الربو من أكثر الأمراض شيوعا بين الأطفال... وللعامل الوراثي دور في انتقال المرض
استشاري طب الأطفال والجهاز التنفسي والربو د. هشام العكري
أكد استشاري طب الأطفال والجهاز التنفسي والربو في مدينة البحرين الطبية د. هشام العكري أن الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا لدى الأطفال، مشددًا على أهمية السيطرة عليه بوضع خطة علاجية تتناسب مع الطفل لمنع تفاقم المرض، الذي قد يؤدي إلى حدوث مشكلات على المدى القصير والبعيد. وقال العكري «إن العامل الوراثي من العوامل الرئيسة في الإصابة في الربو لدى الأطفال.
جاء ذلك خلال لقاء «صحتنا في البلاد» مع استشاري طب الأطفال والجهاز التنفسي والربو في مدينة البحرين الطبية، التي تقدم مختلف الخدمات الطبية إلى المرضى، وفيما يلي نص اللقاء:
ارتخاء الحنجرة مرض شائع لدى الأطفال حديثي الولادة
ما الخدمات التي تقدمها عيادة الأطفال في مدينة البحرين الطبية؟
تقدم عيادة الأطفال في مدينة البحرين الطبية خدمة معاينة الأطفال سواء إلى الأمراض الحادة أو المزمنة والتي تستمر بين أشهر وسنوات أو قد تستمر مدى الحياة، إذ نعاين في العيادة مشكلات الأطفال الشائعة التي تشمل أمراض الجهاز التنفسي كالتهابات الجهاز التنفسي والربو والنزلات المعوية وأمراض حديثي الولادة والإمساك، إضافة إلى توفير خدمات فحص المواليد الجدد والفحص الدوري للأطفال ومتابعة التطور والنمو. كما نوفر في العيادة لقاح الانفلونزا الموسمي والتحاليل المخبرية والأشعة، إضافة إلى أنه تم تخصيص غرفة معالجة تستخدم لصرف المحاليل الوريدية والأدوية سواء التي في العضل أو الوريد، كما تتوافر أدوية البخار عند الحاجة لمرضى الجهاز التنفسي. وتغطي العيادة جميع أمراض الأطفال من الولادة إلى عمر 18 عاما، كما تغطي العيادة المشكلات الحادة الطارئة.
ما أمراض الجهاز التنفسي؟
تقسم أمراض الجهاز التنفسي إلى التهابات الجهاز التنفسي العلوي، من التهابات الحلق واللوزتين ووالحنجرة، وتصيب هذه الالتهابات مختلف الأعمار من الولادة إلى المراهقين. أما القسم الثاني فهو التهاب الجهاز التنفسي السفلي، وقد يصاب به الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين بشكل كبير، إذ إن نزلات البرد تتسبب لديهم في التهاب الجهاز التنفسي السفلي والقصبات الهوائية، ما يؤدي إلى صعوبة في التنفس، وقد يستدعي ذلك دخولهم المستشفى.
ما أكثر أمراض الجهاز التنفسي شيوعًا؟
يعد الربو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا عموما، لذا من المهم السيطرة عليه لمنع تفاقم المرض، الذي قد يؤدي إلى حدوث مشكلات على المدى القصير والبعيد، إذ إن الربو قد يسبب صعوبة في التنفس، ما يعيق ممارسة الحياة بشكل طبيعي، فقد يصاب الطفل بصعوبة في التنفس جراء إقامة مجهود بسيط، إضافة إلى أن الربو يؤدي في كثير من الأحيان إلى حدوث كحة مزمنة تعيق الطفل في النوم أو حتى أثناء النهار ما يؤثر على سير حياته بشكل طبيعي.
أما على المدى البعيد فقد يصاب الطفل بصعوبة في التنفس ويصاحب ذلك صفير أثناء التنفس، كما أن عند حدوث النوبات يشتكي الطفل من عدم القدرة على التنفس بشكل صحيح، إذ قد يتعرض الطفل المصاب إلى نقص في الأكسجين ما يستدعي إدخاله المستشفى للسيطرة على نوبة الربو، وحدوث ذلك قد يؤثر على العائلة بأكملها.
ويصنف الربو بأنه ضمن الأمراض المزمنة، إذ إن الطفل يعاني منها طوال السنة، إلا أنه هناك بعض المهيجات التي تزيد من حدة النوبة والتي تكون تحديدا في فصل الشتاء، ويكون ذلك نتيجة لسرعة انتقال العدوى في فصل الشتاء بسبب نزلات البرد، وهناك أعداد كبيرة من الأطفال الذين يشكون من أعراض الربو، لذا نشدد على أهمية الحصول على التشخيص الصحيح والعلاج المناسب لتجنب النوبات المتكررة.
لا توجد إثباتات علمية بشأن الفيتامينات ودورها في الوقاية من نزلات البرد
متى تبدأ أعراض الربو عند الأطفال؟
معظم حالات الربو تبدأ أعراضها في مرحلة الطفولة المبكرة، إلا أنه يمكن أن تبدأ في أي عمر من عمر الطفولة، إلا أن جزءا كبيرا من الأطفال تبدأ الأعراض لديهم قبل دخول سن المدرسة، وقد تختفي أو تقل الأعراض تدريجيًا عند بلوغ سن المدرسة، لكن في بعض الحالات تستمر هذه الأعراض. ونشدد دائما على أهمية الفحص المبكر عند وجود أعراض الربو لدى الأطفال، فقد يخشى البعض من الربو حتى بات يطلق عليه أسماء مختلفة كحساسية الصدر أو حساسية الرئتين، إلا أن جميع هذه المسميات تدل على وجود حساسية في الجهاز التنفسي السفلي أو ما يطلق عليه بالربو، لذا فإن التشخيص المبكر واتباع خطة علاج مناسبة للطفل المصاب سيساهم في الحد من المضاعفات التي يمكن أن تحدث على المدى البعيد.
هل تلعب الوراثة دورًا في الإصابة بالربو؟
يعد العامل الوراثي من العوامل الرئيسة في الإصابة في الربو لدى الأطفال، خصوصًا في الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية الذين يعانون من حساسية في الجهاز التنفسي، ففي هذه الحالة يكون هناك استعداد وراثي لدى الطفل للإصابة بحساسية الصدر أو ما يطلق عليه بالربو، فالأخير يمكن أن نشبهه بمرض السكري الذي لا ينتقل وراثيًا ولكن وجود العامل الوراثي يلعب دورًا في انتقاله. ولا تقتصر الإصابة على العوامل الوراثية فقط، فالعوامل البيئية تلعب دورًا في الإصابة أيضا.
ما أكثر الأمراض شيوعًا لدى الأطفال حديثي الولادة؟
أمراض الجهاز التنفسي هي الأكثر شيوعًا، إلا وهناك عدد من الأطفال حديثي الولادة يشكون من ارتخاء الحنجرة، الذي يؤدي إلى وجود صوت أثناء التنفس، إذ يعاني الطفل من صعوبة في التنفس ويعتمد ذلك على درجة الارتخاء، ويؤدي الأخير إلى صعوبة في الرضاعة أو نقص في الأكسجين، لذا من المهم تشخيص الحالات مبكرًا، فمعظم هذه الحالات لا تحتاج إلى علاج إلا إذا كانت درجة الارتخاء شديدة، إلا أننا نشدد على متابعة هذا الارتخاء؛ للتأكد من عدم وجود مضاعفات.
ما أكثر الأمراض شيوعًا لدى الأطفال الخدج؟
يعاني هؤلاء بشكل كبير من أمراض الجهاز التنفسي التي تكون مشابهة لأعراض الربو، وقد يحتاج الخدج إلى علاج مشابه لعلاج الربو للسيطرة على المشكلات التي تبدأ لديهم من الولادة لعدم اكتمال الرئة وحاجتهم إلى جهاز التنفس، لذا من الممكن أن تستمر حاجتهم إلى علاج مشكلات الجهاز التنفسي خصوصًا إذ استمرت الكحة وكان الطفل يعاني صعوبة في التنفس، فمن الضروري متابعة هذه الحالات خصوصًا مع هذه الفئة.
يشتكي بعض الآباء من وجود كحة رطبة أو جافة لدى أبنائهم فما الفرق؟
يجب معرفة أن مرض الربو تصاحبه كحة جافة سواء كان المصاب طفلا صغيرا أو حتى البالغين، لكن في حال كان الطفل يشتكي من كحة مزمنة رطبة فلا بد من البحث عن الأسباب، فمرض التليف الكيسي الرئوي، وهو مرض وراثي نادرا، يكون مصحوبا بكحة رطبة، وعلى الرغم من أن هذا المرض نادر إلا أن مملكة البحرين سجلت عددا من الحالات. كما أن توسع القصبات الهوائية يؤدي إلى كحة مزمنة رطبة، فهناك مرضى لديهم مشكلة وراثية تؤدي إلى خلل في حركة الشعيرات المغطاة في الجهاز التنفسي ما قد يؤدي إلى التهابات مستمرة.
مع دخول مملكة البحرين فصل الشتاء وانخفاض درجة حرارة الجو ما النصائح التي تقدمها لأولياء الأمور؟
النصيحة الأولى التي دائما أشدد عليها موجهة إلى الكبار البالغين والأطفال أيضًا وهي ضرورة أخذ لقاح الانفلونزا الموسمي في كل عام، خصوصًا للمرضى الذين يشكون من الأمراض المزمنة، لما له من فائدة وضحتها الدراسات العلمية وأثبتتها أيضًا.
كما نؤكد أهمية الوقاية من العدوى خصوصا بالنسبة للمصابين بأمراض الجهاز التنفسي، إذ من الضروري لبس الكمامات وتعقيم اليدين بشكل مستمر والابتعاد عن المصابين بأمراض الجهاز التنفسي، مع ضرورة تجنب الأماكن المزدحمة في فصل الشتاء لكونها بؤرة لانتشار العدوى، ولكن ذلك لا يعني منع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة، إلا أنه يجب اتباع الإجراءات الوقائية، لذا ننصح الأهل بإبقاء الطفل المصاب بنزلات البرد في المنزل حتى يتماثل للشفاء؛ لتجنب نقل العدوى للآخرين.
كما أنه في الآونة الأخيرة انتشرت شائعات بأن أخذ الفيتامين سيقي من نزلات البرد، إلا أنه لا توجد إثباتات علمية على أن هذه الفيتامينات تقي من النزلات، لذا لا ننصح بأخذ هذه الأدوية والفيتامينات بغرض تجنب العدوى في فصل الشتاء؛ لعدم إثبات جدواها علميًا.