العدد 2734
السبت 09 أبريل 2016
banner
المنهج الغوغائي الذي لن يتغير
السبت 09 أبريل 2016

ليست هذه المرة الأولى أو الأخيرة لتهجم النظام الإيراني على مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، وهذا منهجه الذي بدأه منذُ أن استلم الحُكم في إيران عام 1979م، التهديدات والتصريحات والتدخلات مُستمرة منذ ذلك العام، أي منذُ 37 عامًا لم يتوقف عن التهديد ودعم الاضطرابات والقلاقل في الأقطار العربية وخصوصا في أقطار الخليج العربي. وما بين فترة وأخرى يتقدم النظام بخدعة جديدة من أجل تسهيل مرور أجندته الطائفية لأقطارنا الخليجية، في ذات الوقت يتقدم أحد المسؤولين الإيرانيين (ديني أو مدني أو عسكري) بتصريح معاد ضد أقطارنا وقادتها وشعبها العربي.
ففي الوقت الذي طلب فيه النظام الإيراني وساطة لحل الخلاف مع مملكة البحرين أعاد الحرس الثُوري الإيراني الإرهابي على لسان قائده (الجنرال محمد علي جعفري) أثناء الاجتماع الأول للمجلس الأعلى لقادة الحرس الثُوري الإرهابي تهديداته ضد مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية وضد أقطار مجلس التعاون في الخليج العربي، وفي الوقت الذي يتفاوض فيه الحوثيون مع المملكة العربية السعودية أعلن هذا الجنرال بأن (إيران ستحارب السعودية بالحوثيين)، وزعم هذا الجنرال أن (الصواريخ الإيرانية باتت أكثر دقة وتدميرًا من السابق، واعدًا بإنتاج المزيد منها)، وأضاف أن (بلاده سترد على أية إجراءات خاصة من قبل السعودية والبحرين)، متوعدًا (بإشهار سيوف الانتقام في البلدان العربية)، وتابع في خطابه الغوغائي قائلاً (إيران ستواصل الدفاع عن النظام السوري وحزب الله والحوثيين).
وفي المقابلة التي أجرتها قناة العربية في برنامج (نقطة نظام) مع الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية كشف في حديثه عن “إرسال النظام الإيراني رسالة إلى قادة مجلس التعاون في الخليج العربي يعبر فيها عن رغبته في فتح حوار معها من خلال زيارة مسؤول إيراني رفيع المستوى إلى دولة الكويت. وأكد الوزير أن النظام الإيراني من خلال قياداته الدينية والعسكرية والسياسية مازال يهاجم مملكة البحرين وقيادتها، ويتدخل في شؤونها السياسية والقضائية، ويدعم الاضطرابات والقلاقل والفتنة الطائفية. ومع هذه التهديدات والاستفزازات الغوغائية الإيرانية يؤكد وزير الخارجية أن (باب الحوار مع إيران مفتوح)، مضيفًا أن (إيران جارتنا، ونحن متعايشون معها منذ عصور). وطالب من الدولة الإيرانية التي غيرت سياستها مع العالم أن تغير سياستها مع الوطن العربي، مؤكدًا أن قطع العلاقات مع إيران جزء لا يتجزأ من الدفاع عن بلادنا وشعبنا، وعن سيادتنا وهويتنا العربية.
نعم على الرغم من التهجم الإيراني المُستمر على البحرين إلا أن قيادتها السياسية لم تغلق باب الحوار مع النظام الإيراني إذا سلك النظام الطريق السوي في علاقاته مع البحرين، وإذا ترك تهديداته وامتنع عن دعمه الاضطرابات والقلاقل والفتن الطائفية، وإذا توقف عن ادعاءاته بفارسية البحرين، وإذا صمت عن التهجم على القيادة السياسية وعن كل أقطارنا الخليجية والعربية، إذا حصل ذلك فالجميع يمد اليد له بدون أي تردد. لكن ومع الأسف فإن هذا النظام الفارسي يعاني من أمراض داخلية مزمنة ولا يوجد لها أي علاج، ولا حتى الجراحة تنفع، فقد وُلد هذا النظام معاقًا وخاليًا من التهذيب السياسي، أعوجًا في علاقاته مع الآخرين، مبذرًا أموال شعبه على تشكيل الأحزاب والمؤسسات التي لا تخدم الشعب الإيراني، وشعبه الذي يعيش أغلبه في الفقر المدقع والبطالة محرومٌ منها. ففي الوقت الذي يُريد شعبه أن يتعلم وأن يتعالج وأن يسكن وأن يفرح يقوم هذا النظام بإنفاق أموال شعبه على الصناعة النووية التي لن يأكل منها الشعب الإيراني خبزًا.
إن المنهج الغوغائي الإيراني أصاب النظام وقادته ومسؤوليه في مقتل، فخلال 37 عامًا فشل النظام الإيراني فشلاً ذريعًا في تصدير ثورته التي استبدلها بتصدير مبادئ الإرهاب والاضطرابات والقلاقل والفتن الطائفية، كان من الممكن أن يبني النظام الإيراني بمبادئه دولة عصرية واقتصادا قويا بما يمتلكه من الموارد النفطية والبشرية والطبيعية، كان بإمكانه أن يلعب دورًا إقليميًا إيجابيًا، لكنه ضل طريقه وانتهج طريقًا آخر لم يجن منه إلا الحروب والويلات والانقسامات والخراب المستمر له، والعداء لجيرانه من العرب.
إن التهديدات الإيرانية الأخيرة ستضاف إلى ملف العداء بينه وبين البحرين والسعودية وكل أقطار الخليج العربي والأمة العربية، ودعمه الحروب والقلاقل والاضطرابات والفتن في المنطقة العربية سيوسع الفجوة بينه وبين الأقطار العربية، وما يزرعه من سوءٍ في غير أرضه سيحصده شوكًا ومُرًا. ولن يتغير منهج هذا النظام إلا إذا تغيرت نفسيته وسار على الطريق السوي، طريق الأمن والسلام.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية