+A
A-

د. رحاب طرادة: الحمية القاسية نتائجها عكسية

يلجأ العديد من الناس إلى الطرق السريعة والحلول لفقدان الوزن، وترى هذه الظاهرة خصوصًا لدى الفتيات في مرحلة المراهقة ممن يعانين من زيادة في الوزن.

وإن لاتباع هذه الأنظمة مخاطر تبرز أعراضها على أصحابها بشكل واضح وتتمثل في: تساقط الشعر بسبب النقص الشديد في الفيتامينات والمعادن الناتج من الحرمان، إضافة إلى التعب والإرهاق وهبوط سكر الدم وفقدان التركيز.

وفي علم التغذية تطبق قاعدة "ما أخذ سريعًا فقد سريعًا"، لذلك بمجرد ترك النظام الغذائي المتبع يعود الوزن في الارتفاع أضعافًا عن المرة السابقة، ويرجع الشخص إلى نفس نقطة البداية، ويتكرر نفس النظام مرة أخرى لفقد الوزن من جديد.

ويغيب عن العديد من الأشخاص الراغبين في إنقاص وزنهم أن نزول الوزن لا ينحصر في عامل واحد المتمثل في (الأكل والسعرات الحرارية المأخوذة يوميًا)، بل يعود إلى عوامل عدة.

وأكدت الكثير من الدراسات وجود رابط بين الحالة النفسية للشخص ومعدل نزول أو زيادة الوزن، وهو يعد أحد العوامل المؤثرة على إنقاص الوزن، وهو ما يتبين لنا واضحًا من واقع التجربة العملية، إذ نلمس تأثير الضغط النفسي على الوزن، إضافة إلى تأثير العوامل الأخرى كالحركة ومعدل النوم التي لا تقل عنها تأثيرًا.

ويلعب العامل الوراثي أيضا دورًا مهمًا في زيادة الوزن أو نزوله، إذ يختلف معدل حرق السعرات الحرارية، وشكل الجسم واستجابته للأنظمة الغذائية من شخص لآخر.

وتستدعي الظروف الصحية أحيانًا (مثل حاجة أحدهم للتدخل الجراحي)، إلى اللجوء لأساليب إنقاص وزن الشخص بشكل سريع، فيلجأ الطبيب واختصاصي التغذية في مثل هذه الحالات إلى إعطاء المريض نظامًا غذائيًا يضمن حصوله على احتياجاته من الفيتامينات والمعادن كافة بشكل معتدل.

وعليه، ننصح دائما الأشخاص في سن المراهقة خصوصًا باتباع نظام متوازن يضمن النزول الصحي والسليم للوزن، وعدم الاستعجال للوصول إلى الهدف.

ولضمان استمرارية نزول الوزن وثباته بعد الوصول للهدف، على الشخص أن يأخذ التغيرات ويقرها كأسلوب حياة وليس من أجل الوصول إلى الوزن المثالي فقط.

ونظرًا للظروف الراهنة في ظل انتشار جائحة كورونا (كوفيد 19)، فإن إنقاص الوزن يكتسب أهمية لرفع مناعة الجسم، إذ تشير بعض الدراسات إلى وجود تأثير سلبي للسمنة والوزن الإضافي على مناعة الجسم.