+A
A-

الصحة في البحرين.. عام من التحدي.. ومسيرة حافلة بالإنجازات

رغم ما للشدائد والأزمات من وقع على الأفراد والمجتمعات، إلا أنها وحدها قادرة على كشف المعدن الأصيل، والتعبير عن صدق الشعارات التي تطلق عادة في أوقات الرخاء.

الوباء الذي اجتاح العالم، كان بمثابة اختبار حقيقي للمنظومات الصحية كافة، والكشف عن موقع الصحة على سلم أولويات الدول والحكومات.

الإجراءات التي اتخذتها المملكة لمكافحة خطر انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) والحد من تداعياته، بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، بوأت البحرين مكانة دولية مرموقة، لتصبح نموذجًا يحتذى به في طريقة التعامل لاحتواء الفيروس.

نجاح البحرين في مواجهة هذا التحدي لم يكن وليد صدفة، وإنما هو نتاج مسيرة حافلة بالتجارب والإنجازات.

"صحتنا" التي تنطلق في خضم هذه الظروف الاستثنائية، تأتي لتؤكد في ملف عددها الأول أن المنظومة الصحية في مملكة البحرين عصية على الانكسار، وعلى استعداد لمواجهة أعتى التحديات، يسندها تاريخ طويل من السعي الحثيث نحو صناعة العافية.

 

بواكير الانطلاقة

 

تعود بواكير انطلاقة المسيرة الصحية الحديثة في مملكة البحرين إلى بدايات القرن الماضي، بافتتاح أول مستشفى في الخليج العربي المتمثل بمستشفى فيكتوريا، على الرغم من أنه سبق هذه التجربة افتتاح المبشّر والرحالة الأميركي سمويل زويمل عيادته الصغيرة قرب سوق المنامة.

هذه الانطلاقة المبكرة كان لها انعكاساتها المهمة، ومساهمتها البارزة في تطور المنظومة الصحية في مملكة البحرين، وبناء خبرتها في مواجهة الأوبئة وتقديم الرعاية الصحية المتقدمة.

وتلا تلك المرحلة إنشاء العيادات الطبية في مختلف أنحاء البلاد، كعيادة المحرق العام 1925 والنعيم العام 1930، وبلاد القديم العام 1936، الذي يعكس حجم الأهمية التي توليها الدولة للقطاع الصحي، ووعي المجتمع ثقته بالخدمات الصحية التي تقدمها تلك المؤسسات.

 

التطعيمات

وتعد مملكة البحرين واحدة من أبرز الدول التي توفر تطعيمات أساسية لكل فئات المجتمع؛ للوقاية من الأمراض المعدية، والحماية من الفيروسات الوبائية.

ويعود نهج التطعيمات في البحرين إلى ما قبل أربعينات القرن الماضي، الأمر الذي ساهم في القضاء على الكثير من الأمراض في البلاد، إذ تعرضت المملكة في النصف الأول من القرن الماضي لمجموعة من الأوبئة، التي وقفت البحرين أمامها بقوة واستطاعت التصدي لها ومكافحتها.

وساهمت تلك السنوات التي تعرضت فيها البحرين للأوبئة والتي يطلق عليها تسمية "سنوات الرحمة"، في رفع القدرة المؤسسية لأجهزة الدولة في مواجهة الأوبئة، والالتزام بمقومات الحجر الصحي للمعزولين والمصابين، وتتبع الوافدين عبر السفن وموانئ السفر، واللجوء للتطعيمات المتوافرة.

 

 

وبدأت الدولة في حينه بالعمل بنظام الحجر الصحي بعد إنشاء أولى المحاجر الصحية للمرضى، التي عُرفت وقتها بـ "كرنتينه" أو "الكرنتيلا" في جزيرتي "حالة بو ماهر" و"أم الشجر" بالمحرق.

ومن أبرز نتائج تلك الفترة كانت زيادة وعي المواطنين في مواجهة انتشار هذه الأمراض، وتعلمهم خطورة انتقال الأمراض، وسبل القضاء عليها، وكيفية التعامل مع المسافرين، وطرق الحد من العدوى مثل وقف التنقلات والبقاء بالبيوت، وتنظيم الأسواق ومنع التجمعات بها، ورش الشوارع والساحات بالمبيدات بالإشارة إلى سيارة "أم فليت".

وكانت بلدية المنامة التي أنشأت العام 1919 تضم دائرة للصحة، وتجدد دورها مع القانون العام للبلدية الصادر العام 1921، إذ نصت إحدى مواد هذا القانون على ضرورة "التبليغ الفوري بالأمراض المعدية".

واتسعت مهام هذه الإدارة العام 1952، إذ تولت وقتها مسؤوليات التفتيش الصحي على البواخر وإصدار الشهادات الصحية والتطعيم ضد الجدري وغيرها من مهام ومسؤوليات وقائية.

وتتولى حاليًا هذه الإدارة بوزارة الصحة تقديم الخدمات الوقائية الصحية والبيئية ومكافحة الأوبئة، إذ يناط بها مهمة مراقبة الأمراض المعدية وغير المعدية والحد منها، والتثقيف الصحي ومكافحة الأوبئة والتحصين الموسع وغيرها.

 

الخطط الوقائية

في العام 1984 أطلقت البحرين برنامجها الموسع للتطعيمات، الذي استهدف وقتها 6 أمراض فقط.

وواصلت البحرين تعزيز خططها الوقائية حتى أصبح برنامج التطعيمات اليوم يضم نحو 19 مرضًا، هي: "الحصبة، النكاف، التهاب الكبد بأنواعه، الروتا، السعال الديكي، الكزاز، التيتانوس والخُناق"، وغيرها من أمراض قضت عليها التطعيمات المقدمة.

ويعد نجاح البحرين في القضاء على بعض الأمراض الوبائية والمستوطنة دليلًا آخر على جاهزيتها ونجاحها في مواجهة مثل تلك الأمراض، إذ تصل معدلات التغطية باللقاحات 100 %، وهو ما يمكن إبرازه بالنظر إلى مؤشرين:

• الأول: اختفاء كثير من الأمراض الوبائية إلى حد كبير، إذ نجحت التطعيمات المستخدمة في تقليل معدلات انتشار الأمراض واستئصالها بشكل شبه كلي.

• الثاني: تعزيز وتقوية أجهزة المناعة لدى المواطنين وزيادة مقاومتها للفيروسات، وهو ما تأكد مع إعلان البحرين العام 2016 خلوها من شلل الأطفال، الذي لم تظهر له أي حالات منذ 23 عامًا ماضية وتحديدًا منذ العام 1993.

ووصلت معدلات تغطية لقا ح هذا المرض وقتها لأكثر من 95 % من مجموع السكان.

 

 

وما زالت البحرين تواصل مسيرتها الرائدة بعزم وثبات، يسندها حرص جلالة الملك المفدى والحكومة الموقرة بقيادة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، لتعزيز موقع البحرين في الشأن الصحي، إذ وجه جلالته في كلمته السامية لدى افتتاحه دور الانعقاد الجاري بإنشاء مشفى ومركز متخصص في مجال الأمراض المعدية، وبتجهيزات تمكّنه من التعامل مع التحديات الصحية وطنيًا وإقليميًا.

وشدد على ضرورة تطوير الخطط الخاصة بتحقيق الأمن الصحي بالاستمرار في توفير أفضل الخدمات الطبية، وبإمكانات وخبرات تستبق المخاطر الصحية.. بالوقاية قبل العلاج.

 

 

 

رئيسة جمعية الأطباء البحرينية الدكتورة غادة القاسم:

البحرين واجهت (كوفيد 19) بحرفية عالية

قالت رئيسة جمعية الأطباء البحرينية الدكتورة غادة القاسم "إن مملكة البحرين تمكنت من التعامل مع جائحة (كوفيد 19) بحرفية عالية على جميع المستويات وفي مختلف القطاعات".

وأشارت إلى أن الأوامر السامية من لدن صاحب الجلالة الملك المفدى، والجهود النوعية لصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الموقر، أسهمت في حصر الأضرار الصحية والاقتصادية والمعيشية للجائحة في أضيق نطاق ممكن، واستطاع الجميع متابعة شؤون حياتهم المهنية والأسرية بيسر وسهولة قدر المستطاع.

ونوهت بالمشاركة الفاعلة للكوادر الصحية والطبية بمملكة البحرين في كتابة قصة نجاح النموذج البحريني، الذي استرعى انتباه العالم نتيجة لما قدمته البحرين من دعم صحي ومالي على صعيد الإجراءات والقوانين، وهو ما خفف كثيرًا من التداعيات السلبية للجائحة.

 

 

 

 

الرئيس التنفيذي لبنك الإبداع خالد الغزاوي:

حزمة الدعم المالية دعمت ثبات مؤسسات القطاع الخاص

أكد الرئيس التنفيذي لبنك الإبداع الدكتور خالد وليد الغزاوي أن الحزمة المالية والاقتصادية التي صدرت بتوجيهات ملكية سامية بقيمة 4.3 مليار دينار بحريني، أسهمت بدعم ثبات مؤسسات القطاع الخاص في مواجهة التحديات التي فرضتها جائحة (كوفيد 19) على الأعمال والأسواق.

وأشار إلى أن تماسك القطاع الصحي واستدامة عمله شكَّل نموذجًا بارزًا على نجاح الفريق الوطني في إدارة أزمة كورونا، يضاف إليه النجاحات الأخرى التي سجلتها البحرين في قطاع العمل والتعليم عن بعد، والتجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية الرقمية وغيرها.

ولفت إلى أن ذلك يعكس جدوى الاستثمارات الكبيرة التي ضختها المملكة في شبكة الانترنت وقطاع تقنية المعلومات والاتصالات، والتقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية والأمن السيبراني.

ويبرز نجاح جهود التحول الرقمي وبناء اقتصاد المعرفة في إطار رؤية البحرين 2030.

 

 

 

خبير تقنية المعلومات يعقوب العوضي:

كورونا برهنت على تقدم المملكة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات

قال خبير تقنية المعلومات يعقوب العوضي "إن جائحة كورونا (كوفيد 19) كانت برهانًا أكيدًا على مدى جهوزية وتقدم مملكة البحرين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.

وذكر أن البنية التحتية القوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ساعدت الجميع على تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من عدوى كورونا، سواء من خلال العمل عن بعد أو عبر الالتزام في المنزل والحصول على جميع الخدمات المعيشية والترفيهية.

وأشار إلى أن البحرين واصلت تسجيل أرقام متقدمة في مجال استخدام تقنية المعلومات والنفاذ إلى شبكة الانترنت، إذ ارتفعت اشتراكات خدمات الاتصالات المتنقلة إلى 2.07 مليون بنهاية العام الماضي، بنسبة انتشار 138 % من مجموع السكان، وخدمات الإنترنت للنطاق العريض إلى 2.35 مليون، بنسبة انتشار 157 %.

وتجاوز مستخدمو الإنترنت نسبة 99 % من السكان، وهذا ما يضع البحرين بمصاف الدول في هذا السياق.

 

 

 

رئيسة التوعية الصحية بجمعية الهلال الأحمر ميسر عوض الله:

تضافر الجهود المجتمعية ساهمت في الحد من انتشار الجائحة ومحاصرة تداعياتها

قالت رئيسة التوعية الصحية بجمعية الهلال الأحمر البحريني ميسر عوض الله "إن الجمعية دربت أكثر من 900 متطوع بحريني على كيفية التعامل مع جائحة فيروس كورونا (كوفيد 19)، وذلك بالتعاون مع والتنسيق مع إدارة الدفاع المدني بوزارة الداخلية وجمعية الخالدية الشبابية".

وبينت أن هذا البرنامج التدريبي التطوعي شمل العديد من المحاور، من بينها: أساسيات الإسعافات الأولية، مكافحة العدوى والتطهير، كيفية استخدام ألبسة الحماية الشخصية والتخلص منها، خلط المواد الكيماوية لعمليات التعقيم والتطهير الداخلية والخارجية، اعتبارات السلامة، أخلاقيات العمل التطوعي والإسعافات الأولية النفسية.

ولفتت إلى أن الأزمة الصحية الراهنة أبرزت دور تضافر جهود المجتمع المدني للتصدي لهذه الجائحة في التقليل من انتشارها ومحاصرة تداعياتها.