العدد 1113
الثلاثاء 01 نوفمبر 2011
banner
زيارة جلالة الملك المفدى للقاهرة
السبت 27 أبريل 2024

تأتي زيارة جلالة الملك المفدى للقاهرة في وقت غاية في الأهمية بسبب الظروف التي تمر بها مصر الشقيقة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، وما شهدته مصر من تغيرات جذرية في كافة المجالات.
ولاشك أن زيارة جلالته للقاهرة في هذا التوقيت هي دليل على مكانة مصر التي لا تتغير مهما تغيرت الظروف، فالأفراد يرحلون وتبقى الدول، ومصر ستبقى على مر العصور قلب العروبة النابض.
ونحن نقولها بكل إخلاص وحب لمصر وللأمة العربية كلها ان مصر الآن تحتاج إلى أخواتها العربيات لكي تستطيع المرور من هذه المرحلة الصعبة، مصر تواجه وحدها اضطرابات الداخل ومؤامرات الخارج، ولابد للعالم العربي بأسره أن يؤدي واجبه نحو العزيزة مصر لكي تعود إلى سيرتها الأولى قوية وفاعلة ومؤثرة.
علاقة مصر بالأمة العربية كعلاقة الروح بالجسد، لا غنى لأحدهما عن الآخر، وعندما تعود مصر ستعود الأمة. ولو أصاب مصر مكروه لا قدر الله، فسوف تضرب هذه الأمة في الصميم.
يقول شاعر النيل العظيم حافظ إبراهيم في قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها”:
أنا إن قدر الإله مماتي لا ترى الشرق يرفع الرأس بعدي.
ونتمنى أن تكون زيارة الملك المفدى فاتحة خير على مصر الشقيقة لكي يقف الجميع إلى جوارها، كما وقفوا إلى جوارها في حرب أكتوبر 1973، فمصر الآن في حرب جديدة، ولكنها حرب من أجل البقاء، مصر حاليا تواجه أعداء كثيرين، بعضهم واضحون ومعظمهم غير واضحين.
مصر الآن في حاجة إلى دعم أشقائها في مجلس التعاون الخليجي على وجه الخصوص لتمر من محنتها منتصرة كما انتصرت في حرب أكتوبر المجيدة.
مصر في حاجة إلى رجال مثل الملك فيصل بن عبدالعزيز عليه رحمة الله، ذلك الرجل صاحب الأيادي البيضاء على هذه الأمة.
فعندما قامت حرب أكتوبر 1973 أمر – رحمة الله عليه- بتقديم كل أشكال العون للشقيقة مصر، وأصدر أوامره لثلاث بنوك بأن من حق مصر أن تأخذ ما تريد دون استئذان أو انتظار، ورفض التخلي عن مصر حتى وإن عادت السعودية إلى تناول اللبن والتمر، وأمر بقطع النفط عن الدول التي تساعد إسرائيل.
فعندما أتى الرئيس الأمريكي نيكسون لزيارة السعودية في تلك الفترة، وجد جلالته قد وضع في مكتبه إناء به لبن وتمر، وقال له لقد عاش أجدادي على هذا الذي أمامك وأنا وشعبي على استعداد للعودة إليه.
وعندما داعبه نيكسون قائلا:إن طائرتي تقف هامدة في المطار بسبب نفاد الوقود، فهل تأمرون جلالتكم بتموينها، وأنا مستعد للدفع بالأسعار الحرة؟ لم يبتسم جلالته لهذه الدعابة، ورفع رأسه نحوه وقال:وأنا رجل طاعن في السن وأمنيتي أن أصلي ركعتين في المسجد الأقصى قبل أن أموت، فهل تساعدني على تحقيق هذه الأمنية؟
إننا نريد أن يعلن العرب الآن الجهاد من أجل مصر كما أعلنوه من قبل، نريد من العرب مشروع مارشال من أجل مصر لكي تعبر إلى المستقبل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .