+A
A-

7مواد غاية في الخطورة تجتمع في السيجارة الإلكترونية «سحبة الديجيتال»...

إعداد‭: ‬سعيد‭ ‬محمد

بينما‭ ‬كان‭ ‬المواطن‭ ‬‮«‬ع‭.‬ك‮»‬‭ ‬يستعد‭ ‬لصلاة‭ ‬الفجر،‭ ‬نهض‭ ‬من‭ ‬فراشه‭ ‬لينظر‭ ‬من‭ ‬نافذة‭ ‬غرفته،‭ ‬ورأى‭ ‬بالصدفة‭ ‬ابنه‭ ‬يجلس‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬فسأله‭: ‬‮«‬صليت‭ ‬بابا؟‮»‬،‭ ‬فرفع‭ ‬الشاب‭ ‬رأسه‭ ‬بتثاقل‭ ‬وعيناه‭ ‬غائرتان،‭ ‬فصدم‭ ‬الأب‭ ‬ونزل‭ ‬إلى‭ ‬الولد‭ ‬سريعًا‭ ‬ليطمئن‭ ‬عليه‭.. ‬طلب‭ ‬الأب‭ ‬من‭ ‬ابنه‭ ‬أن‭ ‬يقف‭ ‬على‭ ‬رجل‭ ‬واحدة‭ ‬فلم‭ ‬يستطع،‭ ‬وكان‭ ‬يؤكد‭ ‬أنه‭ ‬بخير‭ ‬وعلى‭ ‬ما‭ ‬يرام‭ ‬لكن‭ ‬وضعه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬كذلك‭.. ‬فتشه‭ ‬جيدًا‭ ‬واستخرج‭ ‬من‭ ‬جيبه‭ ‬‮«‬سيجارة‭ ‬إلكترونية‮»‬،‭ ‬وفتش‭ ‬غرفته‭ ‬فرأي‭ ‬ثانية‭ ‬وثالثة‭ ‬ورابعة‭ ‬بل‭ ‬وعبوات‭ ‬التبغ‭ ‬بأنواع‭ ‬وأشكال،‭ ‬فبدأت‭ ‬عملية‭ ‬التشديد‭ ‬والسؤال‭ ‬والبحث‭ ‬ليكتشف‭ ‬الأب‭ ‬وعم‭ ‬الولد‭ ‬وجود‭ ‬مادة‭ ‬خطرة‭ ‬ممزوجة‭ ‬بالتبغ،‭ ‬وكانت‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬ذات‭ ‬الوقع‭ ‬الصادم‭ ‬على‭ ‬الوالد‭ ‬هي‭ ‬لحظة‭ ‬‮«‬وقفة‮»‬‭ ‬بالتفاهم‭ ‬والحكمة،‭ ‬حتى‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬ابنه‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الخطر،‭ ‬وصد‭ ‬عنه‭ ‬رفقاء‭ ‬السوء‭ ‬الذين‭ ‬شجعوه‭ ‬على‭ ‬تجربة‭ ‬تلك‭ ‬المادة‭ ‬السامة‭.‬

ربما‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬قصص‭ ‬أخرى،‭ ‬فظاهرة‭ ‬السيجارة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وبشكل‭ ‬مذهل‭. ‬وفي‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬أصبحنا‭ ‬نرى‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬والمجمعات‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬خارج‭ ‬وداخل‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬وفي‭ ‬الطرقات،‭ ‬صغارًا‭ ‬يسحبون‭ ‬تلك‭ ‬السموم‭ ‬ويدخلونها‭ ‬إلى‭ ‬رئاتهم‭.. ‬وحسب‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬تداولتها‭ ‬الصحافة‭ ‬عن‭ ‬رئيسة‭ ‬مجموعة‭ ‬مكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬والتبغ‭ ‬بوزارة‭ ‬الصحة‭ ‬عضو‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬والتبغ‭ ‬بأنواعه‭ ‬ومنتجاته‭ ‬إجلال‭ ‬العلوي‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬عيادات‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التبغ‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬بلغ‭ ‬673‭ ‬شخصًا،‭ ‬فيما‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الزيارات‭ ‬1367‭ ‬زيارة‭ ‬وفق‭ ‬إحصاء‭ ‬العام‭ ‬2019،‭ ‬ويقدر‭ ‬معدل‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التبغ‭ ‬بين‭ ‬الأشخاص‭ ‬المترددين‭ ‬على‭ ‬عيادات‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التبغ‭ ‬الذين‭ ‬مر‭ ‬على‭ ‬متابعتهم‭ ‬في‭ ‬العيادة‭ ‬6‭ ‬أشهر‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬ممن‭ ‬تزيد‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬سنة،‭ ‬بـ‭ ‬54‭ ‬بالمئة،‭ ‬ومن‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬18‭ ‬عامًا‭ ‬بنسبة‭ ‬46‭ ‬بالمئة،‭ ‬وربما‭ ‬تكون‭ ‬البيانات‭ ‬الإحصائية‭ ‬للعامين‭ ‬2020‭ ‬و2021‭ ‬تحمل‭ ‬مؤشرات‭ ‬جديدة،‭ ‬لكن‭ ‬وفق‭ ‬ظروف‭ ‬الجائحة‭ ‬قد‭ ‬يتأخر‭ ‬صدورها‭.‬

 

من‭ ‬المهم‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬اللجنة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التدخين‭ ‬والتبغ‭ ‬تشرف‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬برامج‭ ‬مكافحة‭ ‬التبغ‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التبغ‭ ‬واعتمادها‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬العام‭ ‬2017‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أفضل‭ ‬الممارسات‭ ‬العالمية؛‭ ‬لتكون‭ ‬خارطة‭ ‬طريق‭ ‬لتطبيق‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭. ‬وتختص‭ ‬هذه‭ ‬اللجنة‭ ‬بوضع‭ ‬الاشتراطات‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭ ‬لتقليل‭ ‬الخطر‭ ‬الناجم‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬التبغ،‭ ‬وإعداد‭ ‬الدراسات‭ ‬والبحوث‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمعدلات‭ ‬استهلاك‭ ‬التبغ‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتقديم‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المعدلات،‭ ‬وإعداد‭ ‬سياسة‭ ‬إعلامية‭ ‬تستهدف‭ ‬توعية‭ ‬المجتمع‭ ‬بأضرار‭ ‬التبغ،‭ ‬وإقرار‭ ‬شروط‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬طلبات‭ ‬الترخيص‭ ‬لاستيراد‭ ‬أو‭ ‬بيع‭ ‬أو‭ ‬توزيع‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ،‭ ‬ودراسة‭ ‬التقارير‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإعداد‭ ‬المحلات‭ ‬المرخص‭ ‬لها‭ ‬ببيع‭ ‬التبغ‭ ‬وإقرار‭ ‬التوصيات‭ ‬المناسبة‭ ‬بشأنها،‭ ‬واقتراح‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬للمساعدة‭ ‬على‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬التبغ‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وتصميم‭ ‬وتنفيذ‭ ‬برامج‭ ‬فعالة‭ ‬بهدف‭ ‬التشجيع‭ ‬على‭ ‬الإقلاع‭ ‬عن‭ ‬تعاطي‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ،‭ ‬ومراجعة‭ ‬واقتراح‭ ‬الحد‭ ‬الأعلى‭ ‬المسموح‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬النيكوتين‭ ‬والقطران‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المواد‭ ‬الضارة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ،‭ ‬ومتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬والتوصيات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬ومنظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬ومجلس‭ ‬الصحة‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬ووضع‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬حماية‭ ‬الجمهور‭ ‬من‭ ‬دخان‭ ‬منتجات‭ ‬التبغ‭.‬