+A
A-

الرجال قصار القامة... لِمَ يعانون؟

لا تحبهم النساء، يُعتبرون أكثر عرضة لدخول السجن، يجنون عائدات مالية أقل، يُحكم عليهم بتولي وظائف متدنية الأجر، يعانون شعوراً بالنقص، ويقصّرون في المسائل الأكثر أهمية: ألا تعتقد أن الحياة ظلمت الرجال قصار القامة؟ وربما لم تنصفهم في مجالات أخرى أيضاً؟
يكون الرجال القصار القامة أكثر فقرًا عمومًا
كشفت دراسة بريطانية أخيرة عن أن كل سنتمتر إضافي من الطول يزيد عائدات الرجل بنحو 500 دولار سنوياً. ويشكّل ارتباط الطول بالطبقات الاجتماعية ظاهرة نلاحظها في منشورات عدة، مع أن الفارق ما عاد كبيراً. فقد أظهرت دراسة شملت 7735 رجلاً بريطانياً من الطبقة الوسطى ولدوا بين العامَين 1919 و1939 فجوة بين العمال اليدويين وغير اليدويين تبلغ 3 سنتمترات. نتيجة لذلك، يحتاج العمال اليدويون إلى 20 سنة ليبلغوا طول العمال غير اليدويين اليوم.
يُعتبر الرجال قصار القامة أقل نفوذًا
طُلب من طلاب في إحدى التجارب رسم صورة تمثل مفهومهم عن الرجل العادي والقائد الوطني المثالي، فرسم نحو ثلثَين منهم القائد أطول من المواطن. وعندما سئلوا عما إذا كانوا يتخيلون أنفسهم قادة سياسيين في المستقبل، أعرب الطلاب الأكثر طولاً عن ثقة أكبر بقدراتهم القيادية واهتمام أوسع بالترشح لمنصب سياسي.
ينعكس هذا الواقع على السياسة. فقد هزم المرشح الأقصر قامة المرشح الأطول في ثمانٍ فقط من عمليات الانتخاب الثماني والعشرين التي أُجريت منذ العام 1900 في الولايات المتحدة الأميركية، ويشمل مَن أنزلوا الهزيمة بالمرشحين الأطول قامةً في عصرنا جورج بوش الابن، الذي انتصر على خصمَين أطول منه: جون كيري الذي يفوقه طولاً بأحد عشر سنتمتراً وآل غور الذي يفوقه طولاً بثلاثة سنتمترات. وعلى هيلاري كلينتون (169 سنتمتراً) اليوم أن تتغلّب على عجز يبلغ 19 سنتمتراً لتنزل الهزيمة بخصمها المحتمل دونالد ترامب (188 سنتمتراً).
تفضل النساء الرجل طويل القامة
تحبّ النساء عموماً الرجل الطويل القامة، مع أن هذا الميل يتراجع (إذا جاز التعبير) مع تجاوز طول الرجل الـ185 سنتمتراً. نتيجة لذلك، يؤكد مستخدمون كثيرون أن موقع المواعدة eHarmony لا يشجّع، على حد قولهم، تسجّل الرجال القصار القامة لأنه يعجز عن العثور على امرأة تقبل بمواعدتهم.
أما إذا وُزّعت النساء عشوائياً على الرجال، فمن المتوقع أن يكون نحو 8 % إلى 10 % من النساء أطول قامةً من شريكهم. وهذا ما نلاحظه أحياناً: تميل نيكول كيدمان (180 سنتمتراً) مثلاً، إلى اختيار الرجال الأقصر منها قامة، بما أنها تفوق كيث أوربان طولاً بسنتمترين وتوم كروز بعشرة سنتمترات. لكن 4 % فقط من النساء يفقن في الواقع شريكهن طولاً.
يحظى الرجال بالغو القصر (أقل من 163 سنتمتراً) بعدد أقل من الشركاء العاطفيين خلال مدى حياتهم (خمسة مقابل سبعة)، مقارنة بالرجال الأطول. كذلك، يحقق الرجل الطويل نجاحاً أكبر في الإنجاب. لكن ميل المرأة إلى الرجل الطويل يختلف باختلاف مراحل دورتها الشهرية. فتكون المرأة، على ما يبدو، أكثر ميلاً إلى الرجل الطويل خلال فترة الإباضة أو عندما تختاره كشريك في علاقة قصيرة الأمد.
الرجال الأطول قامة أكثر ذكاءً
رُبط الطول باستمرار بالذكاء البشري، وإن كانت الأدلة على ذلك غير حاسمة. فقد يشكّل الطول مؤشراً حيوياً تراكمياً إلى الصحة العامة خلال النمو أو إلى عوامل جينية تؤثر في الطول والوزن على حد سواء.
يكون الرجل القصير القامة أقل ثقة بالنفس ولا يحظى بالقدر ذاته من الإعجاب. في أحد الاختبارات، مرّ 60 شخصاً بالغاً عادياً يُعتبرون أكثر ميلاً إلى “التشكيك والريبة” بتجربة افتراضية خلال رحلة في قطار الأنفاق.
قام المشاركون بالرحلة الافتراضية ذاتها مرتين: الأولى بطولهم الطبيعي والثانية بطول قُصّر افتراضياً بنحو 25 سنتمتراً. صحيح أن المشاركين لم يتنبهوا إلى الاختلاف في الطول، إلا أن عدداً أكبر منهم أفادوا أنهم شعروا بأنهم أقل قدرة، آماناً، وإثارة للإعجاب وأكثر ضعفاً حين قُلِّصت قامتهم افتراضياً.
الرجال الأقصر قامة أكثر عرضة لارتكاب جرائم عنيفة
اكتشفت دراسة تناولت 760 ألف مجند سويدي أن كل 10 سنتمترات من الطول تحدّ من خطر ارتكاب جرائم عنيفة بنحو 7 %، حتى عند أخذ المكانة الاجتماعية والاقتصادية في الاعتبار. لكن هذا التأثير يختفي عند أخذ الذكاء في الاعتبار: فالرجال الأطول أكثر ذكاء، ما يجعلهم أقل عرضة لارتكاب جرائم عنيفة.
قد يعيش الرجال الأطول قامةً حياة مديدة
يدور جدال حامٍ حول العلاقة بين الطول والحياة المديدة. فقد اكتشف بعض الباحثين أن قصر القامة يرتبط بالحياة المديدة. فيُعتبر الأشخاص الأطول قامةً أكثر عرضة للموت جراء داء السرطان (يزيد كل سنتمتر من الطول الخطر النسبي بنحو 0.7 %). وربما يعود ذلك إلى أنهم يملكون عدداً أكبر من الخلايا، ما يرفع بالتالي احتمال تعرضهم لخطأ في نسخ الحمض النووي أثناء انقسام الخلايا.