العدد 880
السبت 12 مارس 2011
banner
حمى الله البحرين من كل سوء
السبت 27 أبريل 2024

ما هو رأي السادة العلماء فيما يجري في البحرين حاليا؟ هل يوافقون على تصعيد الأمور إلى حد الاصطدام وإسالة دماء المسلمين من الطائفتين؟ ولمصلحة من دفع الأمور إلى هذا المنحنى الخطير؟ وما الذي سيبقى من البحرين إذا اضطرمت الفتنة فيها وقتل المسلم المسلم؟ ما الذي ستفعله لنا إيران أو غيرها إن ضيعنا بلدنا الآمن الذي عشنا فيه منذ سنوات طويلة؟
ماذا يقول الشيخ عيسى قاسم في الفتنة التي تعيشها المملكة حاليا؟ هل الإسلام أمر بالخروج على الحاكم بهذه الطريقة التي يمارسها إخواننا في البحرين؟ نريد فتوى معلنة من المراجع الشيعية في البحرين وفي خارجها حول الطريقة التي تدار بها الاحتجاجات في بلدنا. ما هو تقييمهم لما يحدث؟ وهل من الواجب شرعا الجلوس مع حكام البلاد والحوار معهم حول المطالب التي يريدونها، أم التمرد والدعوة للعنف والخروج على الحاكم دون مبرر أو ضرورة شرعية؟
ألم يدرك السادة العلماء حتى الآن أن الفتنة قد أوقظت واستنفرت لكي تأكل الأخضر واليابس في البحرين؟ متى يمارس العلماء دورهم ورسالتهم تجاه ما يجري في البلاد؟
أي مستقبل يرونه لنا ولأولادنا إذا وقعت الواقعة وحرقنا الحاضر بأيدينا وحولنا بلادنا إلى عراق أو لبنان آخر؟
ما يقوم به إخواننا حاليا لا يصح إلا للشعوب التي تكون تحت احتلال؛ لأن الاحتلال هو الوحيد الذي يثور الناس في وجهه ويبقون في الشارع حتى يرحل، ولكن حكام البحرين ليسوا احتلالا.
البحرين لها حكام شرعيون لا يجوز الخروج عليهم مهما كانت المطالب الفئوية أو الطائفية، لأنهم لم يمنعوا أحدا من ممارسة شعائره الدينية، ولم يضيقوا على رجال الدين من الطائفتين، ولم يمنعوا أحدا من العمل السياسي، ولم يوقفوا عجلة الإصلاح عن الدوران، ولم يرفضوا الاستماع لمطالب الجماهير، ولكنهم قالوا هيا نتناقش ونتفق على ما يفيد البلاد ويصلح شئونها ويرضي جميع الأطراف.
لماذا تصعيد الأمور واستيراد ما لا يتناسب مع أحوال بلادنا؟ لماذا مسيرة الأكفان؟ هل كل ما يصلح للبنان يصلح للبحرين؟ وما الذي جنته لبنان والعراق من الطائفية والتناحر بين أبناء الوطن الواحد؟ وهل أصبح المتظاهرون لدينا يتلقون التوجيهات المباشرة من خارج الحدود؟
بالله عليكم ما هو الهدف من المسيرة التي انطلقت إلى منطقة الدفاع يوم الجمعة؟ إذا كان المقصود هو التعبير عن الرأي سلميا، فهذا أمر ممكن من أي مكان في المملكة، وسوف يصل صوتكم إلى جلالة الملك في الرفاع وفي غيرها، وسوف يصل صوتكم إلى العالم أجمع في ثوان معدودة دون أن تسيروا إلى الرفاع أو تصلوا إلى الديوان الملكي. أما إذا كان الهدف هو الاستفزاز واختلاق التصادم، فهذا ليس من الوطنية، وليس من الدين في شيء، وللسادة العلماء الأجلاء أن يفتونا في هذا.
لقد أصيب الكبير والصغير بالرعب عندما قررتم السير إلى الرفاع، وأحس الجميع أن الأمن يوشك أن يضيع في هذه البلاد ويحل محله الترويع والبلطجة، وأن الحمام على وشك أن يطير ويحل محله البوم والغربان.
حمى الله البحرين من كل سوء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .