العدد 1596
الثلاثاء 26 فبراير 2013
banner
بعد عامين على انطلاقة الفاتح
السبت 27 أبريل 2024

لماذا جاءت الذكرى الثانية لإنطلاقة الفاتح والناس منقسمون على أنفسهم وكثير منهم غير راضين عن أداء هذا التجمع الذي وضعنا عليه جميعا أملا كبيرا في إظهار البحرين الحقيقية أمام العالم وموازنة المشهد السياسي الذي ظن البعض أنهم وحدهم أصحابه وأقنعوا قسطا كبيرا من العالم بأنهم التيار الرئيس للمعارضة في البحرين وأنهم يتحدثون باسم أغلبية الشعب.
عندما تجمعت الحشود البحرينية عند مسجد الفاتح لأول مرة،كنت من الفرحين في تلك اللحظة الحساسة والخطيرة التي يمر بها الوطن الذي ظن أعداؤه أن لحظة الانقضاض قد حانت وأن مؤامرتهم قد حققت مرادها الخبيث.
يومها قلت لنفسي أن انطلاقة الفاتح جاءت لتثبت للداخل والخارج أن الأمل موجود وأن أبناء البحرين الذين عاشوا لفترة خارج المعارك السياسية والمعارك الطائفية المفتعلة موجودون وسيدافعون عن وجودهم ومستقبل أبنائهم.
كانت هذه هي الصورة بالفعل وكانت تلك هي مشاعرنا المخلصة وانبحت أصواتنا جميعا ونحن نهتف بحب البحرين،وقلنا أن الأغلبية الصامتة من أبناء البحرين شعرت بالخطر على وجودها وحاضرها ومستقبلها،فخرجت لتعلن لمن يهمه الأمر أن البحرين ليست مجرد مجموعة من الجمعيات الطائفية وغير الطائفية،ولكن هناك سواد أعظم يخشي أن تجرفه هذه الطائفية ويخسر كل شيء بسبب عبث البعض وتبعية البعض الآخر للخارج.
ونظرنا لحركة الفاتح على أنها حركة وطنية خالصة لا يمولها أحد ولا يندس بينها الطائفيون ولا تحركها خيوط يمسك بها أحد خارج مسرح الوطن،ودعونا الله أن تبقى كذلك نقية رافضة لكل النخاسين الساعين لبيع الوطن.ولكن فرحتنا بميلاد هذه الحركة لم تبق على حالها طويلا،خاصة بعد ابتعدت عن مطالب وحماس الشباب الوطني المحب لبلده بسبب تراكمات معينة.وكان أول شيء جعلني شخصيا أفقد قسطا من حماسي تجاه هذه الحركة عندما تحولت لجماعة سياسية شأنها شأن الجمعيات التي تسعى لتحقيق غايات انتخابية وتمارس المزايدة وتدخل في مواءمات سياسية من أجل مصالح خاصة.
ومما زاد من فتوري وغيري كثيرين أن إنطلاقة الفاتح - رغم الزخم الكبير الذي صاحب انطلاقتها الأولى والزحف الجماهيري المتحمس الذي جعل لها شكلا واعتبارا أمام العالم – أنها دخلت في حالة تجمد تقريبا وغابت عن المشهد لفترة طويلة،وانحصر حضورها في مجرد تصريحات يطلقها من وقت لآخر رمزها ومؤسسها الدكتور عبد اللطيف المحمود.
أما أكثر شيء أضر بهذه الحركة وجعلنا نصاب بالإحباط فهو عدم قدرة شيوخها على إقناع الشباب ببعض المواقف التي اتخذوها، خاصة ما يتعلق بالمشاركة في الحوار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية