يخفى علينا كيف لجأت بعض الدول المجاورة للاستفادّة من هذه الاستراتيجيّة وأعتقد أنها نجحت في ذلك بامتياز، وليس من العيب أن نتعلم من أشقائنا، بل على العكس من ذلك، نحن نكمل بَعضُنَا البعض، فالبحرين بشبابها وشاباتها قادرة بإذن الله تعالى على صنع المستحيل.هناك أفكار عديدة يمكن دراستها بشكل جدي، والأهم أن ترى مثل هذه الأفكار النور في حال مواءمتها والاتفاق عليها، فكثير من الدراسات التوصيات يتم رفعها الى الجهات الرسمية ولكن لا يتم تطبيقها، ومن الأفكار الخلاقة المتبعة عالمياً في مثل هذه القضايا تشكيل فريق عمل يمثل الجهات المعنية ويتم عقد اجتماعات عمل مع تحديد المدة الزمنية على أن يتم في النهاية رفع التوصيات الى الحكومة.