سجلت مملكة البحرين إنجازًا جديدًا من نوعه بعد أن نجح جراح العيون البحريني الدكتور عبدالحميد هاشم محمود، في استحداث تقنية لإعادة تثبيت العدسات متعددة البؤر ومعالجة الانحراف دون الحاجة لاستئصالها.

“صحتنا" التقت الدكتور عبدالحميد المبتعث حاليًا إلى مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية بالرياض للتدريب على التخصص الدقيق في القرنيات والماء الأبيض؛ للحديث حول أهمية هذا الإنجاز وأبرز مشاريعه المستقبلية.

وفيما يلي نص الحوار:

بداية، ماذا نقصد بالعدسات متعددة البؤر؟

بعد عمليات الماء الأبيض يلجأ بعض المرضى لزراعة عدسات ذات بعد واحد، أي أن المريض سيحتاج إلى نظارة ليتمكن من النظر بوضوح للبعد الثاني سواء القريب أو البعيد.

أما العدسات متعددة البؤر فهي تمكّن المريض من النظر إلى الأبعاد القريبة والمتوسطة والبعيدة كافة دون الحاجة إلى استخدام النظارة، وهي تقنية معتمدة ويتم العلاج بها.

نشرت أخيرًا بإحدى مجلات طب العيون الأميركية العلمية المتخصصة ورقة بحثية تتناول تقنية حديثة في تثبيت العدسات متعددة البؤر، ما الجديد فيما قدمته تلك الدراسة؟

الدراسة تناولت قصة نجاح لإحدى تقنيات تثبيت العدسات متعددة البؤر لأحد المرضى.

عادة بعد عمليات سحب الماء الأبيض تحدث مضاعفات نادرة لا تتجاوز احتمالية حصولها 1.5 %.

وفي ظل تركيب عدسات ذات البعد الواحد للمريض لا تحصل مشكلة، لأنها ستبقى تعمل وتحقق الغرض منها، ولكن في حال وجود عدسة متعددة البؤر ومعالجة الانحراف، فإنه يستلزم وجودها على محور معين لتعمل بشكل صحيح، إذ لابد من وجودها في منتصف العين ومركز النظر من دون أن تنحرف يمينًا أو شمالًا لتعطي فائدتها.

إلا أن الحالة التي تطرقت لها الدراسة فهي تتحدث عن تسبب التليف بالمحفظة في حركة العدسة متعددة البؤر بشكل كبير، وفي معظم هذه الحالات يتم اللجوء إلى استئصال العدسة واستبدالها بعدسة ذات البعد الواحد، لصعوبة تثبيتها في نفس المكان بشكل صحيح.

والجديد في تلك الحالة، أننا تمكنا من الاستفادة من طريقة استخدام كي الخيوط عوضًا عن العقد الجراحية لتثبيت العدسة في المحور المطلوب تمامًا في مركز النظر كما هو مطلوب.

ولأول مرة على مستوى العالم يتم إعادة تثبيت هذا النوع من العدسات بهذه الطريقة وكانت النتائج إيجابية.

ما أبرز المشاريع التي تعمل عليها في الوقت الحاضر؟

أحدث مشاريعي تم التطرق له في مشاركتي بمؤتمر طب العيون السعودي المقام في الفترة من 18 – 20 الماضي، وذلك بدراسة جديدة أجريت على 8 أعين لـ 4 مرضى.

وتتحدث الدراسة حول زراعة عدسات متعددة البؤر لمرضى الدرجة الخفيفة من القرنية المخروطية، إذ أثبتنا أن زراعة هذه العدسات لهؤلاء المرضى من الممكن في حال تم اختيارهم بشكل دقيق، فعادة ما يتجنب الأطباء زراعة العدسات متعددة البؤر لمرضى القرنية المخروطية.

ما مشروعك القادم؟

المشروع القادم يتمثل في استعمال الليزر لتشطيب جزء بسيط من القرنية قبل جراحة العدسات متعددة البؤر؛ بهدف جعل العين أو القرنية تتقبل العدسة بشكل أفضل.

لم نبدأ بهذا، لكنها الخطوة القادمة بإذن الله.