اجعل طفلك صديقا لطبيب الأسنان بزيارته دوريا بعد ظهور أول سن
استشارية طب الفم والأسنان د. أمل السمك
احتفل العالم أخيرا باليوم العالمي للطفل وسط مطالبات بالاهتمام بحقوق الطفل وحقه في الحصول على الرعاية الصحية. ولكون أن حق الرعاية الصحية شامل فإن الحفاظ على صحة أسنان هذا الطفل يعد جزءا من حقوقه، في الوقت الذي ما زال يشتكي فيه أطباء الأسنان من عدم وجود الوعي الكافي في العديد من المجتمعات بأهمية الحفاظ على أسنان الطفل.
ومن هذا المنطلق قالت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك إن طبيب الأسنان يجب أن يكون صديقًا للعائلة عمومًا وإلى الطفل خصوصًا، فالمخاوف التي تراود الطفل الصغير بشأن هذا الطبيب يجب أن تتبدد، فدور الطبيب لا ينتهي بخلع سن الطفل. وأضافت: يعتقد العديد أن الطفل قد يصاب فقط بتسوس الأسنان، إلا أن هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن يصاب بها كالتهاب اللثة وتقرحات الفم، وهذه الأمراض يمكن الكشف عنها عن طريق الزيارات الدورية. وتابعت: دائما أنصح ببدء الزيارات مع اختصاصيي صحة الفم، فهم مدربون ومؤهلون لتوفير الوقاية من أمراض الفم والأسنان، لذا مراجعتهم في سن مبكرة والكشف عن العادات غير الصحية تجنب الطفل الكثير من المشكلات مستقبلًا، كما أن هذه الزيارات ستبدد الخوف من طبيب الأسنان أيضًا.
الحفاظ على أسنان الطفل جزء من حقوقه الصحية
هل يعاني الأطفال في سن مبكرة من التسوس؟
نعم، ولاحظنا حديثا أن نسبة كبيرة من الأطفال يعانون من التسوس في سن مبكرة، إذ أصبح التسوس يهاجم الأطفال في عمر 3 سنوات وأقل من هذا العمر، وقد يمكن علاج هذا التسوس بعلاج العصب في هذه الحالة، مع إبقاء السن في مكانه، إلا أنه في بعض الأحيان يصل التسوس إلى مرحلة لا يكون هناك خيار أمام طبيب الأسنان إلا خلع السن قبل موعد سقوطه.
ما تأثير خلع السن قبل وقت سقوطه على الطفل؟
يجهل العديد أن خلع السن اللبني قبل أوانه أو موعد سقوطه قد يؤثر على الطفل بشكل كبير، فالأسنان اللبنية مهمة جدًا للطفل فيما يتعلق بأهمية المضغ، ودورها في عملية النطق والكلام، إضافة إلى أن سيكولوجية الطفل قد تؤثر عليه نفسيًا، فالطفل يتأثر إذا كانت الأسنان مخلوعة، وكثيرًا ما نواجه أطفالا يرفضون التحدث أو حتى الضحك؛ بسبب خلع الأسنان في غير وقته.
كما أن خلع السن قبل وقت سقوطه قد يسبب اعوجاجا في باقي الأسنان، إذ إن مهمة السن اللبني هي الحفاظ على مسافة للسن الدائم، لذا فإن في حال خلع السن اللبني في سن مبكرة قد تتحرك الأسنان وتغلق هذه المسافة قبل ظهور السن الدائم، ما قد يعرض الطفل إلى مضاعفات، لذا دائما ما ننصح بمتابعة الطفل بعد خلع السن اللبني في سن مبكرة إضافة إلى ضرورة وضع حافظ المسافة، الذي يعد خيارا مناسبا لمنع تحرك الأسنان.
هل تلعب الوراثة دورًا في تسوس الأسنان عند الأطفال؟
نعم، فالعوامل الوراثية تلعب دورًا في التسوس، فإذا كان أب أو أم الطفل يعانيان من التسوس بشكل كبير فالطفل قد يكون عرضة إلى الإصابة بالتسوس. وتتحكم في ذلك أيضًا العادات الغذائية للعائلة، فالطفل الذي ينشأ في بيئة عاداتها الغذائية قائمة على السكريات فإنه من المتوقع أن ينتشر عنده التسوس وفي العائلة أيضا؛ بسبب هذه العادات.
ما أمراض الأسنان التي قد يعاني منها الطفل أيضًا؟
أمراض الأسنان لدى الأطفال لا تقتصر فقط على تسوس الأسنان كما يعتقد البعض، فعالميًا 80 % من الأطفال يعانون من التسوس، إلا أن هناك نسبة منهم يشتكون من التهابات في اللثة واحمرارها.
إن الزيارات الدورية دائما ما تكشف الأمراض التي قد لا يتلفت إليها الأهل، فقد يعاني الطفل من عدم انتظام نمو الفكين، بحيث يكون السفلي متقدمًا إلى الأمام عن الفك العلوي، لذا يمكن تدارك هذه المشكلة في عمر 7 إلى 9 أعوام، لتحديد ما إذا كان هناك عدم توازن في نمو الفكين ولتحويل الطفل لاختصاصي التقويم مع وضع خطة علاج مناسبة لتجنب تفاقم المشكلة، خصوصًا أنه إذا استمر تقدم الفك بشكل غير طبيعي من الممكن أن يحتاج الطفل إلى الجراحة. ولتفادي هذه العملية الجراحية يكون الخيار الأفضل الانتظام في الزيارات الدورية لطبيب الأسنان وإعطاء الخطة المناسبة وتحويل الطفل لاختصاصي التقويم قبل أن تصل المشكلة إلى مراحل معقدة.
كما أن الزيارات الدورية قد تكشف التقرحات التي يمكن يصاب بها الطفل، إضافة إلى أن طبيب الأسنان قد يكتشف بعض الأمراض المزمنة التي قد يكون الطفل مصابا بها مثل أمراض الدم، فبعض الأمراض تكون بداية أعراضها في الفم، وفي هذه الحالة سيرشد طبيب الأسنان الأهل لزيارة الطبيب المختص للكشف عن هذه الأمراض.
وقد يعاني الطفل أيضًا من التهاب العصب، التهاب اللثة، رائحة الفم بسبب التسوس، جفاف الفم بسبب أودية الأمراض المزمنة، اعوجاج الأسنان، تخلخل الأسنان بسبب الضربات، والعيوب الخلقية في تجويف الفم، جميع هذه الأمراض قد يكون الطفل معرضا لها، لذا فإن الزيارات الدورية ستساعد على وضع خطة العلاج المناسبة.
كيف يمكن حماية أسنان الطفل؟
تبدأ مهمة الحفاظ على أسنان الطفل منذ الصغر بالامتناع عن السكريات، إلا أنه في عمر 7 سنوات يظهر السن الدائم الأول، لذا يمكن وضع المادة البلاستيكية الوقائية المانعة للتسوس مع وصف مضمضة الفلورايد الموجود في معجون السن على ألا تتجاوز النسبة الموجودة في المعجون للطفل الصغير 500 جزء من الألف؛ تجنبًا لبلع كمية أعلى من الفلورايد، على أن يكون تحت مراقبة الأهل، فعلى الرغم من أهمية مادة الفلورايد لتقوية الأسنان وتقوية سطح المينا في السن لمنع التسوس، إلا أن زيادة الكمية قد تتسبب في ظهور بقع على الأسنان، كما أنه يسبب هشاشة الأسنان وتعرضها للكسر، إضافة إلى أنه قد يصاب الطفل بالتسمم إذا زادت الكمية عن الكمية المحددة. كما يجب أن يعتاد الطفل على غسل الأسنان بمعدل مرتين في اليوم، خصوصا قبل النوم.
كيف يتم تحديد الزيارات الدورية لطبيب الأسنان بالنسبة للأطفال؟
هناك 3 فئات يقوم طبيب الأسنان بناءً عليها بتحديد الزيارات الدورية، فهناك فئة أقل عرضة للتسوس، وهنا يتم تحديد زيارات متباعدة للطفل مع اختصاصي صحة الفم، وفي حال كانت هناك مشكلة يتم تحويله إلى طبيب الأسنان. أما الفئة الثانية فهي الفئة المتوسطة التي تحتاج إلى متابعة كل 6 أشهر أو سنة لتطبيق مادة الفلورايد مع إجراء تدخل بسيط.
أما الفئة الأخيرة فهي فئة الأطفال الذين يشكون من الأمراض المزمنة التي تستدعي إلى أخذ أدوية ضرورية قد تؤثر على الأسنان، وفي حال كان لدى الطفل عادات غذائية خاطئة ولا يمكن للأهل السيطرة عليها تكون المراقبة مقربة كل 6 شهور منتظمة في العيادة لتطبيق الفلورايد مع فحص الأسنان وإجراء الأشعة، فقد يكون التسوس جانبيا لا يراه الطبيب، خصوصًا أن الأسنان اللبنية لديها القابلية لانتشار التسوس بداخلها أكثر من الدائمة.
ما البرامج الوقائية التي يمكن أن تحافظ على أسنان الأطفال؟
تعطي الدول المتقدمة أهمية كبيرة إلى الأسنان، وتكون هناك برامج وقائية منظمة من عمر 6 إلى 18 سنة، ومن هذا المنطلق نظم مركز يوني كير وطب الأسنان برنامجا وقائيا أطلق عليه «يوني كيدز» للأطفال البالغين من العمر عامين، وللأطفال الذين تتراوح أعمارهم من 3 إلى 5 سنوات، وبرنامج إلى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 7 و12 سنة؛ لأهمية هذه المراحل من عمر الطفل، فهي مراحل تساقط الأسنان اللبنية وظهور الأسنان الدائمة، وهي الفترة التي يمكن إجراء التطبيقات الوقائية فيها لمنع التسوس.
وفي هذا البرنامج وخلال الفترة المحددة يتم مراقبة الطفل بوضع مادة الفلورايد بحسب التصنيف الذي ينتمي له الطفل، مع وضع خطة مناسبة له للحفاظ على أسنانه، حتى يكون صديقا إلى طبيب الأسنان؛ وذلك لمنع التسوس، والكشف عن وجود نمو غير منتظم في الفكين من عدمه. إن مهمتنا أطباء الأسنان متابعة المريض ومتابعة مدى جودة العلاج المقدم له، فهذا جزء من نجاح خطة العلاج، لذا لا بد من الالتزام بخطة العلاج والالتزام بالمواعيد.
وشددت استشارية طب الفم والأسنان في مركز يوني كير وطب الأسنان د. أمل السمك على أهمية الفحص الدوري منذ ظهور أول سن. جاء ذلك خلال حديثها مع «صحتنا في البلاد»، وفيما يلي نص اللقاء.