+A
A-

د. جعفر عباس: احذروا الأدوية الفموية أثناء الصيام

يمكن لمرضى السكري الصيام بأمان إذا ما اتبعوا الإرشادات الطبية الصحيحة من قبل الطبيب، إلا أن هناك بعض المرضى الذين لا يتناسب معهم الصيام، ولكن عليهم مراجعة الطبيب المتابع لحالاتهم للتشخيص قبل البدء بالصيام.

إن الصيام بالنسبة للنوع الأول من مرضى السكري قد يسبب لهم بعض المخاطر، لذلك أوصي بضرورة مراقبة مستويات السكر بصورة مستمرة ومنتظمة، والعودة للطبيب المختص لضبط جرعات الأنسولين وإعطائهم جدولًا غذائيًا صحيًا متوازنًا.

كذلك الحال بالنسبة للمرضى المصابين بالسكر من النوع الثاني الذين يسهل عليهم ضبط مستويات السكر بالدم.

 

وفيما يلي إرشادات صحية مهمة لمرضى السكري أثناء فترة الصيام:

1- تأخير وجبة السحور: من الضروري لمرضى السكري تجنب تناول كميات كبيرة من الطعام في وجبة الإفطار أو تناول أطعمة تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون والكاربوهيدرات، فينبغي بدء وجبة الإفطار بتناول كمية صغيرة من الطعام مع مراعاة احتوائها على الكاربوهيدرات بنسبة البسيطة، والتي يمكن للجسم امتصاصها بسهولة مثل التمر والحليب.

وينبغي كذلك تأخير وجبة السحور قدر الإمكان، ويفضل تناولها قبل الفجر مباشرة على أن تضم أصنافًا غنية بالكاربوهيدرات المعقدة، كالحبوب الكاملة والخضروات؛ لأن الجسم يستغرق وقتًا طويلًا في هضمها، وبالتالي يبقى الجسم مزودًا بالطاقة لفترة أطول في النهار.

 

2- الرياضة بعد الإفطار: من المهم جدًا لمرضى السكري ممارسة التمارين الرياضية أثناء شهر رمضان؛ ليتمكنوا من الحفاظ على المستويات العادية من النشاط البدني، إلا أنه يستحسن اجتناب ممارسة الرياضة أثناء ساعات الصيام خصوصا قبل وقت الإفطار، فالرياضة قد تؤدي لإصابة المريض بهبوط حاد في سكر الدم، وعليه يفضل له ممارسة الرياضة بعد الإفطار.

 

3- أدوية تسبب الجفاف: على المرضى من النوع الثاني ممن يأخذون الأدوية الجديدة الفموية أخذ الحيطة والحذر؛ كونها تسبب إدرارًا للبول والتخلص من السكر عن طريق البول، ما يعرض المرضى للإصابة باختلال في الأملاح وفقد كمية كبيرة من السوائل، خصوصًا وأن المرضى في حالة الصيام يعانون من نقص في كمية السوائل في الجسم، ما يعرضهم إلى تحمض الدم (لا سمح الله).

وعليه ينبغي لمن يتناول الأدوية الفموية استشارة الطبيب قبل الصيام لضبط هذه الجرعات، بحيث تتواءم مع حالته الصحية أثناء الصيام، وغالبًا يجب أن تقلل هذه الجرعات أثناء الصيام.

 

4- جرعات الأنسولين: إن المرضى من النوع الثاني ممن يتناول الأنسولين في فترة الصيام بحاجة إلى ضبط الجرعات قبل الشروع في الصيام، حتى لا يتعرضون إلى الهبوط الشديد والضار.

ففي حال كان المريض يأخذ النوع البطيء المفعول من الأنسولين، فعليه أن يقلل الجرعة بمقدار الثلث تقريبًا من الجرعة اليومية، ويجب عليه قياس السكر بشكل يومي ومتكرر طوال اليوم؛ لضمان أن يكون معدل السكر ضمن المعدل المطلوب.

وفي حال كان المريض يتناول أكثر من نوع من الأنسولين، فيجب عليه أن يقلل الجرعات بحيث تعطى قبل الإفطار وقبل السحور بعد الاستشارة من طبيبه لضبط الجرعات حسب حالته.