+A
A-

د. إسحاق المبارك: نوم حديثي الولادة.. اللغز الغامض

يشكل نوم الأطفال الرضع حديثي الولادة لغزًا غامضًا، خصوصًا للأمهات والآباء الجدد الذين يجدون أنفسهم أمام معاناة من نوع جديد يسلبهم الراحة؛ نتيجة لعدم فهم طبيعة دورة النوم لدى أطفالهم والتي تبدو شيئًا عشوائيًا لا يتسم بأي نوع من الانتظام وعصي على الفهم.

ففي حين تكون أسباب استيقاظ الطفل تتعلق بحاجاته الأساسية كالرضاعة والبلل التي تحتاج استجابة وتلبية لحاجات الطفل، قد يكون استيقاظ الطفل وتقطع نومه غير مفهوم ومحير.

غير أن فهم طبيعة النوم ودورته الفسيولوجية وحاجات الطفل تجعل من الأمر أكثر سهولة، وتخرج الأم والأب من دائرة الإرباك خصوصًا حين يصل الأمر عند الشعور بالتقصير ووجود حلقة مفقودة بعدم فهم حاجة الطفل، وارتفاع الهواجس بوجود شيء غير طبيعي.

وبداية، يجب على الأبوين أن يعرفا أن النوم يلعب دورًا مهمًا في تطور الإدراك لدى الطفل، وأهمية فهم وتوفير سبل الراحة لنوم جيد للطفل بما يحقق هذا الهدف.

ففي حين قد ينام الشخص البالغ من 6 إلى 8 ساعات يوميًا من دون تقطع، نجد أن الطفل الرضيع يصل مجموع ساعات نومه في بداية حياته إلى 18 ساعة في اليوم وبشكل متقطع، وتتناقص تدريجيًا لتصل إلى 13 ساعة في اليوم وبشكل متقطع، لكن بساعات مطولة عن بداية حياته.

ومراحل دورة النوم الطبيعية للطفل حديث الولادة 5 مراحل، تبدأ بالنعاس ثم تتبعها المرحلة الثانية، إذ تتحرك العين تحت الجفن بحركات سريعة وقد يصاحبها اهتزاز بسيط للأطراف، وأحيانًا انقطاع للنفس لمدة ثوانٍ يعقبه تسارع للنفس ثم يعود النفس لسرعته الطبيعية.

ولا يصاحب ذلك تغيرًا في لون الطفل ولا يستدعي القلق، ومع تطور الطفل وبلوغه 6 أشهر تنتظم عنده دورة التنفس أثناء النوم تدريجيًا.

ويدخل الطفل في المرحلة الثالثة من النوم، إذ يكون كثير الحركة وسريع الانتباه والاستجابة للمؤثرات الخارجية، أما المرحلة الرابعة والأخيرة فيكون الطفل في نوم عميق وهادئ ولا يتحرك فيها ومن الصعب إيقاظه في هذه المرحلة.