+A
A-

د. علي حسن: سرطان البروستاتا مرض الشيخوخة.. والكشف المبكر "خير من العلاج"

أكد اختصاصي الأورام الدكتور علي حسن أن سرطان البروستاتا يصيب معظم الرجال ممن تجاوزوا 65 سنة.

وهو ما يؤكد أهمية الفحص المبكر قبل هذا العمر بأكثر من 10 سنوات على الأقل؛ لاكتشاف الورم قبل انتشاره، ومحاصرته وعلاجه، إذ تتوافر العديد من العلاجات الناجحة بنسبة عالية جدًا.

ولفت في حواره مع "صحتنا" إلى أنه لا دليل علمي حتى الآن عن دور الطعام المباشر في تشكل السرطانات، منبهًا على أهمية الكشف المبكر لمن لديهم تاريخ عائلي بالإصابة بالسرطان.

وأشار إلى أن فحص البروستاتا يعتبر حاليًا من الفحوص البسيطة والتي لا تتطلب جهدًا من المريض، وتعطي إجابات دقيقة وواضحة جدًا تمكّن من اتخاذ قرارات، وتمنع حدوث ضرر كبير على المريض وإنقاذ حياته، والحفاظ على جودة حياته.

 

ما هو سرطان البروستاتا؟

يتكون السرطان بفعل اختلال نظام ضبط انقسام الخلايا في جسم الإنسان.

وإن اختلال هذا النظام لأي سبب كان يُحدث طفرة تؤدي إلى انقسام غير منتظم وغير محدود، ما يؤدي إلى نشوء الورم.

وعادة عندما ينشأ الورم يعمل جهاز المناعة على ضبط هذا الخلل وإصلاحه، وحينما لا يتمكن من إصلاحه يقوم بمهاجمته، وهذه الميكانيكا أيضًا تمثل حماية للجسم.

وبعض المرضى تختل لديهم هذه الحماية، ما يؤدي إلى نشوء السرطان، فالسرطان يمكن أن ينشأ في أي جزء من جسم الإنسان، إلا أنه عادة ما ينشأ في الأجزاء سريعة النمو كالثدي لدى المرأة، والبروستاتا لدى الرجل، والقولون، والأنف والأذن والحنجرة والرئة.

إذن، فسرطان البروستاتا هو عبارة عن خلل في نظام انقسام الخلايا في البروستاتا، أدى في نهاية المطاف إلى نشوء السرطان في هذا العضو.

 

ما أهمية البروستاتا؟

تعمل البروستاتا وكأنها حارس على المثانة، فأي مشكلة تحصل في هذا العضو يمكن أن تؤدي إلى إغلاق المجرى.

ولحسن الحظ أن هذا الأمر لا يحصل منذ البداية في الأورام، وإنما يحصل في مرحلة متأخرة، حينما يدخل الورم على مجرى البول.

والجيد أن الورم الخبيث عادة ينمو في الأطراف، ويضغط في البداية على مجرى الخروج، ثم يضغط باتجاه المثانة.

 

ما أسباب نشوء هذا الورم؟

التقدم في العمر هو أبرز الأسباب، فوصول الرجل لسن 60 وحده كافٍ لأن يكون دافعًا له نحو إجراء الفحص المبكر، ولذلك ينصح بإجراء الفحص قبل 10 سنوات، خصوصا في حال وجود تاريخ عائلي بالإصابة به قبل 60 سنة، مما يضاعف احتمالات الإصابة به إلى ضعفين أو 3 أضعاف.

والسمنة كذلك تلعب دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بأورام عديدة.

أما الطعام فلا وجود لإثبات علمي حتى اليوم بدوره في نشوء السرطان من عدمه، أما بالنسبة للسكريات والدهون فهي ليس ذات علاقة مباشرة في تكون السرطانات، وقول ذلك ما زال في إطار كونه نظرية، إلا أنه قد يكون سببًا غير مباشر من خلال تسببه بالسمنة للشخص.

 

ما عوامل الخطورة في سرطان البروستاتا؟

أكثر عوامل خطورة هذا المرض أنه مرض صامت في معظم مراحل نموه، والتي تصل إلى سنوات، فعادة يطلق عليه أنه مرض الرجال فوق 65 سنة، إلا أنه يتكون قبل هذا العمر بسنوات.

 

هل يمكن لتضخم البروستاتا أي يكون حميدًا؟

التضخم الحميد هو الأكثر شيوعًا، لكن عادة هذا التضخم يسبب مشاكل في مجرى البول، ومن الممكن علاجه بالأدوية أو الاستئصال الجزئي.

 

ما احتمالية الإصابة به لدى الرجال؟

قد تصل نسبة من يعانون من أعراضه ممن تجاوزوا 60 سنة معدل 10 إلى 20 %، ومع ارتفاع العمر تزداد النسبة.

وللأسف، إن ظهور الأعراض دليل على أن المرض بلغ مراحله المتقدمة، فمعظم المرضى يذهبون للعيادة للشكوى من آلام في العظام، وهي مرحلة متقدمة من السرطان، إذ إن هذا النوع من السرطان يحب العظم.

والأفضل في جميع الأحوال اكتشاف المرض مبكرًا، مما يرفع من نسبة الشفاء منه، إذ تتوافر العديد من العلاجات التي تشفي من هذا المرض بنسبة كبيرة جدًا.

 

ما فرص التعافي من هذا السرطان في مختلف مراحله؟

الحديث عن الشفاء قبل مرحلة الانتشار ممكنة وبفرص ممتازة، إلا أنه في حال دخوله مرحلة الانتشار، فإنه وبحسب ما هو متوافر من العلم والمعرفة لا نتحدث عن الشفاء، ولكن بالإمكان احتوائه لفترات قد تصل إلى سنوات طويلة.

وهناك أدوية كثيرة، وبعض العلاجات هي الملاحظة فقط، لأن هذا المرض صامت عادة، وبطيء في النمو في أوقات كثيرة جدًا.

وأحد طرق العلاج منه قبل انتشاره هو استئصاله، وهو العلاج التقليدي.

وفحص البروستاتا يعتبر حاليًا من الفحوص البسيطة والتي لا تتطلب جهدًا من المريض، ويعطي إجابات دقيقة وواضحة جدًا تمكّن من اتخاذ قرارات تمنع حدوث ضرر كبير على المريض وإنقاذه، والحفاظ على جودة حياته.

 

ما الوقت المناسب للبدء في الفحص المبكر؟

الدراسات توصي بإجراء هذا الفحص قبل عمر 60 سنة، والأفضل من ذلك الفحص في سن 55 أو 50 سنة، خصوصًا للأفراد الذين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بالأورام، منها البروستاتا، وهو ما يحدد مستوى الخطورة.

فوجود أحد أفراد العائلة ممن لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي أو المبايض، فإن ذلك يعد مؤشرًا لاحتمال إصابة الذكور منهم بأورام البروستاتا بنسبة 20 %.

 

ما العمر الذي يمكن أن نتحدث فيه عن تجاوز الرجل لخطر الإصابة بهذا السرطان؟

للأسف، إن هذا النوع من السرطانات يزيد مع العمر، فلا وجود لعمر معين يمنحك الأمان من الإصابة به.

ولكن لحسن الحظ أن هذا النوع من السرطانات لا يسبب مشاكل لكل المرضى، فواحد من بين 10 أشخاص من الممكن إصابته بسرطان البروستاتا طوال حياته، ولكن واحد من بين 50 من الرجال عموما يمكن أن يتوفى بسبب سرطان البروستاتا.

 

كيف تقيم مستوى الوعي بهذا المرض؟

نحن بحاجة إلى التوعية بأهمية الفحص المبكر والاستمرار فيهما، فالفحص موجود في المراكز الصحية، ويشمل فحص الدم والفحص الموضعي.

وفحص الدم لا يكفي، فالفحص اليدوي مهم جدًا، وقد لا تتمكن من التقاط السرطان بمجرد تحليل الدم.

الأمر الآخر الذي أؤكد على أهميته هو الفحص السنوي، إذ يجرى هذا الفحص عادة في المراكز الصحية لدى أطباء المسالك البولية.

ونسبة المرضى الذين يتم اكتشافهم بواسطة الفحص المبكر قليلة جدًا، فغالب الحالات تكون في مرحلة الانتشار أو في مرحلة التضخم الموضعي الذي تجاوز الحجم الصغير الممكن شفاؤه تمامًا.

وبالإمكان شفاء العضو دون الاستئصال قبل الانتشار، ومن دون الحاجة لعملية جراحية، إلا أن نسبة الشفاء تقل تبعًا لحجم الورم.

 

ما أبرز التحديات التي تواجه عملية اللجوء لاستئصال البروستاتا؟

للبروستاتا أهمية أكثر من بقية الأعضاء التي بالإمكان استئصالها، إذ يلعب دورًا مهمًا في الجهاز التناسلي.

وواحدة من أهم المشاكل الصامتة لسرطانات البروستاتا تتمثل في معاناة الرجال وامتناعهم عن العلاج خشية فقدانهم رغبتهم الجنسية.

والاستئصال عادة لا يفقد الرجل رغبته إلا أنه قد يؤثر على وظيفة المستقيم، ومع ذلك هذا الأمر له علاج، إلا أن المشكلة وجود الحرج من قبل الطبيب والمريض في الوقت نفسه من الحديث في هذا الموضوع، الأمر الذي ينتهي بمعاناة المريض.

لا بد من الوعي أن العلاج بلا شك له أعراض جانبية، وتؤثر على نوعية حياة المريض، إلا أن التقدم التكنولوجي استطاع أن يجد العديد من الحلول التي تحافظ على جزء من رغبة الرجل.

وأعراض العلاج الجانبية التي يتخوف الطرفان من الحديث حولها هي تسببها في حدوث الضعف الجنسي، لاسيما مع الجراحة والعلاج بأشعة الليزر، إلا أن العلاجات الهرمونية تؤدي للضعف الجنسي، إضافة إلى خفض الرغبة.

عمومًا، من المهم أن يتم النقاش حول هذا الموضوع، فمشاكل ومضاعفات العلاجات لسرطان الورم معروفة، وفي كثير منها نعرف كيف نتعامل معها، بحيث يمكن لنا أن نحقق للمريض السيطرة على المرض، وإمكانية الشفاء منه، إضافة إلى المحافظة على جودة حياة المريض ومقدرته على ممارسته حياته بشكل طبيعي.

 

ما النصيحة التي توجهها في هذا المجال؟

هذا المرض صامت ويصيب معظم الرجال، وكلما تقدم العمر ارتفعت فرصة الإصابة به، فلا تنتظر الشعور بالأعراض، فالفحص ممكن وسهل، وهو مطلوب لجميع الرجال فوق 50 سنة، ويتم إجراءه بشكل سنوي، أو حسب تقييم الطبيب المختص.

وكذلك من لديه تاريخ عائلي بوجود أورام، فإنه بحاجة إلى إجراء فحوصات دورية مبكرة جدًا.

وبالنسبة للغذاء، فالأكل الصحي الطبيعي والرياضة والنوم الكافي جميعها مهمة في تقوية مناعة الجسم والتقليل من احتمالية الإصابة بالأورام، وتحسين فرص الشفاء منها.

عمومًا، هذا المرض من الممكن علاجه، وذلك من خلال الجراحة أو الليزر أو الهرمونات أو الكيماوي، الذي ثبت علميًا أنه أحد الخيارات الفعالة لعلاج بعض الحالات.

وفي حال انتشار المرض، فإنه من الممكن السيطرة عليه لفترات طويلة تصل لسنوات، مع المحافظة على نوعية حياة جيدة للمريض وشبه طبيعية.