+A
A-

د.نسرين السيد: الحمية الغذائية لا تكفي لعلاج فرط الكوليسترول العائلي

الكوليسترول عبارة عن مادة شمعية، وهو ليس سيئًا بطبيعته، بل يحتاجه الجسم لبناء الخلايا وصنع الفيتامينات والهرمونات الأخرى، إلا أن الكثير من الكوليسترول يمكن أن يسبب مشكلة.

ويصنع الكبد كل الكوليسترول الذي تحتاجه، وما تبقى من الكوليسترول في الجسم يأتي من الأطعمة الحيوانية، فاللحوم والدواجن ومنتجات الألبان تحتوي على الكوليسترول الغذائي.

هذه الأطعمة غنية بالدهون المشبعة والمتحولة، ما يدفع الكبد لإنتاج المزيد من الكوليسترول بأكثر مما كان سيفعله بخلاف ذلك، وهو ما يؤدي إلى انتقال البعض من المستوى الطبيعي إلى المستوى غير الصحي.

ويساهم ارتفاع الكوليسترول في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية.

 

أمراض القلب

يولد الأشخاص المصابون بفرط كوليسترول الدم العائلي بشكل أساس ولديهم نسبة عالية من الكوليسترول الضار.

وتميل مستويات الكوليسترول لدى الجميع إلى الارتفاع مع تقدم العمر، لكن أولئك الذين لديهم فرط كوليسترول الدم العائلي لديهم مستويات من الكوليسترول الضار تبدأ عالية وترتفع بمرور الوقت.

وكما هو الحال مع مشاكل الكوليسترول غير الموروثة، يساهم هذا في تصلب الشرايين، ما يؤدي إلى خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية أكثر من المعتاد.

وإذا تُركت دون علاج، فإن الأشخاص الذين يعانون من الكوليسترول الوراثي لديهم 20 ضعفًا لخطر الإصابة بأمراض القلب.

ويصاب الرجال المصابون بالكوليسترول الوراثي بأمراض القلب التاجية 10 إلى 20 عامًا قبل غيرهم من المصابين بارتفاع الكوليسترول غير الوراثي، وان نصف الرجال الذين لم يتم علاجهم من الكوليسترول الوراثي سيصابون بنوبة قلبية أو ذبحة صدرية قبل بلوغهم سن الخمسين.

بالنسبة للبعض سيكون هذا في وقت مبكر في العشرينات من العمر، أما عند النساء فيظهر مرض الشريان التاجي 20 إلى 30 عامًا قبل غيرهم من المصابين بارتفاع الكوليسترول غير الوراثي، وحوالي 30 % من النساء غير المعالجات يصبن بنوبة قلبية قبل بلوغهن الستين.

هذه المخاطر المتزايدة مستقلة عن عوامل الخطر الأخرى، والتي يمكن أن تجعل الأمور أسوأ.

 

فرص الشفاء

وينتج الكوليسترول الوراثي نتيجة طفرة جينية، إذ إن 1 من كل 200 بالغ لديه طفرة وراثية بما في ذلك الأطفال.

لكن الأشخاص الذين يعانون من فرط كوليسترول الدم العائلي لديهم فرص ممتازة للشفاء والوقاية من أمراض القلب إذا تم تشخيص الحالة مبكرًا وعلاجها بشكل مناسب.

لا يمكن علاج فرط كوليسترول الدم العائلي بالحمية والتمارين الرياضية فقط، يمكن أن تساعد هذه التغييرات في نمط الحياة، ولكن الأدوية مطلوبة عند الحاجة إلى خفض مستويات الكوليسترول الضار بشكل ملحوظ (على الأقل بنسبة 50 %).

وقد يحتاج الأشخاص المصابون بارتفاع كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة للغاية، مثل المصابين بفرط كوليسترول الدم العائلي متماثل اللواقح، إلى الخضوع لعلاج يسمى فصادة البروتين الدهني منخفض الكثافة، وهو إجراء يشبه غسيل الكلى، ويتم إجراؤه كل بضعة أسابيع لإزالة الكوليسترول من الدم.

 

إحصاءات خليجية

خلصت الدراسات التي أجريت في دول الخليج العربي المنشورة من 1987 حتى 2010، إلى أن 70 % من مرضى العيادات الخارجية لديهم اضطرابات في الدهون والكوليسترول، وأن 30 % إلى 50 % منهم لديهم نوع من أنواع فرط الكوليسترول الوراثي، إذ يوجد معدل واحد لكل 200 شخص مصاب بفرط الكولسترول الوراثي، مع تقارير بوجود اكثر من 57 نوع من الطفرات الجينية في منطقة الخليج والشرق الأوسط مع وجود طفرات جينية خاصة في الخليج والتي لم تسجل في دول أخرى في العالم.

وكشفت هذه الدراسات عن أول ظهور لاحتشاء عضلة القلب الحاد أو ما يعرف بالجلطات القلبية المفاجئة أو الموت المفاجئ عند سكان منطقة الخليج 10 - 12 سنة قبل نظرائهم الغربيين.

إضافة إلى أن أكثر من 50 % من أسباب الوفيات في منطقتنا هي بسبب أمراض القلب وتصلب الشرايين، الذي يعتبر ارتفاع الكوليسترول من أهم مسبباته، إضافة إلى مرض السكر والكلى وارتفاع ضغط الدم.