العدد 1588
الإثنين 18 فبراير 2013
banner
أنا لا أكذب ولكن أتجمل
السبت 27 أبريل 2024

تذكرت اسم هذا الفيلم السينمائي العربي وأنا أقرأ ما جاء في خطاب حسن نصر الله يوم السبت الماضي حول البحرين وما جري فيها، وتذكرت أيضا مقولة «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته».
ففي الوقت الذي انطلق فيها أشبال حزب الله في البحرين يعيثون في الأرض فسادا ويتحدون محاولات رأب الصدع التي تجري، تنفيذا لأوامر ذلك الحزب الذي دربهم وأعدهم، وجدنا نصر الله يحاول إبراء ذمته من العنف الذي نفذه أتباعه ومريدوه.
نصر الله قال إن الشعب البحريني قادر على التحمل والإصرار على سلمية تحركه، وتمنى أن تتوصل طاولة الحوار في البحرين للنتيجة المطلوبة، فما هذا التجلي؟!
إنها التقية ولا شيء غيرها يا سماحة الشيخ، تتمنى أن ينجح الحوار في البحرين وأنت المسؤول عن العنف الذي نفذه أتباعك المأجورون الذين أقسموا لكم على إفساد كل محاولة لتهدئة الأجواء.
قديما كانوا يقولون إن ثلاثة أشياء قد اختفت من العالم، وهي الغول والعنقاء والخل الوفي، ولكن بعد أن نستمع إلى كلام نصر الله عن البحرين ندرك أن أشياء كثيرة اختفت من العالم غير هؤلاء الثلاثة من بينها الحياء والصدق!
الشيخ يدعو الشعب البحريني إلى التحمل والمثابرة، وكأن الشعب البحريني يعيش تحت احتلال، وكأن أسلحة إيران لا تقتل الشعب السوري المسلم ليلا ونهارا.
ليست صدفة أبدا أن يتزامن العنف الذي فجره معدمو الوطنية في البحرين مع تصريحات إيرانية تنال من سيادة البحرين واستقلالها، ومع إشارات وردت من حسن نصر الله.
فالعنف في هذا التوقيت يهدف إلى ضرب عصفورين بحجر واحد، فهو يؤيد المطلب الإيراني الخالي من الحياء حول وضع ملف البحرين ضمن محادثات إيران مع مجموعة دول 5+ 1 إلى جانب إطلاق دخان كثيف على الحوار البحريني الذي دشنته القيادة البحرينية حتى لا يراه العالم ولا يركز عليه الإعلام، لأن الحديث عن العنف ستكون له الأولوية لدى وسائل الإعلام.
هناك مؤامرة حقيرة حيكت وبدأت تظهر بشكل فج، فإيران تريد أن تساوم بورقة البحرين وتخلط الملف السوري والملف النووي بالوضع في البحرين، فإما أن يتم حماية النظام الموالي لها في سوريا وإما أن تحرك خلاياها لهز استقرار البحرين.
لقد كنت عند بداية الحوار الوطني من الذين يحدوهم الأمل في أن يأخذنا الحوار ولو خطوة إلى الأمام، ودعوت غيري من الناس ألا يفقدوا الأمل وألا يضعوا العصي في دولاب الحوار، ولكن يبدو أنني سأكون أول من ينال منه اليأس والإحباط.
الذين أطلقوا العنان للعنف بهذا الشكل أثناء الحوار الوطني يريدون أن يوجهوا طعنة نافذة وأخيرة لكل محاولات التهدئة، خاصة بعد أن وجهوا رصاصة الغدر إلى صدر الشرطي «محمد عاصف» الذي كان يؤدي واجبه الوطني.
ولكن إذا كنا قد فقدنا الأمل في تخلي أذناب إيران وأتباع نصر الله عن ممارسة العنف والإصرار على هز استقرار البلاد، فهل نفقد الأمل في الشعب البحريني نفسه؟
أم أن شعبنا الواعي سيستفيق من غفوته في الوقت المناسب ويدرك حجم المؤامرة التي تريد أن تغتال حاضره ومستقبله ويقوم بعزل الذين لا يقيمون وزنا للوطن والوطنية ويعملون كطابور خامس؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .