انتشار "الإكترونية" ارتفع 900 % خلال السنوات الماضية
أستاذ طب الأسرة والمجتمع بروفيسور فيصل الناصر
لدى أستاذ طب الأسرة والمجتمع البروفيسور فيصل عبداللطيف السليمان الناصر ما يقوله، وهو الذي يمتلك خبرة طويلة، خصوصا أنه مثل مملكة البحرين في الاتحاد الدولي لمكافحة التدخين وعمل مستشارًا للمنظمة العالمية لأطباء العائلة فضلًا عن سنوات عمله أستاذا بكلية الطب والعلوم الطبية بجامعة الخليج العربي، وله مواقف وآراء ومقالات وبحوث، ويؤكد لنا بالقول إن السيجارة الإلكترونية بدأت في الانتشار بصفة غريبة جدًا في كل دول العالم، وكذلك الشيشة الإلكترونية في دول الشرق الأوسط بحكم أنها أكثر استخدامًا للشيشة، والسيجارة الإلكترونية كما هو ملاحظ انتشرت كثيرًا بين الشباب لا سيما بين طلاب المدارس، وتشير بعض الدراسات إلى أنها زادت 900 بالمئة انتشارًا خلال السنوات القليلة الماضية، وأوضحت بعض الدراسات أن 40 بالمئة من طلبة المدارس لم يكونوا من المدخنين سابقًا، ولكن انبهروا بها وبدأوا في استخدامها.
ومن أهم أسباب الانتشار الانطباع الخاطئ أنها أقل ضررا من التدخين، وتكلفتها أقل من السجائر ومن الشيشة، وكذلك هي صنعت بأشكال جذابة تغري الشباب من الألوان والأحجام وتعطي طعمًا مستساغ بالنسبة للشباب بخلاف تدخين السجائر العادية الذي يعطي طعم حرق الورق والنيكوتين ومواد أخرى، ولكن بالسيجارة الإلكترونية يتم إضافة نكهات مختلف أنواع الفواكه أو المواد الغذائية أخرى.
وإضافة إلى النيكوتين، وهم أهم عنصر، هناك ما يسمى بروبيلين جلايكول وهو إضافات للمواد الغذائية تخلط مع النيكوتين والجليسرين، ومن المواد الخطرة ما يسمى الإثيلين جلايكول، وهو مادة رئيسة في تركيبة مبردات «الريديتر» في السيارة لمنع تجمد الماء، أما محليات الطعم فهي مواد كيماوية لها أضرار كبيرة. وينبغي من الشباب عدم تدخين هذه السيجارة لأنها خطر، وخطرها يمتد للقلب والرئتين بسبب استنشاق كميات الدخان التي تخرج من السيجارة الإلكترونية أو الشيشة، كما أن لها علاقة بضيق التنفس وأمراض الشرايين والسكتة القلبية، والسيجارة الإلكترونية بحكم وجود النيكوتين فهي تسبب الإدمان وليس كما يقولون بالمفهوم الخاطئ إنها لا تسبب الإدمان، أما القول بأنها تساعد على إيقاف التدخين فغير صحيح، إذ تقع في دائرة الإدمان وتدخن بشراهة مع مرور الوقت، والنوعيات الجديدة من الأجهزة وموادها السائلة والشرارة التي تسخن تلك المواد قد تخفي العديد من المواد الخطيرة.
وأخطر ضرر بالنسبة للمراهقين والشباب يكمن في أن المخ لم يكتمل نموه لديهم، فبالتالي عندما يدخنون تلك السيجارة فإن موادها تؤثر على نمو المخ ومراكز فيه، وقد يمنع ذلك النمو المتكامل للمخ، وينتج عنه اضطراب في المزاج وكذلك الشرارات الكهربية في المخ ورد فعله، والتأثير على سلوكيات الفرد ونسبة التعلم والإدراك، هذه كلها مخاطر لا بد من وضعها في الاعتبار، بالإضافة إلى هناك مواد ضارة وهي معادن ثقيلة في التبغ أو السائل متبخرة وبعضها منتجات تحوي البنزين، وبعض العوادم التي تصدر عن السيارات يوجد نسبة منها، فبعد ذلك نقول إنها ليست طريقًا آمنًا، وننصح الكل أن يعرف مضارها ومكوناتها.