العدد 993
الأحد 03 يوليو 2011
banner
ملاحق لحقوق الإنسان
السبت 27 أبريل 2024

فكرة تعيين ملاحق لحقوق الإنسان في سفاراتنا في الخارج فكرة جديدة، ولكنها جريئة ومهمة إلى حد بعيد،وهي فكرة بحرينية بحتة، فلا توجد دولة في العالم حسب معلوماتي تضع ملحقا لحقوق الإنسان في سفاراتها،وقد يتساءل البعض عن سبب وجدوى تعيين ملحقين لحقوق الإنسان في السفارات البحرينية على اعتبار أن البعثات الدبلوماسية تضم إلى جانب الطاقم الخاص بوزارة الخارجية ملحقا عسكريا أو ملحقا إعلاميا أو ثقافيا أو صحيا أو تجاريا فقط، وهو تساؤل منطقي لهذا السبب.
ولكن كما يقال دوما، الحاجة ام الاختراع، والبحرين في حاجة فعلية لهذه الوظيفة الدبلوماسية الجديدة خاصة في سفارتنا في نيويورك وجنيف، مقر المنظمة الدولية، وحيث يوجد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
وتأتي الحاجة البحرينية لهذه الوظيفة الجديدة نتيجة لتجربة البحرين في مجال حقوق الإنسان في السنوات الماضية، وما أحاط بهذه التجربة من دخان وتشويه متعمد ومنظم من قبل جهات سعت بقوة وبدعم خارجي لطمس حقائق مهمة عن البحرين وترديد ادعاءات معينة بشكل منظم ومتكرر على طريقة دعاية جوبلز وزير دعاية هتلر لكي تصبح هذه الادعاءات حقائق في اذهان من يتلقونها بسبب هذا التكرار.
هذا التشويه المنظم الذي يعتمد على تصوير البحرين وكأنها دولة عنصرية، لم يواجه بشكل كاف من قبل الدولة البحرينية خلال السنوات الماضية، وهو ما جعل التحرك الحكومي ضرورة حتمية في الوقت الحالي لكي يتم تقديم الحقائق الكاملة دون تشويه للمنظمات العالمية الشفافة التي لا تستخدم من قبل أحد أو لمصلحة أحد.
خلال فترة طويلة من الزمن اعتمدت التقارير العالمية التي تناولت حقوق الإنسان في البحرين على رواية صحافية كاذبة أو شهادات أشخاص مأزومين ينطلقون من خلال عقد خاصة ولا يمتلكون اي انتماء لبلدهم،وهو ما جعل هذه التقارير محل نقد مصدر استفزاز لمن يقرأها.
ولا شك أن تعيين ملحقين لحقوق الإنسان في السفارات الكائنة بمقار المنظمة الدولية سيقطع الطريق على قنوات التشويه التي تجد طريقها إلى المنظمة الدولية من خلال تقارير غير أمينة، ولكن بشرط أن يكون هؤلاء الملحقين لديهم مهارة الاتصال والقدرة على التواصل بنجاح مع المنظمات المعنية بحقوق الإنسان،ولابد أن يتم إمدادهم بالمعلومات الضرورية بشفافية تامة لكي يتمكنوا من إقناع هذه المنظمات بأن تستمد معلوماتها من خلالهم دون غيرهم من المصادر.
البحرين ليست دولة قمعية ولا عنصرية، ولكنها دولة تتفوق على غيرها من الدول في سجل حقوق الإنسان،ولكنها رغم ذلك تحتاج إلى تسويق نفسها بشكل صحيح وتحتاج إلى مواجهة حملات التشويه المنظم التي تدار ضدها.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .