+A
A-

د. فاطمة النجار: الصحة النفسية.. حالة من اتزان المشاعر والإنجاز في الحياة

تعتبر الصحة النفسية ركيزة مهمة من ركائز الصحة العامة.

ويتجلى ذلك في تعريف الصحة الوارد في دستور منظمة الصحة العالمية "الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنيًا وعقليًا واجتماعيًا، لا مجرد انعدام المرض والعجز".

وتعرف ذات المنظمة الصحة النفسية على أنها حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة، والتكيف مع حالات التوتر العادية والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.

ولهذا، فالصحة النفسية لا تعتمد فقط على انعدام المرض النفسي، مع أنه جزء مهم منها، بل تمتد إلى حالة من التوازن في حياة الفرد من ناحية الإدراك والسلوك والإنجاز في مختلف المجالات: كالمجال الأكاديمي، الأسري، الاجتماعي والوظيفي.

والجدير ذكره هنا أنه لا يصح وصف الصحة النفسية لشخص ما بأنها مكتملة أو منعدمة، ولكنها موجودة في مستويات عدة عند الأفراد، وربما نراها ترتفع أو تنخفض عند الشخص الواحد بناءً على ما يواجهه من ظروف وأحداث في مراحل حياته المختلفة.

إن التأقلم مع هذه الظروف والمرونة عند مواجهة الصعاب يعد من أهم الخصائص التي يتم من خلالها تقييم الصحة النفسية لفرد ما.

غير أنه من المهم أن ندرك أن تمام الصحة النفسية لا يتمثل في الشعور بالفرح والسعادة في كل الأوقات، فوجود المشاعر السلبية في حياتنا مثل الحزن، القلق أو الغضب قد تكون ضمن ردات الفعل الطبيعية والصحية التي تشير إلى أن هذا الفرد يمتلك تفاعلًا صحيًا مع أحداث الحياة، ولكنها يجب أن تكون متزنة وناضجة بحيث يتم التعبير عنها بأسلوب وسلوك ملائم للحدث، مثلما أن وجود المشاعر الإيجابية من فرح وبهجة هو شيء محبب في الوقت والمكان المناسبين.

وتتمثل العوامل التي لها تأثير بارز على صحتنا النفسية في العوامل البيولوجية، الاجتماعية، البيئية والاقتصادية، فمن المؤكد أن العيش في ظروف اجتماعية سيئة أو بيئة عمل مجهدة لأوقات طويلة، والأمراض البدنية الطارئة أو المزمنة تشكل ضغطًا مؤثرًا على توازن القدرات النفسية.

ختامًا.. تمنياتي للجميع بوافر الصحة والسعادة.