+A
A-

د. حسين جمعة: الشمس داء ودواء للتصبغات

أكد استشاري الجلدية والتجميل والليزر الدكتور حسين جمعة أن الشمس هي أحد أبرز مسببات تصبّغ البشرة، إلا أن تجنبها قد يكون لوحده علاج للتصبغات.

وقال في حواره مع "صحتنا" حول تصبغات الجلد "إن أحد أبرز السلوكيات السيئة التي يلجأ إليها البعض لعلاج التصبغات تتمثل في استخدام خلطات مجهولة المصدر، وموصى بها من قبل غير المتخصصين، فضلًا عن لجوئهم إلى دهن البشرة بمواد مكانها المطبخ لا الحمام".

وحذر الدكتور حسين جمعة من مخاطر عادة التسمير (التان)، وأشار إلى أن هذه العادة تتسبب بحروق لصاحبها، كما أنها تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان البشرة.

وفيما يلي نص الحوار:

 

ماذا نعني بتصبغ الجلد؟

التصبغ يعني وجود بقع داكنة على البشرة، سواء في الوجه أو أي منطقة أخرى في الجسم.

 

ما أسباب حدوث التصبغات؟

أكثر الأمراض التي تظهر على شكل تصبغات شيوعًا هي الكلف، وهو مرض مرتبط بأسباب عدة، من أهمها: التعرض للشمس، ثم الهرمونات المرتبطة أحيانًا بالحمل أو الرضاعة أو عند أخذ علاج هرموني.

وحدوث التصبغات أثناء الحمل مرتبط بوجود استعداد وراثي، وليس كل من تحمل تصاب بالكلف، بل يعود ذلك لوجود جينات وراثية معينة.

فهناك تصبغات ناتجة عن أمراض الالتهابات، كمن يصاب بالتصبغات بعد الإكزيميا أو الصدفية، وتسمى تصبغات ما بعد التهاب البشرة، وتظهر على شكل بقع داكنة، وأحيانًا على شكل بقع فاتحة.

وتحدث التصبغات أيضًا نتيجة مضاعفات جانبية لبعض الأدوية، إذ يتحسس البعض من أدوية معينة، وتظهر على هيئة تصبغات تتكرر في نفس المكان، فتبدأ بنفسجية وحمراء وتنتهي ببقع داكنة.

وأحيانًا تكون التصبغات ناتجة عن حروق من الشمس، والمرتبطة أحيانًا بموضة تسمير البشرة (تان)، عبر الجلوس في الشمس لفترة طويلة، أو عبر الأشعة الضوئية التي يتم عملها في بعض الصالونات.

إضافة إلى ذلك، هناك بعض الأمراض الفطرية، مثل مرض النخالة المبرقشة التي تظهر بهيئة بقع داكنة أو فاتحة، وغالبًا على الرقبة والأكتاف ونادرًا في الجبهة، كما أنه يصيب الكبار عادة والصغار أحيانًا.

 

 

ما علاقة الطعام بتشكل التصبغات؟

الطعام عادة ليس له علاقة بتشكل البقع الداكنة، إلا أن ما يظهر من تصبغات نتيجة التحسس من بعض الأطعمة فتعود إلى أن أطعمة مثل البيض والمكسرات والأكلات البحرية تظهر على شكل انتفاخات في الجلد وانتفاخ في الشفاه، وضيق في التنفس وأحيانًا حكة، وبسبب الحكة يمكن أن تظهر التصبغات، وبالتالي فإن هذه التصبغات نتيجة الحكة وليس الطعام بحد ذاته.

 

ما سبل الوقاية من التصبغات؟

الشمس هي العامل الأكبر في الوقاية والعلاج من التصبغات عمومًا.

وتجنب التعرض للشمس يساهم أحيانًا في التخلص من التصبغات دون الحاجة لعلاج.

والوقاية من الشمس هو الخيار الأول للوقاية، يليه استخدام واقٍ للشمس برقم حماية لا يقل عن (50)، مع وضعه كل 3 ساعات.

وفي حال السفر إلى مكان مشمس يفضل ارتداء قبعة كبيرة، إضافة إلى أنه في حال كان الشخص يعمل في مكان مفتوح يفضل أن يضع واقيًا للشمس ويتجنبها قدر الإمكان ويرتدي قبعة كبيرة.

ومن أهم سبل الوقاية تجنب عادة (التسمير) الضارة من وجهة النظر الطبية، إذ تسبب الحروق وتزيد من احتمالية الإصابة بسرطان البشرة، ومما يؤسف له أن هذه العادة بدأت تظهر لدينا في البحرين في السنوات الماضية.

إضافة إلى الوقاية، فإن العلاج المبكر من بعض الأمراض كالإكزيما والصدفية والفطريات، يقلل من احتمالية ظهور البقع.

وعادات الاستحمام أيضًا تلعب دورًا مهمًا في ظهور البقع، مثل اعتياد الحمام المغربي بشكل مستمر، أو استخدام مفركة خشنة، أو عمل خلطات منزلية من مواد مكانها المطبخ وليس الحمام.

 

 

ما رأيك في استخدام بعض الخلطات كالخيار والروب والليمون وغيرها لعلاج البقع؟

عمومًا، لا أنصح بوضع أي منتج طبيعي أو خضروات أو فواكه أو أحماض على البشرة، وتردني الكثير من الحالات التي استخدمت خلطات تضم الكركم والزنجبيل والخل وغيرها.

 

ما مخاطر استخدام الأطعمة لعلاج التصبغات؟

من مخاطرها الحروق، فالروب على سبيل المثال يحتوي على حمض (لاكتيك أسيد)، وتركيزه يختلف باختلاف الشركات المصنعة له وتاريخ صلاحيته، وهو ما قد يتسبب لبعض أنواع البشرات بحروق.

كما أن هناك من يضيف السكر لبعض الخلطات، مما يتسبب في خدش البشرة.

وهناك من يلجأ إلى وضع الثوم على البشرة أو الشعر، ما قد يسبب لهم حروقًا ومن ثم بقع دائمة.

والنتيجة "ليس كل ما هو طبيعي فهو آمن للاستعمال على البشرة"، بل على العكس من ذلك، فالمنتجات الطبيعية قد تتسبب في الحساسية ومن ثم ظهور البقع.

إضافة إلى ذلك، فإن وضع العطور الطبيعية على الجلد مباشرة قد يؤدي إلى تصبغ البشرة، وبالتالي ينصح بوضعه على الملابس لمن لديهم حساسية من استعماله على البشرة.

 

ما العلاجات المتبعة للتصبغات؟

لكل حالة سلّم علاج مختلف، ويعتمد ذلك على الأسباب، إذ لا وجود لعلاج مثالي وفعّال بنسبة 100 %.

فالطبيب يعاين الحالة ثم يقرر الخطة العلاجية، عمومًا فإن علاج التصبغات يأخذ وقتًا طويلًا، ويتطلب أشهرًا من المواظبة واتباع أكثر من طريقة للعلاج.

 

 

تشكّل التصبغات في المناطق الحساسة حرجًا للبعض، كما أننا نسمع عن خلطات وحلول سحرية لتفتيح هذه المناطق، فما تعليقك؟

لأكن واقعيًا، طبيعة بشرتنا العربية خصوصا في الشرق الأوسط تتغير للون الداكن في هذه المواقع التي تشمل ما بين الفخذين أو الركبتين أو الكوعين أو الإبطين.

وهذا الأمر موجود بشكل وراثي، وحتى لو تم وضع كريمات أو عمل تقشير أو ليزر للجلد، لن يكون ذلك أكثر من مضيعة للوقت والمال.

عمومًا، إن كان تغير لون هذه المنطقة يعود لسبب وراثي، فإنه ينصح بوضع كريم مرطب مع تجنب المفركة والمعطرات، وذلك للتحسين فقط.

وأحيانًا قد يكون هذا التصبغ نتيجة حرق شمع أو حساسية من مزيل عرق، ومن هنا يمكن للطبيب أن يصف بعض الكريمات المفتحة للون، وعقد جلسات تقشير بسيطة.

وأما من لديه لون داكن في هذه المناطق بسبب وراثي فعليه تقبل الأمر، وهو جزء من جيناتنا ولا حاجة لتصحيحه.

 

ما أبرز مؤشرات خطورة التصبغات؟

أحد أنواع التصبغات اسمه الشواك الأسود، ويظهر على شكل تصبغات في الرقبة وسمك زائد في الرقبة أو الإبطين، ونادرًا ما يظهر في الوجنتين أو الجبهة بنفس الطريقة، وغالبًا ما تصاحبه السمنة الزائدة جدًا، كما يمكن له أن يصيب الأطفال.

وهذه المؤشرات تدل على الإصابة بالسكري أو وجود أمراض هرمونية، وبالتالي ننصح هؤلاء الأشخاص عادة بعمل بعض الفحوصات، والمتابعة مع طبيب للغدد الصماء بصورة مبكرة؛ لتجنب حدوث أي مضاعفات.

إضافة لذلك، هناك بعض سرطانات الجلد تظهر بشكل بقع داكنة أو تشبه الوحمات، ومنها مرض الميلانوما، وهذا المرض - لله الحمد - نادر الحدوث بالنسبة لجيناتنا الوراثية.

ومع ذلك، في حال ظهور بقعة غريبة داكنة تكبر في الحجم دون سبب، وتلتهب مع خروج الدم منها، فهذا يعد مؤشر خطر يتطلب من صاحبه التوجه للطبيب لفحصه، إذ يتم أخذ عينات من البقعة وتحلل في المختبرات، ثم يتم تحديد كون هذه المشكلة طبيعية أم ناتجة عن ورم سرطاني.

 

 

ما أكثر السلوكيات الخاطئة في علاج التصبغات؟

من أكثر الأخطاء الشائعة هو لجوء الناس لاستخدام كريمات أصدقائها أو جيرانها، إذ قد يكون الكريم مجهول المصدر أو غير مرخص.

والتصبغات تتسبب بالضغط النفسي الشديد لدى من يعاني منها، ونظرًا لطبيعة العلاج التي تمتد لفترة طويلة، فإن البعض يتجه للحلول السريعة التي يعلن عنها غير الاختصاصيين مثل "الفاشينيستات" وغيرهن.

والبعض يضع موادًا ممنوعة في تلك العلاجات، إذ تتضمن أحيانًا مستويات عالية من تركيز الكورتيزون، ما يجعلها غير صالحة لعلاج التصبغات، كما أنها قد تحتوي على الزئبق، مما تخلف أضرارًا لا يمكن علاجها.

 

هناك الكثير من الكريمات المتوافرة في الأسواق والصيدليات لعلاج التصبغات وغيرها، هل هناك خطورة من استعمالها دون الحاجة لاستشارة طبيب؟

هناك كريمات آمنة موجودة على الرف وتصرف من دون وصفة، منها على سبيل المثال واقي الشمس بدرجة حماية لا يقل عن 50، إضافة إلى وجود بعض الكريمات المخصصة لعلاج التصبغات والتي لا تحتاج لاستشارة طبيب؛ لاحتوائها على مواد آمنة لا تسبب حساسية لمستخدميها.

ومع ذلك، هناك خلطة تدعى (الخلطة الثلاثية)، فنحن كأطباء نستخدمها بحذر؛ لأنها تتضمن كورتيزون ومواد مقشرة قوية، وبعضها تحتوي على مواد لا تصلح للاستخدام لفترة طويلة، في حين أن البعض يستخدم هذه الخلطة لفترة طويلة دون استشارة الطبيب.

 

ما النصيحة الأبرز التي تقدمها لمن يعاني من التصبغات؟

من المهم جدًا بالنسبة للتصبغات العلاج المبكر والوقاية، كما أن واقي الشمس يمثل العامل الأكبر للوقاية منه وعلاجه، إضافة إلى الترطيب المستمر وتجنب أي شيء يهيج البشرة، فضلًا عن تجنب الخلطات المجهولة.