+A
A-

البحرين والسكلر.. وعبء النجاح

منذ ثمانينات القرن الماضي، عززت مجموعة المعارف المتزايدة سرعة تقديم فهم أفضل لمرض الخلية المنجلية في العالم.

مملكة البحرين كانت في صدارة الدول المستجيبة للمخاطر التي نبهت عليها الأمم المتحدة، في وقت ما زالت فيه كثير من دول العالم ممن هي أعلى دخلًا من البحرين غير قادرة على إقرار برنامج فحص للمواليد.

استطاعت مملكة البحرين تنفيذ 3 برامج للفحص خلال مراحل حياة المواطن، عند الولادة، وفي المرحلة الثانوية وإلزامية الفحص قبل الزواج، ما ساهم في تحسين برامج الاستشارة والتقدم في التشخيص والتدخل المبكر.

إضافة إلى ذلك، وسعت المملكة برامج التوعية والتعليم، وساهمت برامج البحث والتدريب المحددة إلى توفير كادر من المهنيين الصحيين المطلعين العاملين في هذا المجال، وتحسين إدارة المرضى، والوقاية من المضاعفات وإطالة متوسط العمر المتوقع.

وأظهرت العديد من الدراسات الإكلينيكية في البحرين أن المسار السريري لفقر الدم المنجلي قد تغير بشكل كبير، فمنذ السبعينات يمكن للبالغين الذين يعانون من داء الكريات المنجلية أن يتوقعوا الآن العيش بشكل جيد حتى الستينات من العمر.

وفي الوقت الذي يعيش فيه بعض المرضى حتى 80 و90 سنة، إلا أن البقاء على قيد الحياة ما يزال أقل بكثير من بقاء عامة سكان البحرين والبالغ 76 سنة.

ومع انخفاض معدل وفيات الأطفال؛ بسبب داء الكريات المنجلية إلى مستويات الصفر، تزداد أهمية الانتقال من نمط حياة الأطفال إلى أنماط حياة البالغين وتقديم الرعاية الطبية.

ومع كل هذا التقدم نواجه تحديًا كبيرًا في توافر القوى العاملة من اختصاصيي أمراض الدم للبالغين والحاصلين على التدريب الكافي، وهو ما ينذر بضياع جميع تلك الجهود التي تم تحقيقها في السنوات الماضية.

لقد باتت البحرين محط أنظار العالم في تجربتها المتميزة، عبر تحقيق الأنموذج الذي يتطلع إليه العالم أن يتحقق، وصارت قصة البحرين ونجاحها ضيف شرف في كثير من المؤتمرات العالمية؛ لدراسة قوة التجربة وطرق الاستفادة منها، وقد ترك هذا علينا عبئًا ثقيلًا في الحفاظ على وتيرة النجاح، والإسراع إلى معالجة التهديدات التي قد تسبب في ضياع هذه التجربة المتميزة، والتي بلا ريب تبدأ وتنتهي بالإيمان بالتدريب.